تراجع الدولار يوم الثلاثاء ليحوم قرب أدنى مستوى في سنوات مقابل اليورو والفرنك السويسري بعد أن أثارت انتقادات الرئيس دونالد ترامب الحادة لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول المخاوف حيال استقلال البنك. وقال محللون إن الدولار صار في وضع هش جدا وسط مخاوف في السوق من الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية والتي تنذر باندلاع حرب تجارية عالمية.
وتهدد الشكوك حيال استقلال البنك المركزي الأمريكي قيمة الدولار بوصفه عملة احتياط، إذ يشير محللون إلى احتمال الانسحاب من استثمارات يعتبرها كثيرون منكشفة بشدة على أصول أمريكية. وتسارعت خسائر العملة الأمريكية بعد أن أعلنت رئيسة وزراء تايلاند إرجاء مفاوضات تجارية مع واشنطن كان من المقرر أن تبدأ يوم الأربعاء. وصعّد ترامب انتقاداته لباول يوم الاثنين في منشور على موقع تروث سوشيال، ووصفه بأنه "خاسر كبير" وطالبه بخفض أسعار الفائدة "الآن" أو المخاطرة بتباطؤ اقتصادي. وقال آدم باتون كبير محللي العملات لدى فوركس لايف "إقالة جيروم باول ستكون كارثية على الدولار وعلى الثقة في أسواق رأس المال الأمريكية عموما". وأضاف "تأمل السوق في أن يسود الاعتدال وأن يُسمح للاقتصاد الأمريكي بمواصلة النمو". وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت يوم الجمعة إن الرئيس وفريقه يواصلون دراسة ما إذا كان بإمكانهم إقالة باول، وذلك بعد يوم من تعليق ترامب بأنه ينتظر ترك باول منصبه "بفارغ الصبر". واتهمت الصينواشنطن يوم الاثنين بإساءة استخدام الرسوم الجمركية وحذرت الدول من إبرام صفقات اقتصادية أوسع مع الولاياتالمتحدة على حسابها، في تصعيد لتعليقاتها في الحرب التجارية المحتدمة بين أكبر اقتصادين في العالم. ونزل الدولار 0.03 بالمئة إلى 140.820 ين بعد أن هبط في وقت سابق إلى ما دون المستوى النفسي 140 للمرة الأولى منذ منتصف شتنبر. وارتفع الدولار 0.57 بالمئة إلى 0.8138 فرنك سويسري بالقرب من أدنى مستوى في 10 سنوات البالغ 0.8042 والذي سجله في الجلسة السابقة. ونزل اليورو 0.38 بالمئة إلى 1.1467 دولار بعد أن قفز إلى 1.1573 دولار يوم الاثنين للمرة الأولى منذ نونبر 2021. وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 0.256 بالمئة إلى 98.599 بعد انخفاضه إلى 97.923 في الجلسة السابقة، وهو مستوى لم يشهده منذ مارس 2022.