أكدت المعطيات الوبائية الخاصة بتتبع مدى تفشّي مرض الحصبة على الصعيد الوطني تسجيل 3365 حالة إصابة جديدة خلال الفترة ما بين 10 و 16 فبراير الجاري، التي عرفت كذلك تسجيل وفاة ستة أشخاص جراء التعرض لمضاعفات الفيروس، علما بأن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أوضحت بأن بوحمرون خلال هذه الفترة الزمنية عرف تراجعا في الانتشار بنسبة ناقص 3.4 في المئة. وتصدرت جهة الرباطسلاالقنيطرة قائمة الجهات التي عرفت عددا أكبر للمصابين بالحصبة، حيث تم تسجيل 807 حالة مرضية بترابها، مع تسجيل ثلاث حالات للوفيات، وهو ما يعني ارتفاعا مقارنة بالمعدل الوطني الذي تم تسجيله بنسبة زائد 2.2 في المئة، متبوعة بجهة فاسمكناس التي سجلت بدورها ارتفاعا في عدد الحالات بنسبة 1 في المئة، حيث تم رصد 713 حالة إصابة، في حين حلّت جهة الدارالبيضاءسطات في المركز الثالث بتسجيلها ل 624 حالة إصابة مع حالة وفاة واحدة، وهو ما جعلها تسجّل انخفاضا في عدد الحالات المسجلة بنسبة ناقص 16.9 في المئة. معطيات وأرقام، كشفت عنها الوزارة بعد طول تأخير، إذ كان من المفروض أن تتم هذه العملية التواصلية بهذا الشكل الذي يبين خارطة انتشار المرض ومدى تراجعه كذلك على امتداد تراب المملكة منذ البداية وليس بعد شهور طويلة من تفشّيه، حتى يكون الجميع على بيّنة من حقيقة الوضع الوبائي المرتبط بمرض كان الجميع يعتقد بأنه في طريقه للانقراض فإذا به يعود بقوة بسبب تراجع التغطية التلقيحية. ويأتي الإفصاح عن طبيعة الوضع الصحي المتعلق ببوحمرون على بعد أيام قليلة من انتهاء زمن الحملة الاستدراكية الوطنية للتلقيح الذي تمديده إلى غاية متم شهر فبراير الجاري، ليؤكد على أنه لا بد من بذل المزيد من الجهود لبلوغ النسبة المرجوة لضمان حماية فردية وكذلك جماعية من الداء الذي حصد العديد من الأرواح في صفوف الصغار والكبار على حد سواء. وعلاقة بالموضوع، أكد عدد من الأطباء والمختصين في تصريحات ل "الاتحاد الاشتراكي"، على أن ما تم القيام به خلال الفترة الأخيرة من جهود تواصلية ومن عمل ميداني بتنسيق بين مختلف المتدخلين ساهم في الرفع من الوعي بأهمية التلقيح ضد الحصبة وفي توضيح عدد من المغالطات، منوهين في هذا السياق بالفرق الميدانية التي ظلت تنتقل إلى المؤسسات التعليمية لمراقبة الدفاتر الصحية إلى جانب المشاركة في مختلف اللقاءات، بالرغم من بعض "التعنت" الذي تم تسجيله في عدد من المناطق، والذي يجب تفهم دوافع أصحابه المبنية على الشك والخوف بسبب انتشار الأخبار الزائفة والمضللة، والعمل على إعادة زرع الثقة والاطمئنان في نفوس المواطنين.