محمد المهدي السقال ترقّبتُ صدور كتابات المبدع عزالدين بوسريف الشعرية في أضمومة ورقية، كي تكون مادة أدبية قابلة للمتابعة النقدية في وجودها النهائي، بعدما قرأت فيها تجربة تعبيرية لافتة، تراهن على تصوير المعاني المرتبطة بكينونة الإنسان الوجودية كما (...)
ترقّبتُ صدور كتابات المبدع عزالدين بوسريف الشعرية في أضمومة ورقية، كي تكون مادة أدبية قابلة للمتابعة النقدية في وجودها النهائي، بعدما قرأت فيها تجربة تعبيرية لافتة، تراهن على تصوير المعاني المرتبطة بكينونة الإنسان الوجودية كما تتمثلها الذات، بعيدا (...)
غريب أمر بعض المحسوبين على رجال الدين، حين يعلنون عن فتاوى ضمنية بهدر الدم، في حق كل من سول له عقله أن يمارس حقه في القراءة والتأويل، بعد اجتهاد في فهم النوازل بما أوتي من منجية في التفكير.
لقد طرح المفكر أحمد عصيد تصوره حول مضمون محدد، يمرر ضمن (...)
لا يلوح في الأفق غير سحاب شبه أبيض, تخالطه ملاءات دخان يتحلل إلى التلاشي, أراه يتمايل بين تلابيب صحو فصل الصيف البارد, من قال هذا العام زين فهو كاذب, لا يمكن أن يكون إلا كسابقه أو لاحقه, دار لقمان ما زالت على حالها, بل أسوأ, البشائر المهلة على هوادج (...)
لم أجد مكاناً أجملَ للتواعد من جديد على اللقاء، غير تلك الصخرة نفسِها أسفل حافة النهر المُطل على المقبرة.
شهدتْ أولى خلواتنا بعيداً عن عيون المدينة، أحاول استحضار بعض تفاصيل بداية الحكاية، فأجدني أغالب النسيان على مدى خمس سنوات مرت بطيئة تعاندني في (...)
حملتُ أخي بين ذراعيَّ هاتين ، أراوده عسى النومَ يأخذهُ إلى حين ،نقْرُ المطر فوق السقف القصديري يعاندني ، حضنتُه أحاول صدَّ الصوت عنه ، صدري أحسه بارداً على خدِّه ، لا يستقر على حال ،
أغمضَ جفنيه على عينين نديتين ، فأحسست بنشوة النجاح في تلهيته (...)
ثم غفلتها موجة حين ألقت بصدرها في البحر متحاشية بلل الشعر،
غطت وجهها بكفيها خجلى من اختراق أشعة الشمس جسدها العاري إلى القدمين،
تناوبت عليها موجات متقطعة غيبتها في عتمة تيه جاهدت للاستفاقة منه بلا جدوى،
رأت بيتا عنكبوتيا في البر يحضن حمامة بيضاء (...)
لاحت أمام عينيه خيالات أغنام،
تتماوج عبر شريط العناوين من اليسار إلى اليمين،
تملكه شعور بالزهو حين وجد نفسه يهش بعصاه:
اليوم تحققت نبوءة حلم أضعت من أجله عمرا لعلي لن أصحو منه أبدا،
لم ينتبه إلى تحول العصا بين يديه رقطاء تطاول عنقه،
حاول (...)
فجأة، ظهرت امرأة تعترض موكب الأمير، استبق بإشارة حاشية مدججة على وشك الانقضاض، لم يتلف تعب الطريق ملامح أنثى تغري بالاشتهاء، توزعت العيون تفاصيل جسدها حين عم صمت كأن الجمع في صورة ثابتة، نهق الحمار بلحنه الرتيب، فتمايل الأمير بين أربع اتجاهات تماوجت (...)
أعرف للبحر موجات غشاها الأنين
هاربة من هدير الصمت في الجزر المنسية
حطت رحال الموت بحضن بقايا تراب
يكسرها الحنين
كانت بشرتها عسلية
قادمة للعري في ساحات المدينة
حافية العينين إلا من بقايا سراب
قزحيا بلون الغروب
يسكن حلما برصيف الذاكرة.
يكسو (...)
عجبت لهجو من عشق السبابا
فماد بزهو من بلغ السحابا
إذا ولج الفضاء يظن أفقا
هوى يجد المدى ممشى سرابا
يعير بالسفاسف كل حر
يعرض بالحرائر ما استتابا
فطاول بالتلاسن من دراهم
عفافا لا يوالون الغرابا
لبئس الشعر إنك محض غر
فلا إنسا وقرت (...)
وبينما أنا شارد أعد ثواني الفصل بين عام قضى و آخر آت، كعادتي في خلوتي حين يجرفني نحو متاهات الأسى على احتمالي دخان أشربه من رمادات احتراق كفن أخضر، فتنسل ضوضاء النهار هاربة من لعنة الغواية كلما أجن الليل، طلعت جنيتي الغجرية جذلى تراقص صمت المكان في (...)
توصلت "طنجة الأدبية" ببيان من طرف الكاتب محمد المهدي السقال ننشره كما نوصلنا به :
يؤسفني أن أتوجه بهذا البيان للرأي الخاص الأدبي والثقافي في العالم،
كي أعلن عن استغرابي لإدراج اسمي ضمن الفائزين
صحيح أن أي مبدع لا ينفك يحلم بالاعتراف المعنوي (...)
من كان في حِلٍ مما يعوق وصلَه بمحبوبه وقال: أحِبُ.
فإني في تصديقه بين شك و يقين،
لأن الثبات على التعلق بالشيء دون وجود ما يعكر صفوه،
قد لا يقوم دليلا على المثال فيه.
أما من اجتمعت عليه صروف الدهر تقصم ظهره،
و ظل ثابتا على هواه يقول: أحب .
لا (...)
تكون أمي فارسة كل حوار حول العقم أو تأخر الحمل سنينا،
ظلت المرجع فيما يبطل أسطورة العقم الأبدي في مسامرات العائلة،
ليس فقط لكونها لم تنجب إلا بعد أحد عشر عاما من الاستسلام لكل وصفات العطارين،
بل لأنها نسفت نتائج مختلف تحليلات الطبيب اليهودي في (...)
تيممت بالسرد بعد نضوب الماء في القصيدة،
كانت و ليتها ما كانت،
تسعفك العبارة حين يسلمك الوزن قياده،
رغم بقاء المعنى حبيس التلمظ في شفتيك،
فرمت نثير القول سبيلا إليك،
عله من نبضك يستوحي مداده،
ينساب ضدا على الشعر تجفو عناده،
ماذا تبقى بين (...)
فاجأتني بالسؤال عن حال البلد، ولم تبرد بعد قبلة ثانية على خدي الأيسر،
تأوهت بين يديها عميقا مستغربا تجاوز السؤال عن حالي،
بعد فراق طال أكثر من عشر سنين،
ذراعاي اللتان حضنتاها بحجم الشوق إلى لقائها،
ما زال يدب فيهما دفء وصال افتقدت طعمه،
كانت (...)
مطر صلت من أجله واجفة جموع كثيرة ،
هل منهمرا كأن بئرا انقلب على وجهه فوق رؤوس الظماء،
كان الفرح وكان الرواء،
و لولا أن الفرحة بعد حين تحولت إلى بكاء،
كان العام يكون أحسن عام ،
خصبا في الأتربة وخصبا في النفوس،
زاد المطر عنيدا يتفجر من غضب على (...)
ولم تجد حاشية الملك بدا من التفكير جديا في تنفيذ وصيته بممارسة كل طقوس توديع الميت من الغسل إلى الدفن، أوحى حاجب القصر لخليفة الفقيد، بأن هيبة المملكة في الميزان، وهو يسر لنفسه عبارة على المحك.
أعلن في آخر خطبة ألقاها بنفسه قبيل وفاته، عن رغبته في (...)
يثور غاضباً في وجه سحنته المُتجعِّدة أمام المرآة، تكاد سباته المعقوفة إلى الجهة اليمنى أن تلامس أنفه:
أنا من أنا، أقف عاجزاً لحد الهزء بين حُثالة هؤلاء القرويين .
يَرتدُّ إليه صوته المنحبس في جوف محاصر بحموضة مقززة، كم نصحته زوجته بقلع أسنانه (...)
قالت: حرُمتَ عليّ شرعاً، فكيف تتمسح لاختراق المسافة بيننا خلسة عن وجهك في المرآة؟ ثم أطفأت المصباح وعيناي ما تزالان تتابعان مشيتها متمايلة الردفين، وددت لولا خجلي من أرق كبريائي، أن أغازلها بما يسوس لي جسد يغلي كالمرجل في بركة جمر خامد.
أسندت وجهها (...)
استرقت النظر في عيونهم خافقة دواخلي بتوجس ما يمكن أن يتهامسوا به في عز التظاهر بمشاركتي احتفال ما يسمونه ليلة الدخلة، وأخيرا ضاعت منه سلطانيته، انهزم المحارب على جبهة الرفض المطلق لطقوس اللعبة، شعرت بالتقزز من لحظة انفصال ذاتي عن ذاتي، سألني أخي (...)
ظن أنه يمسك بالحبل، ابتسم للجموع المشرئبة الأعناق، وهو يقرأ في عيونها خوف سقوطه في أية لحظة، ضجت أذنه بابتهاج شهود اللعبة، يزينون له الاستمرار في الخطو إلى حتفه، أخذ الحبل يفلت منه كالماء بين أصابع الظمآن، أو كما ينفلت الزمام من يد فارس يركب سيفه (...)
في مدينتي النائمة بحضن الضفة اليمنى لنهر ''سبو''، تبني اللقالق أعشاشها فوق أعمدة النور المعطلة، لهجرتها موسم معلوم بين الشتاء والصيف، نتهامس، تؤذن بربيع محتمل في هذا العام الأغبر!! أراها فتكبر بداخلي رغبة الصعود إليها، أما السواد المحيط بالرقاب، (...)