ظن أنه يمسك بالحبل، ابتسم للجموع المشرئبة الأعناق، وهو يقرأ في عيونها خوف سقوطه في أية لحظة، ضجت أذنه بابتهاج شهود اللعبة، يزينون له الاستمرار في الخطو إلى حتفه، أخذ الحبل يفلت منه كالماء بين أصابع الظمآن، أو كما ينفلت الزمام من يد فارس يركب سيفه الخشبيّ، أخبرته الجنية التي سكنته، أنه في آخر أيامه سيقوم إليه من رماد الذاكرة، وجه يعرفه رغم الإصرار على التنكر له، يحاول إحكام قبضة يمناه فتخونه كما خانته يسراه، خلف الستارة التي نصبت خارج المسرح في الهواء الطلق، تلمّس البهلوان سمْع الحشود من العامة تتصايح بالدخول، تمنى لو كانت معه، كان يهوي حين أدرك أنه يمسك حبلا من سراب.