ما لا تعرفه أنت أنني فتحت الحاسوب لغاية الاشتغال على موضوع لا علاقة له بما أكتب الآن. وما أعرفه أنك لم تدخل صفحتي على الفيسبوك بل إنك في الصفحة الرئيسية حيث تظهر منشورات أصدقائك وأنا منهم فشكرا لصداقتك. وما أعرفه أيضا أن ما يثيرك أكثر هي الصور تقرؤها بسرعة وتمر مبتسما حزينا ساخطا ثم تضغط على زر الإعجاب، وطبعا تحسن زر الإعجاب وأصبح بإمكانك أن تعبر عن مشاعر أخرى من قبيل الغضب والحزن والاندهاش... إنك تقرأ وتمنيت لو لم تجد "متابعة القراءة" لأنها تعني أن النص طويل وعليك أن تفتحه لتقرأ البقية.. أمر مؤسف حقا. وأخبرك أنني أيضا لا أعرف طول هذا الكلام ومتى سأتوقف، وقد كان بودي أن يكون قصيرا مثلما تحب وأحب، خصوصا أنني طويل وعادة ما يغرم الطوال بالقصيرات كما قال لي صديق طويل وصديقة قصيرة.. لست متيقنا إن كنت يوما مغرما بامرأة قصيرة لكني متيقن أنني مغرم حد الجنون بالقصة القصيرة. تبتسم ربما، أعجبتك صح؟ أنت فضولي بالمناسبة، ألم تنتبه أنك تمنيت لو استغرقت في الحديث عن حبيبتي وهل هي قصيرة أم طويلة..؟ لم تقصد ذلك ولا يهمك. أوكي.. أنا أعرف أن البعض تمنى ذلك وأنا لم أكتب لك وحدك. اتفقنا الآن؟ نواصل أنا الآن في مقهى بمراكش أمامي حاسوب وكوب شاي بارد، للتو أفرغت ما تبقى من براد صغير، طبعا ليست "دكة باردة أحسن من بقرة والدة" إنه كلام تافه، كل ما فيه هو السجع الذي يروق آذان الناس، ولا أشجعك على حفظ هذا المثل أو ترديده مرة أخرى.. خلفي طالب وطالبة يتكلمان الأمازيغية ويراجعان مدونة الأسرة بالعربية ويضحكان بال... تبا بأي لغة يضحكان؟ جميل إذن أن نضحك، تتوحد اللغة، تتوحد المشاعر نتوحد.. أليس كذلك؟ لقد نسيا المدونة وفتحا هاتفهما لمشاهدة فيديو، ضحكا بال... قرأ عليها خبرا يقول إن الجامعات قررت فرض رسوم على الموظفين الراغبين في التسجيل في سلك الماستر والدكتوراه.. تصيح الطالبة: وييييي انتظرت أن تعلل سبب فرحها، لكنها لم تفعل وأنا لم أسأل. لا تقل لي: كان عليك أن تسأل. ولأن فرحها أستفزني قليلا فقد سألتهما عن شيء في المدونة.. ثم أجاباني: راه أصلا المدونة ما جاتش بشي جديد غير داكشي اللي كان نيت هو اللي عاوداتو تقريبا فهمتييي؟ أنا لم أفهم ومتيقن أنها لم تفهم، وأن الأستاذ الذي سيصحح ورقتها لن يفهم، لكنني فهمت من مكالمة هاتفية أنها قالت للمتصلة بالأمازيغية إنها تراجع مع ولد أمور الزواج والطلاق، ولو أراد هذا الولد أن يصنع فيها معروفا حقا لتزوجها وعفاها من وجع الرأس هذا. ثم أنهت كلامها: – أهياتا أد غير دانتصا. (إننا نضحك فقط)