كلما ذكر اسم الملحن عبد القادر وهبي، انتصبت أغنية (جريت وجاريت) لنعيمة سميح شامخة تطاول النجوم في عليائها لما صادفته من نجاح جماهيري سيذكره التاريخ طويلا، ويطفو على السطح اسم الفنان عبد الهادي بلخياط الذي فتح له الطريق ومنحه الفرصة الحقيقية ولمع (...)
في نهاية الستينيات شذا رقيق الصوت عبد المنعم الجامعي بأغنية قمة في الجمال والإحساس وهي (صيف ومنامة)، وكان هذا العمل أول خطوة لملحن ناشئ اسمه عبد- العاطي آمنا، ومن ثم تواصل عطاؤه حتى صنع لنفسه مكانة متميزة بين الكبار، وقد تميزت ألحانه عموما بتآلف (...)
تذكرني موسيقاه بأسلوب عبد الرحيم السقاط المرهف والمشبع بإحساس حزين، أسلوب يتخلله إيقاع شعبي خفيف وتوزيع عصري بديع، فبدت ألحانه وكأنها زهور شتى تتنافس عبيرا ورونقا، وفي رحلة حسن القدميري مع الأنغام كان رفيقه الأول هو الأنيق في أدائه المطرب محمد (...)
صوت حاد، فيه من الشباب عنفوانه واندفاعه، ومن البداوة خشونتها وجفافها، صوت يحيلك على دنيا القرية حيث يتناهى إلى أذن الساري أهازيج شعبية تعبق بعرف الفطرة، أهازيج يتناشدها شباب هنا وهناك على آلة وترية، إنه الفنان المعطي بن قاسم والذي يعتبر من رواد (...)
صوت قوي يطال باقتدار علوا مدهشا، ويتسع لرحب المساحات، تجلله رخامة نادرة لا تنقطع أبدا، رخامة انكشفت بوادرها في صغره وهو يرتل القرآن، ثم تبلورت أكثر في شبابه، مما جعله يستقيل من الوظيفة العمومية ويتفرغ للغناء، وشهد على جمالية صوته ما شذا به من روائع (...)
في حفل تلفزيوني كانت تبثه القناة الأولى منذ سنوات، أنشدت رجاء بلمليح رائعة الثلاثي (شوقي – السنباطي – أم كلثوم) (سلوا قلبي)، أنشدتها بكل جوارحها، وتفاعل صوتها الناعم الدافئ مع معانيها، فمنحتنا الطرب، وبنفس التفاعل وبنفس المعايشة، شدت في جلسة خاصة (...)
صوت – علاوة على ملامحه المغربية الأصيلة – يشع أملا، ويومض تفاؤلا، صوت يصور لناظريك الأفق مشرقا لما ينطوي عليه من حيوية ونشاط، وحتى وهو في قمة الحزن والأمل، فهو يمنحك الإحساس بالتحدي والتجدد، إنها المطربة لطيفة رأفت التي دعمت موهبتها بتكوينها الخاص (...)
هو صوت طفولي لازال محتفظا بملامح الغضاضة والبراءة، فيه الكثير من التلقائية والبساطة، مشحون بإحساس عال، وكل هذا أهله ليكون حلوا ولذيذا في الأذن، ومنسجما مع الطابع العصري الحداثي، راكبا كل موجة جديدة في مجال الغناء، إنها المطربة سميرة سعيد التي ولجت (...)
للأستاذ عبد النبي الجراري فضل كبير في تطعيم المشهد الغنائي الموسيقي بنجوم منحوا الإضافة لأغنيتنا، وأكسبوها بريقا خارج الحدود، ومن هؤلاء نذكر عزيزة جلال ذات الصوت الآسر.
في منتصف السبعينات قدمت من مدينة مكناس طالبة بالتعليم الثانوي التأهيلي تدعى (...)
هامس في غاية الرقة هو صوت عبد المنعم الجامعي، يعطيك الآمان، ويمنحك الألفة، يتسلل دون استئذان عبر الأذن ليستقر في القلب فينثر فيه سكينة وافرة تود من فرطها لو ارتميت على بساط أخضر من النبات والعشب، تنام فيه ملء عينيك، ووارفات الغصون تظللك من كل (...)
صوت يحمل ملامحه الخاصة التي تميزه عن مئات الأصوات غيره، فيه بحة وفيه دفء، ما أعذب صوتها وهي تترنم بتحف من فن الملحون مثل (المالحة – ذابل العيان)، إنها المطربة بهيجة إدريس والتي صاحبنا صوتها زمنا طويلا، هي أول مطربة تلج مجال الغناء وتستمر فيه لفترة (...)
وأنت تنصت إلى قطعة (من ضي بهاك) وهي من توقيع عبد القادر الراشدي، أو (شفت عيون) للملحن عبد الرفيق الشنكيطي، أو (كنت ناسي) للملحن عبد القادر وهبي، لا تلبث أن تدرك قيمة الصوت الذي يقوم بالغناء، صوت من معدن نفيس، صوت في غاية الأناقة كصاحبه، صوت يتكلم (...)
هو صوت ينشق عن طرب يفوح سرا وجهرا، كلما شدا ابتسمت له الأذن، وانحنى له اللسان إعجابا، صوت يقطر عذوبة ويفيض سحرا، كلما سمعته تراءت لي جبال الأطلس بصمودها لعاديات الزمن، وتجلى أبو رقراق بانسياب مياهه. صوت يحمل في علوه نخيل مراكش السامق، وفي دفئه رمال (...)
كأنه الماء حين يصفو من كل درن، فينساب مترقرقا، يبعث في الأذن طهرا عجيبا، وينفث في الروح حبورا مديدا، هكذا هو صوت إسماعيل احمد، والذي بدأ عازفا على الكمان داخل المغرب وفي بعض البلدان العربية مثل سوريا، قبل أن يتخصص في الغناء فيعده الدارسون أول مطرب (...)
هو فنان من طراز خاص، وكأن أمه نذرته منذ الولادة للفن فعشق الغناء حتى الجنون، وكرس له الوقت والجهد كآيات إخلاص، وسخر له ذكاءه النافذ، وثقافته المتنوعة، وقدرته البارعة على التجدد، إنه عبد الوهاب الدكالي صاحب الصوت الرقيق المفعم بالإحساس الصادق، القادر (...)
وأمر الغناء عجيب، يفضي بك إلى ردود أفعال متنوعة، فهو قد يميلك طربا، وقد يطير بك محلقا في الأعالي، وقد يفضح دموعا راقدة في الأحداق فتنساب خجلى، وقد يحيلك على زمن عصفت به الحوادث فولى، فتستحضر في شوق وحسرة كل ما يؤثثه ويميزه، وأشهد أنني كلما سمعت صوت (...)
يشكل يوم السبت 7 نونبر 2015 السنة الثانية بعد اللحظة المئوية لكاتب مشاغب "ملأ الدنيا وشغل الناس"..كاتب استثنائي في كل ما راكمه من إبداع وفكر ومواقف، وما خلفه من سجالات وجدل..خرج إلى الدنيا ذات جمعة كانت السابع من نونبر لسنة 1913 في بيئة غير فرنسية (...)
غريب أمر هذا النحس وسوء الحظ الذي يلازم المسرح ويلازم رواده.. والأغرب منه هذا العداء المحدق به وبأهله دون جرم أو إثم يرتكبه أبو الفنون، سوى أنه فن ومتعة وفكر وثقافة، وحمالة قيم الحب والخير والجمال.. لكن حظ المسرح التعيس يقوده في هذا البلد الأمين إلى (...)
الحاجة إلى وضع مسرحي يبهجنا
تمنيت أكثر من مرة أن تكون مناسبة اليوم الوطني للمسرح فرصة للاحتفاء الحقيقي بالمشهد المسرحي المغربي، من خلال منجزه ومكتسباته، تنويعاته ورجالاته. لأن المناسبة عيد، والعيد فرح لا نهائي. لكن هذا اليوم هو دائما مندور لإعادة (...)
صالح الشرقي فنان متعدد الوجوه متنوع المواهب كان عازفا، باحثا وملحنا.
1 العازف: اعتبر صالح الشرقي من أمهر العازفين على آلة القانون في العالم العربي، وهذا بشهادة العارفين، لقد بدأت علاقته بهذه الآلة منذ زمن بعيد، فأضحت مع الزمن أنيسه في الوحدة (...)
الرحيل صيفا
الصيف ملاذنا الجميل، أفق أفراحنا ومشاريعنا المؤجلة.. ننتظره بشغف، ونحرص على ألا يمضي بين أصابعنا حتى نستثمر كل دقائق لحظاته.. هكذا كان الصيف بالنسبة إلينا.. لكنه صار يرهبنا يرعبنا.. نتابع مسيره بأبصار شاخصة وأيدينا على القلوب حزنا على (...)
عبد النبي الجراري كان من الذين ساهموا وبشكل فعال في تأسيس الأغنية المغربية العصرية، فنان أعطى للأغنية المغربية الشيء الكثير من جهده، من وقته ومن دمه، ومع كل هذا تعرض للإهمال والتهميش، سأحاول هنا نفض الغبار عن قيمة هذا الفنان الأصيل من خلال إبداء (...)