دعا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي مساء أمس الإثنين، إلى ضرورة اغتنام الزخم الإيجابي الراهن لدفع المسار السياسي نحو تسوية دائمة للنزاع الإقليمي في الصحراء. وأكد دي ميستورا أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة على المستويين الإقليمي والدولي، إذ قد تشكل فرصة سانحة لخفض التوترات والدفع بخارطة طريق فعالة نحو إنهاء هذا النزاع الذي امتد لعقود.
وفي هذا السياق، أشار إلى بعض المؤشرات الإيجابية، من بينها زيارة وزير الدولة الفرنسي، جان نويل بارو، إلى الجزائر ولقائه بمسؤولين سامين، في خطوة اعتبرها مؤشرًا على بداية تخفيف التوترات المرتبطة بالموقف الفرنسي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
من جهته، قدّم رئيس بعثة المينورسو، ألكسندر إيفانكو، إحاطة ميدانية مفصلة حول تطورات الوضع منذ صدور القرار الأممي رقم 2756 في أكتوبر 2024.
وأوضح أن جبهة البوليساريو، التي انسحبت من اتفاق وقف إطلاق النار، تروّج لما وصفه ب"نظرية الحرب"، إلا أنها، بحسب تعبيره، تفتقر إلى القدرة الفعلية على إحداث أي تغيير عسكري على الأرض أو إلحاق أذى حقيقي بالقوات المسلحة الملكية.
وأكد إيفانكو أن الجبهة رفضت مبادرته لوقف الأعمال العدائية خلال شهر رمضان، في حين قبلها المغرب مع التأكيد على احتفاظه بحق الرد، كما نوّه بالتعاون الوثيق الذي تبديه القوات المسلحة الملكية مع بعثة المينورسو، سواء من خلال التنسيق الميداني أو الدوريات البرية والجوية المشتركة.
وفي جانب آخر من الإحاطة، تطرق المسؤول الأممي إلى أشغال تعبيد الطريق التي تباشرها السلطات المغربية لربط مدينة السمارة ببوابة أمغالا المؤدية إلى الحدود الموريتانية، مشيرًا إلى أن البعثة الأممية رصدت أشغال إنشاء طريق يمتد لمسافة 93 كيلومتراً في تلك المنطقة.