ترأس لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، رفقة اندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وإيريك فالت، مدير مكتب اليونسكو للدول المغاربية بالرباط، يومه السبت 19 أبريل 2025 بالمركب المندمج للصناعة التقليدية بالصويرة، فعاليات الحفل الختامي لبرنامج تقوية قدرات الصانعات والصناع التقليديين في مجال "التصميم والإبداع في الألبسة التقليدية". وأكد السعدي: "يشكل اللباس التقليدي المغربي، خصوصاً القفطان المغربي، أحد أبرز وأقدم مكونات الذاكرة الجماعية حيث يرجع ظهوره للقرن الثاني عشر في عهد الموحدين، ويعد رمزاً للأناقة والجمال، خاصة في المناسبات السعيدة مثل الأعياد والأفراح. وللمحافظة على هذا اللباس المتوارث عبر الأجيال، تم وضع وتسجيل علامة جماعية للتصديق وشارات الجودة للقفطان المغربي لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، كما تم تقديم ترشيح المملكة المغربية للقفطان المغربي لدى منظمة اليونسكو في أفق تسجيله برسم هذه السنة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي العالمي. فهنيئاً لنا بتراثنا الأصيل، رمز هويتنا وثقافتنا وإشعاعنا عبر العالم". وخلال هذا الحفل، أكد الشركاء على أهمية التكوين في إنعاش قطاع النسيج والألبسة بالمغرب، فالاستثمار في التكوين هو استثمار في المواهب والمعارف. ومن خلال هذا البرنامج يمكن المساهمة في بناء مستقبل أكثر اندماجاً واستدامة وإبداعاً لجيل من الشباب، وبالخصوص النساء، الذين سيساهمون في إشعاع قطاع النسيج محلياً ودولياً. تأتي مبادرة إدراج هذا التكوين التأهيلي النوعي ضمن برنامج متكامل يتم تنفيذه من طرف كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية وبإشراف من منظمة اليونسكو وبتنسيق مع مجموعة من الفاعلين المعنيين وبتمويل من طرف مؤسسة الوليد للإنسانية. ويتعلق الأمر ببرنامج "تجويد التكوين من أجل التشغيل وريادة الأعمال بقطاع النسيج والألبسة والجلد بالمغرب". يلعب فرع الألبسة التقليدية دوراً محورياً في إنعاش وتطوير قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، حيث يساهم بنسبة 37% من مجموع مناصب الشغل في صنف الصناعة التقليدية الفنية الإنتاجية، وبرقم معاملات يصل إلى نسبة 50% من مجموع رقم المعاملات. ويبقى التكوين المستمر أحد المحاور الأساسية التي يتم الاشتغال عليها من أجل تعزيز قدرات الصانعات والصناع التقليديين المزاولين في هذا المجال، وتمكينهم من التدرج والتميز في الممارسة الحرفية وتشجيعهم على التنافسية وتسويق منتوجاتهم وطنياً ودولياً. شمل هذا التكوين ما مجموعه 430 من الصناع التقليديين على مستوى تسع مدن مغربية، وهي: الصويرة، مراكش، أكادير، تطوان، الحسيمة، بني ملال، الرباط، فاس ووجدة. وقد خضع لمجموعة من المراحل انطلقت من تحديد الحاجيات وإعداد مخططات التكوين الملائمة إلى تنظيم تكوينات مرتكزة على ترسيخ ثقافة الموضة والابتكار والتميز. وقد تمكن الصناع التقليديون خلال فترة التكوين من إبراز إبداعاتهم وابتكاراتهم وإشعاع منتوجاتهم المحلية التي خضعت إلى تقييم من طرف لجنة تحكيم مختصة، حيث تم انتقاء أحسن المنتوجات المبتكرة التي أضافت إلى التراث المحلي الأصيل لمسات جمالية مستوحاة من الموروث الثقافي المتنوع والغني الذي تتميز به كل جهة من الجهات المعنية. هذا، وشكلت هذه التظاهرة فرصة لتقديم نتائج التقييم ومقترحات من أجل استدامة البرنامج، كما شكل فرصة للاطلاع على إبداعات أنامل الصانعات والصناع التقليديين من خلال عرض أزياء لأحسن المنتوجات المبتكرة وتتويج الصانعات والصناع التقليديين المميزين، كما شهد أيضاً الحفل توزيع الشواهد على مجموعة من الصانعات والصناع المستفيدين من التكوين.