الحمد لله و الصلاة و السلام على الحبيب محمد وآله يعتبر شهر رمضان بالنسبة لمجتمعاتنا الإسلامية وخاصة في المغرب موسما مقدسا، حتى إن الناس قد يتركون الكثير من الفروض ويرتكبون الذنوب الكبيرة لكنهم يستفظعون الإفطار في رمضان علانية ويرون ذلك من أفجر الفجور وأكبر الذنوب، وما هذا إلا من بقايا التدين وتعظيم حرمات الله في قلوبهم. وأيضا من الأمور التي يحرص عليها الناس في رمضان صلاة الفرائض في المساجد والاهتمام بصلاة التراويح جماعة فإذا اتفق أن يكون الإمام حسن الصوت كان ذلك أكثر تأثيرا في الناس. ومن الأمور الطيبة التي نراها في رمضان إقبال الناس على كتاب الله تعالى حفظا وقراءة وإقبالهم على اللباس الإسلامي المحتشم، ومنها التكافل الاجتماعي الذي نراه بين الناس وكثرة الصدقات على المحتاجين. والحق أن هذه المحاسن لا تعني عدم وجود نقائص في الناس وأمور قد يعدها آخرون من النفاق الاجتماعي ولكني أعدها من بقاها هيبة الدين في القلب، مثل إقبال تاركي الصلاة على الصلاة وقطع شاربي الخمر لشرابهم قبل رمضان بأربعين يوما وتستر بعض المتبرجات. ولعل الله يرحم أولئك القوم المعظمين لشهر رمضان فيوفقهم لتوبة نصوح ورجوح حقيقي للدين واستقامة عليه، ولعل مصليا يتأثر بقراءة قارئ أو درس شيخ أو محاضرة أستاذ فيكرمه الله بسعادة أبدية في الدنيا والاخرة. قال تعالى: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ). * رئيس الهيئة العالمية للاحتساب.