ثم غفلتها موجة حين ألقت بصدرها في البحر متحاشية بلل الشعر، غطت وجهها بكفيها خجلى من اختراق أشعة الشمس جسدها العاري إلى القدمين، تناوبت عليها موجات متقطعة غيبتها في عتمة تيه جاهدت للاستفاقة منه بلا جدوى، رأت بيتا عنكبوتيا في البر يحضن حمامة بيضاء مشدودة لأفق غطته غمامة رمادية، و خلفها لاح مفتاح صدئ تلوك حروفه ألسنة الشيطان على نار هادئة. استوى الشيخ يعدل عمامته لاستدراك سماع بقية الحكاية، بينما ظلت عيناه مثبتتين على الباب، عاود الطارق خلخلة صفيحة الحصان، سمعت ضربة كف صماء في فناء الجامع، أعلن خلالها الفقيه نهاية حصة التعبير، تاركا في البحر امرأة تسأل عن طريق إلى قلبها الجريح.