حدث أن اكتريت ذات سنة تكوينية بمراكش رفقة صديقي ابراهيم بيت رجل وقور وصارم.. وفي البيت ثلاث غرف وكانت نيتنا أن يلتحق بنا بعض الزملاء لنتقاسم الكراء، لكن الرجل فاجأنا بأن خفض الثمن ليناسب شخصين مع رفعه في حالة التحق بنا شخص أو شخصين مع شرط غريب "أن (...)
-1-
استيقظت هلوعا خشية التأخر فالتعليمات تقول إنه علي أن أكون نصف ساعة في المؤسسة قبل الثامنة.. فطور سريع؛ حساء وتمر وكأس شاي أدك منه جغيمات وأنا أنتعل حذائي الرياضي الأبيض.. ارتديت قبله سروال ثوب وحذاء كلاس.. ثم نزعتهما، أنت في طريقك إلى حراسة ولا (...)
رأيت ما لا يعجبني، وإن كان فيه ما يعجب..
عند ترديد النشيد الوطني لصبيحة الإثنين.. رأيت تلميذات المؤسسة متحمسات بترديد النشيد، وسمعت صوتهن يملأ فضاء المؤسسة... أما التلاميذ فصوتهم ضائع هناك أو لا صوت لهم.. فجلهم تقريبا صامت يقف وكأنه يقف على شوك، (...)
ليس في الكلية ازدحام، وليس هناك مظاهرة تصيح "أمريكا عدوة الشعوب"، ليس هناك معتصمون أمام العمادة يطلبون المنحة، ليس هناك حلقة يتوسطها شاب نحيف يضع يده في جيبه ويلوي رجليه كألف لام ويشرح للمتحلقين نضاله وسنوات سجنه، وكيف تحولت الدولة إلى رأسمالية (...)
تبذل قصارى ما تستطيع لتصل بالمريض إلى المستشفى لعلك تفر من قدر الله إلى قدر الله.. قد يتطلب الأمر ساعات طويلة، ساعات مريرة تجعل الصحيح عليلا فما بالك بمريض.. نقل مريض من زاكورة الى مراكش يتطلب سبع ساعات من العجلة على أمل أن تصل أولا ثم أن تصل بسلام (...)
يقول الأقران بمؤسستنا إن قسمنا محظوظ بسلوى، ويصرون على تسميته قسم سلوى.. سلوى مشهورة بالمؤسسة لأن أباها رجل سلطة معروف بالمدينة، ومشهورة أيضا لأنها تصر على عدم ارتداء الوزرة، أتعبت المدير والحارس العام وفي النهاية استسلما للأمر الحاصل، هل لمكانة (...)
الشخص المتملق "البلحاس/البحلاس" شخص سيء جدا في نظر الأغلبية وإن كان الجميع ربما لا يخلو من درجة تملق بشكل ما ظاهرا أو خفيا.. لكن في العموم فالعاديون يبغضون هذا المتملق، لكن المتملق لا يبغض نفسه، فهو شخص مصلحي واقعي يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف فيأكل (...)
مرارا حاولت الكتابة في الموضوع وترددت، ثم أحجمت.. لكنه ظل ملحا .. فاليوم عندما سألت تلاميذ عن امتحان الرياضيات قالت واحدة منهم: "أنا لم أجب بشكل جيد" ومبررها "حنا svt كايعطوينا أساتذة اللي ما كايشرحوش مزيان". طبعا لست متفقا مع رأيها وحاولت تصويبه، (...)
لم أكن لأكتب شيئا اليوم -لأنني أتيت إلى القهوة لأشرب قهوة وأقرأ صفحات من رواية- لولا أني فتحت هذا "المشقوف" ووقعت على تعليق تشتم فيه امرأةٌ امرأةً أخرى وتعيرها بحبها المبالغ فيه لزوجها مع أنه ليس رجلا وسيما ولا "بوكوصا" يعمر العين.
فكرت أن أرد: متى (...)
لست جيدا في الفرنسية، ولست جيدا في العرنسية[1] أيضا، لأن ذاك المزج يستفزني خاصة عندما تشعر أن صاحبه يتعمده ليبدو مهما.. لكن هذا لا يعني أنني سلمت كليا من استعمال تلك الكلمات التي اختلطت بعاميتنا حد الانصهار ك "ديركت" و"البورطابل" و"الماتش" و"بونوي (...)
حبيبتي ها أنا ألتقيك بعد كل هذا الغياب، لقد كنا لسنوات نلتقي بعيدا عن أعين الناس إلا العشاق منهم، وهل يكشف العاشق موعد لقاء محبوبته إلا للعشاق ! كان ذاك الركنُ محرابَنا نتعانق فيه بخشوع، وأحيانا تنفلت منا دمعة حب دون أن يراها أحدنا في ظلمة الركن، (...)
هكذا يسألني الفيسبوك. حتى الفيس فضولي كأكثر الناس، لكن فضوله أجمل لأنه لم يسأل مثلا: ماذا فعلت اليوم أيها الجنوبي؟ أو مع من كنت تتكلم في الهاتف؟ أو ماذا أكلت في غذائك؟ أو كم عمرك؟ وماذا تفعل في حياتك؟ يسأل بم تفكر وهو سؤال جميل، لكن عليه أن يعلم (...)
في الحقيقة لم أفكر أن أكتب شيئا اليوم، أعيش نوبة كسل لا مثيل لها، ذاكرتي كذاكرة حاسوب قديم تتحرك ببطء وأنا أتأمل تلك الدائرة الزرقاء المملة لتتوقف عن الدوران لتفتح النافذة.. تتأخر وأنا أكرر النقر فيطول الأمر أكثر وأكثر لدرجة تفقدك أعصابك... ثم تفتح (...)
في بداياتي المِهْنية وفي موسم دراسي ما في مكان ما كانت في فصلي تلميذتان شقيقتان، تجلسان أمام المكتب مباشرة، أبحث في وجهيهما عن القواسم المشتركة فلا أجد الكثير، لكن دائما أخطئ في الصغرى لأنها تبدو أكبر سنا لأن شقيقتها كانت هزيلة الجسد وكانت تتصرف (...)
سلام الله عليك صديقي إبراهيم
أما قبل،
لا أحتاج إلى تذكيرك بشيء مما تعرفه عني، فقد طال تعارفنا منذ الطفولة إلى اليوم تشاركنا كل شيء حتى كدنا أن نصير واحدا أو صرنا.. تقاسمنا الجري بحثا عن تمرة جديدة أو رمانة تطل من جدار حقل، تشاركنا الذهاب إلى (...)
ما لا تعرفه أنت أنني فتحت الحاسوب لغاية الاشتغال على موضوع لا علاقة له بما أكتب الآن. وما أعرفه أنك لم تدخل صفحتي على الفيسبوك بل إنك في الصفحة الرئيسية حيث تظهر منشورات أصدقائك وأنا منهم فشكرا لصداقتك. وما أعرفه أيضا أن ما يثيرك أكثر هي الصور (...)
منذ شهور وأنا أراود نصا لكنه لا يريد أن ينكتب، كلما فتحت صفحة وورد شرد الذهن هناك حيث لا كتابة، ولا شيء غير الأوجاع اليومية التي تجعل منك إنسانا عاديا كباقي الناس يأكل ويشرب وينام ويغتاب ويفعل تلك الأشياء الأخرى...
اليوم كنت في الحمام (...، الله (...)
دعونا نتفق بداية أنه ليس من الإنصاف والموضوعية إنكار تأثر التلاميذ بإضرابات الأساتذة، فلا يعقل أن لا يتأثر المتعلمون بهذه الحصص الضائعة، وهذه الانطلاقة المحتقنة للموسم الدراسي، ودعونا نتفق أيضا أن مصلحة التلميذ ليست مرتبطة فقط بحضور أستاذه أو إضرابه (...)
بلغني أيها الفقيه السعيد، يا من تقتلع أوراقا من كتاب قديم، وتقرأها علينا كل جمعة، يا من يخطب علينا كل عيد من "دفتر 24" تليد يجذب أنظارنا فيه صورة كابتن ماجد أكثر مما تذكرنا به كل سنة، يا من تخطب فينا – نحن الفقراء- لتحثنا على إخراج الزكاة، يا من (...)
* بدءا التعليم –كما أغلب المهن- لا يعرف تفاصيله وصعوباته إلا أهله، وبالتالي فلا اعتبار لكلام المتحدثين من خارج المهنة ممن لا يرى في التعليم غير العطل وأجر شهري (سمين) لا يتأثر بالجفاف والجراد.. أهل التربية والتعليم وحدهم من يفهم حجم التعب وحجم الجهد (...)
تخرج من البيت قبل الموعد بربع ساعة، تسرع الخطى قليلا لتصل قبل خمس دقائق من الرابعة القديمة الخامسة الجديدة. دروب المدينة فارغة، وشوارعها هادئة على غير العادة، بعض الشباب فقط يمسكون أكياسا بلاستيكية يشمونها وأجسادهم تتمايل يمينا وشمالا، يطلبون درهما (...)
الكثيرون يرددون مقولة "لولا أبناء الفقراء لضاع العلم"، والواقع يشهد فعلا أن الفقراء يبذلون كل ما يستطيعون، وينفقون الكثير من القليل الذي يملكون من أجل تعليم أبنائهم، كما يشهد الواقع أيضا أن أبناء الفقراء يتكدسون في المدارس العمومية، وفي أقسام آيلة (...)
كلما اقتربت امتحانات الباكلوريا كثر الحديث عن الغش، واجتهد التلاميذ في ابتكار طرق جديدة، وتطوير طرق قديمة من أجل الغش المشروع ما دام الهدف مشروعا، فلكل مواطن الحق في الحصول على شهادة الباكالوريا حتى تفتح أمامه الأفق الأخرى ليتحول إلى طالب ثم إلى (...)