* بابا شري ليا عَباية.. * وعلاش أبنتي راه عند الجلابة وما كاتلبسيها؟ * هذا رمضان أبابا وكاع صحاباتي شراو عبايات للتراويح. * وخا بنتي دوزي عند سمير خوديها ويقيدها عليا حتى ندوزعندو. اقتنت العباية السوداء. * ماما عطيني داك الشال الأبيض بغيت نلبسو مع العباية. – هو اللي باقي ما خديتيه اديه يا الصكعة، وسيري خليه تاني عند صاحبتك وقولي لي راه لبساتو وجا معها وحشمت نحيدو ليها. * ماما راه غادية نصلي بيه التراويح وندعي معك بشي حجة نتي وبابا. *** تضع سعاد قليلا من العطر وأحمر شفاه خفيف وتغادر البيت رفقة اثنتين من صديقاتها صوب المسجد. من بَعيد يُسمع صوت المرشد الديني يحدث الناس عن الخمر والتدخين، ويحثهم على استغلال شهر رمضان للإقلاع عن هاتين العادتين السيئتين لما فيهما من أضرار صحية ومادية واجتماعية، ويؤكد لهم أن عبارة "فاجتنبوه" أقوى من التحريم، فعلى المسلم أن يبتعد عن كل طريق يمكن أن تؤدي به إلى إدمان الخمر أو غيره... بعض الحاضرين لديهم أسئلة يمكن أن تستفز الإمام وقد لا يجد لها جوابا من قبيل "لم ترخص الدولة ببيع الخمر والسجائر؟"، لكن لا فرصة لطرح السؤال.. كما التلفاز عليك أن تستمع فقط، قبل أن يختم "... عما يصفون والحمد لله رب العالمين". يرن هاتف سعاد، تنظر إلى صديقتَيها ويضحكن جميعا. * بوركابي؟ تحرك رأسها إيجابا.. * ما كايصليش؟ (تسأل مريم) * نجاوبو؟ * جاوبي يا المجتهدة. ... * قالي باللي معه المهدي وكايتسناونا ف... وخاص نمشيو عندهم حيت اليوم كاين الدرس غايتعطلو الناس فالتراويح. تغضب حنان (أنا ما نمشيش.. تسنيتو البارح.. ما صوناش وأنا نكمل التراويح ومشيت فحالي) ... عندما تخيلت بقية الأحداث همس لي شيطاني: (أسرع لتسأل الواعظ "وا السي الفقيه، هل يجوز أن نقول تقبل الله للبنات اللي كايصليو التراويح فالجردة؟") لكني تذكرته سيخبرني أن الشياطين مصفدة في رمضان، فلعنت الهوى وصمتت عن الكلام. *** في ظلمة "الجْريِدة" العمومية يختلي المهدي بسعاد وحسام الدين بحنان، بينما ظلت مريم تراقب القادمين، وعند الضرورة يسدلن "الشال الأبيض" على وجوههن حتى لا يُعرفن... كانوا يصلون التراويح ب(صور) مختلفة عن سور القرآن لكنهم كانوا خاشعين أكثر من المصلين في المسجد.