في واقعة مروعة هزت مدينة سلا مساء أمس الثلاثاء 15 أبريل، تعرض محمد النجار، نائب رئيس المجلس الجماعي للمدينة والمنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، لاعتداء خطير بسلاح أبيض أثناء قيامه بجولة ميدانية بسوق الغزل داخل المدينة العتيقة، رفقة عدد من المسؤولين المحليين. وأفادت مصادر محلية موثوقة أن المعتدي، وهو شاب في الثلاثينات من عمره، باغت المسؤول الجماعي ووجّه له طعنات وصفت بالخطيرة على مستوى الرأس والكتف. الهجوم وقع على مرأى ومسمع من المواطنين، مما أحدث حالة من الذهول والفوضى في المكان. تدخلت عناصر الأمن بشكل عاجل، واضطرت إلى إطلاق الرصاص الحي لتحييد المعتدي الذي كان يشكل تهديدا مباشرا لحياة النجار وأعضاء اللجنة المرافقة له. وقد جرى توقيف الجاني فورا واقتياده إلى التحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة. المعطيات الأولية تشير إلى أن المعتدي كان قد شارك في الحملة الانتخابية للنجار، مقابل وعد بالحصول على وظيفة داخل الجماعة، وهو وعد لم يتحقق حسب تصريحاته، ما دفعه إلى التردد مرارا على مقر الجماعة للمطالبة بحقوقه، قبل أن يفقد أعصابه ويقدم على هذا الفعل العنيف. هذه الواقعة، وإن كانت فردية في ظاهرها، إلا أنها تسلط الضوء على إشكالية أعمق تتعلق بالخطاب السياسي والانتخابي في المغرب، حيث تتحول الوعود أحيانا إلى قنابل موقوتة تهدد الاستقرار والسلم الاجتماعي. وتم نقل النجار على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، في حين شهدت المدينة العتيقة حالة من الاستنفار الأمني، فيما لا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث ودوافعه الحقيقية، خصوصا في ظل الحديث عن وجود علاقة سابقة بين الطرفين. الواقعة أثارت موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من المتابعين بضرورة وضع حد للوعود الانتخابية غير القابلة للتحقيق، ومساءلة المنتخبين عن التزاماتهم تجاه المواطنين، خاصة في ظل تزايد حالات التوتر بين الفئات الهشة وممثلي المؤسسات.