لست جيدا في الفرنسية، ولست جيدا في العرنسية[1] أيضا، لأن ذاك المزج يستفزني خاصة عندما تشعر أن صاحبه يتعمده ليبدو مهما.. لكن هذا لا يعني أنني سلمت كليا من استعمال تلك الكلمات التي اختلطت بعاميتنا حد الانصهار ك "ديركت" و"البورطابل" و"الماتش" و"بونوي بيبي".. مقدمة ليست ضرورية لكنها جاءت هكذا فمعذرة صديقي/تي.. إن كنت قد وصلت إلى هنا فمعناه أنني كاتب جيد، أو أنك قارئ فضولي جيد.. فلنكمل.. ذات يوم قطعت تذكرة حافلة بمحطة مراكش، أكثر المغاربة يقطعون التذاكر عند الكورتي قبل أن تنطلق الحافلة بدقائق أو بعد انطلاقها، لكن "نورمالمون" كان عليهم أن يقطعوا التذاكر من الشباك.. ولأنني أنتمي إلى صنف "نورمالمون" فقد قطعت التذكرة من الشباك.. وعندما تسلمتها لاحظت أن الثمن المدون على التذكرة أقل من الثمن الذي طلبه مني قاطع التذاكر... فقلت للرجل "نورمالمون" ينبغي أن يكون الثمن هو نفسه المكتوب على التذكرة.. تغيرت ملامح الرجل وصار مخيفا.. انتبهت إلى آثار جروح قديمة على وجهه، فقلت لي "لماذا تبحث عن الصداع؟ ثم أجبتني ليس صداعا ولكنه الحق الذي يجب أن يقال، إذا أردنا أن تتغير أحوال البلاد فلا بد أن يبدأ كل بما يستطيع". طلب مني أن أعيد إليه التذكرة لتغييرها، فعلت.. لكنه بعد ذلك رفض إعادتها إلي.. وأخرج عينيه "سير ركب فنورمالمون".. اكتفيت بالنظر إليه وهو يواصل صياحه والسيجارة في فيه، وها أنا أترجم لك بعضه مع حذف بعض الكلمات التي لا تليق بالجمهور: "لا أحبكم أبدا أنتم أصحاب نورمالمون.. تتكلمون كثيرا، لا تقضون غرضا، لا تملكون مالا، ولا شركة، لا تشغلون أحدا، لا تقبلون رشوة، لا تعطون قهوة، لو حكمتم لدقيقة لتوقف كل شيء في هذه البلاد.. العجلة معكم لا تدور أبدا، تعيشون في عالم من الأوهام والمثاليات المريضة، ولا تتركون الآخرين يعيشون، تنتقدون كل شيء... ماذا خسرت؟ أنت تريد تذكرة وقد أخذتها بثمن رضيت به لولا فلسفتك الفارغة... قاليك نورمالمون، إيوا تسنى نورمالمون دابا يجي يركبك فابور أ السي نورمالمون". نوغمالمون، هل كان علي أن أسكت !؟ [1] – يقصد بها كتابة العربية العامية بحروف لاتينية كما هو مشاع في الرسائل النصية والتواصل الالكتروني.