تذكرني موسيقاه بأسلوب عبد الرحيم السقاط المرهف والمشبع بإحساس حزين، أسلوب يتخلله إيقاع شعبي خفيف وتوزيع عصري بديع، فبدت ألحانه وكأنها زهور شتى تتنافس عبيرا ورونقا، وفي رحلة حسن القدميري مع الأنغام كان رفيقه الأول هو الأنيق في أدائه المطرب محمد الحياني فقدما سويا أغنيات حصدت النجاح والإقبال (بارد وسخون – الجرح برا – أنا حر – لا سماحة يا هوى – من بعد الغربة – لا حول وخلاص – الأيام – مالي ومال التنهيدة …)، كما قدم لعبد المنعم الجامعي أنشودتين رقيقتين (ماشي دق الزين هذا – شاف فيا)، وتألقت سميرة سعيد في ألحانه الثلاثة بصوتها الطفولي المتدفق (مغلوبة – يا قلبي ارتاح – أش بيني وبينو)، وكان لقاؤه برجاء بلمليح محطة بارزة في مشواره الفني حيث اتجه فيها إلى القصيد فدشنها بأغنية (يا جار وادينا)، ثم تعزز التعاون بدخول الشاعر عبد الرفيع الجوهري فكان لهذا الثالوث مشروع غنائي يروم استرجاع أمجاد الأغنية المغربية في الماضي يذكرنا بالثالوث (الجواهري – عامر – بلخياط) وقد أنتج هذا الثالوث قطعا رائعة من مثل (مدينة العاشقين – الحرية – أطفال الحجارة …)، ثم كان التعاون مع صوت المغرب عبد الهادي بلخياط والذي أعطى لألحان القدميري طعما جديدا من خلال أغنية (ما تاقشي بيا)، فأصبحت أغنية مطلوبة في الحفلات وكذلك (فين مشيت – نامت عيون الناس – يا لله ننساو اللي فات …)، ولا يفوتني هنا أن استحضر لحنه البديع (أنسام الربيع) وهو من أداء الفنانة نعيمة صبري وأغنية (أحضان العشرة) لسعاد محمد. صحيح أن إنتاج حسن القدميري من حيث الألحان يعتبر قليلا، ولكن هذا القليل يحمل مواصفات الجودة والقدرة على التأثير في المستمع، إنه ملحن مقتدر يشتغل في صمت ويعطي بإخلاص. ولهذا كانت جل ألحانه محط احترام من طرف الدارسين، وحب من طرف المستمعين، وكل ما نتمناه هو أن نسمع أنغامه بأصوات أخرى مقتدرة مثل نعيمة سميح، محمود الإدريسي، لطيفة رأفت، محمد علي، وغيرهم، وذلك حتى يثري مشواره الفني.