أعرف للبحر موجات غشاها الأنين هاربة من هدير الصمت في الجزر المنسية حطت رحال الموت بحضن بقايا تراب يكسرها الحنين كانت بشرتها عسلية قادمة للعري في ساحات المدينة حافية العينين إلا من بقايا سراب قزحيا بلون الغروب يسكن حلما برصيف الذاكرة. يكسو اشتهاء السنين قالت الموجة للبحر حين أضناها المسير تجتر حزن الهجر في ضفاف بعيدة : ما زلت وجها لاشتهاء السنين رمادا تذروه رياح الشمال بين خرابات انتظارات كسيحة عمران أضعت سيدي البحر في متاهاتي الجريحة عمر الحلم بدفء السكينة أعمق من بعد السماء و عمر الصحو البارد في الصحراء صرت سيدي البحر بلا عمر في سديم الهباء و أنت كما أنت رغم أصداء انجرافي الحزين كل مساء ما زلت كما أنت أصم من الصدى في غسق الفجر بلا ذاكرة.