الخط : إستمع للمقال أراد النظام الجزائري، كعادته، تحويل مباراة في كرة القدم إلى معركة سياسية مفتوحة ضد المغرب، فحرّك أبواق إعلامه وجيّشها لإشعال نار الفتنة كلما واجهت الأندية الجزائرية نظيرتها المغربي، حيث لم تكن مواجهة شباب قسنطينة ونهضة بركان استثناءً، بل فرصة جديدة حاول من خلالها إعلام العسكر ترسيخ خطاب العداء، متوهماً أن الرياضة يمكن أن تكون وسيلة لتمرير أكاذيبه المفضوحة. غير أن فريق نهضة بركان، لم يردّ عبر التصريحات ولا البيانات مساء أمس الأحد، بل كان رده داخل المستطيل الأخضر، حين أكرم وفادة شباب قسنطينة بأربعة أهداف نظيفة، في ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، موجهاً صفعة قاسية للإعلام الجزائري الذي جنّد أقلامه وكاميراته وكامل ترسانته للمعركة، وكأن الأمر يتعلّق بمواجهة سياسية لا رياضية. الجميل، بل والمفارِق، أن جماهير النادي القسنطيني وقفت على كرم المغاربة في مدينة بركان، وعلى حسن الاستقبال وحرارة الضيافة، لتدرك أن الصورة التي يسوّقها الإعلام الجزائري لا تمتّ للحقيقة بصلة، وهذا وحده كان كافيًا ليُفقد ماكينة التضليل مصداقيتها، ويعري محاولات زرع الفتنة بين شعبين تجمعهما الجغرافيا والدم والمصير. الإعلام الجزائري، الذي اعتاد أن يُحرّف الحقائق ويزرع الأوهام، وجد نفسه هذه المرة أمام واقع لا يمكن إنكاره، تفوق مغربي كاسح، وأخلاق رياضية عالية، وجمهور لم يُساير نغمة العداء رغم كل الاستفزازات. أما النظام العسكري، الذي يقتات على خلق العداوات الوهمية، ويعتبر أن بقاءه على رأس الجزائر يمرّ عبر بوابة العداء للمغرب، فقد تلقى صفعة مزدوجة:، في النتيجة، وفي المشهد الإنساني الذي رسمه المغاربة وهم يستقبلون إخوتهم الجزائريين بمحبة وكرم. نهضة بركان لم تنتصر فقط في مباراة كرة قدم، بل انتصرت لقيم الرياضة، وأسقطت أوهام العسكر، وعرّت زيف إعلام يتقن فبركة الأكاذيب أكثر مما يتقن نقل الحقيقة. الوسوم الجزائر المغرب سعيد شنقريحة عبد المجيد تبون فرنسا قميص نهضة بركان نادي نهضة بركان