فجأة، ظهرت امرأة تعترض موكب الأمير، استبق بإشارة حاشية مدججة على وشك الانقضاض، لم يتلف تعب الطريق ملامح أنثى تغري بالاشتهاء، توزعت العيون تفاصيل جسدها حين عم صمت كأن الجمع في صورة ثابتة، نهق الحمار بلحنه الرتيب، فتمايل الأمير بين أربع اتجاهات تماوجت خلالها صهوة جلد مذهب كساه بساط حرير، سمعت صرخات تنسحب بعيدا على وقع النهيق، استفاق الجميع من الانشغال بالسقوط الأخير، على وجه امرأة عادت لها نضارة الأربعين، يلمع في عينيها بريق خنجر طعنت به صدر الأمير. يحكى أن الحاشية انقسمت فريقين بين داع لها وداع عليها، و أن العراك استمر عشرين عاما قبل الاتفاق على قتلها والمبايعة لأمير جديد، كان أول مرسوم أصدره، يقضي بإعدام كل حمار سمع له نهيق.