شارك د. سعيد بنتاجر، أستاذ المنطق والفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، بنشاط في فعاليات معرض الكتاب المقام بالرباط بمحاضرة بعنوان "البحث الأكاديمي والذكاء الاصطناعي: ماذا بقي للإنسان" يوم 19 أبريل 2025 برواق مركز نماء، وقد حاوره في هذه المحاضرة الدكتور عبد الغني سلطان الفقيه مدير المركز. تناول الأستاذ بنتاجر، ابن تمسمان، مسألة وضعية البحث الأكاديمي في ظل التطور الهائل لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وبين كيف أن هذه التقنيات تهدد فعلاً الحضور الإنساني في البحث، لكن هذا التهديد لا يعني أنه ذو طابع سلبي، إذ لفت إلى جوانب مهمة من التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي في تطوير البحث العلمي والطبي. لكنه نبه إلى أن مسألة حضور الإنسان في البحث الأكاديمي مطروحة لأن أكثر الكفايات والمهارات المنهجية البحثية التي يتعلمها الباحث ويمارسها أثناء بحثه هي مهارات معرفية صار الذكاء الاصطناعي قادراً على القيام بها الآن، وأن الأمر سيكون أكثر دقة واتساعاً في المستقبل. وفي تفاعله مع أسئلة مسير اللقاء، تساءل لماذا علينا أن نقوم بأمور يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بها بدلاً عنا، ضارباً المثل بتخلّي الإنسان عن استخدام عضلاته في حمل الأحجام الثقيلة جداً وكذلك تخلّي الجميع عن حساب العمليات الحسابية الكبيرة بواسطة الحساب التقليدي، واللجوء إلى الآلة الحاسبة، بما في ذلك في امتحانات الرياضيات. وقد أبرز أخيراً الموازنة بين جانب الآثار الأخلاقية السلبية، والتي يتوقف عندها ذو النزعة المحافظة، كما هو الشأن في إشكالات المسؤولية الأخلاقية والقانونية على الإنتاج المعرفي ومسألة النزاهة الأكاديمية، ما يعني السعي إلى المقاربة الأخلاقية والقانونية في التعامل مع الذكاء الاصطناعي؛ والنزعة المتفائلة والتي تدافع عن إدماج الذكاء الاصطناعي كجزء لا محيد عنه في إنتاج المعرفة على أن يتولى الإنسان القيام بوظائف معرفية أكثر تفوقاً من تلك التي يقوم بها هذا الذكاء الاصطناعي. وقد دعا في الأخير إلى أخذ هذه المعطيات على أنها دافعة للتفكير الجدي في حلول لهذه التحديات والأسئلة. وفي جانب رواق مركز نماء، كان للأستاذ بنتاجر، قبل وبعد اللقاء، موعداً مع توقيع كتابه "مدخل إلى المنطق" الصادر سنة 2024 عن دار نهوض للدراسات والأبحاث من الكويت.