الخط : إستمع للمقال بالرغم من محاولات التمويه على حقيقة مواقفه ومشاعره فإن سليمان الريسوني يمثل حالة مدرسية في تغليف خطابات مناهضة التقارب المغربي الإسرائيلي بخطاب تغيب فيه الحدود بين النقد السياسي والمعاداة الدينية. خطاب يختلط فيه توظيف الوجوه اليهودية مع الصمت المطبق إزاء الدول التي تربطها نفس العلاقات مع الدولة العبرية بل يتجاوز ذلك إلى السعي المداوم على التشهير ببعض المواطنين المغاربة من مستويات مختلفة من أجل تأليب المغاربة ضدهم عن باطل. وفي هذا لا يخالف الريسوني، فقط الاختيارات التي رسخت البلاد الإيمان بها، وقوامها التسامح والمواطنة المتساوية والدفاع عن مصالح الوطن، بل يعمل جاهدا على زرع الحقد ضد أشخاص محددين وجعلهم أهدافا للنزعات العدوانية بل صاروا ضحايا التهديد بالقتل وعرضة للكلام الخطير الذي يستهدفهم. ويستوي عنده في ذلك الصحافي والإعلامي، والمستشار الملكي، وهو هنا السيد أندري أزولاي المغربي اليهودي الذي تم سبه وشتمه وإهانته ونعته «بالكلب الصهيوني» في مسيرة يوم الأحد 6 أبريل الجاري. كل ما يمكن قوله عن هذا الشخص مسجل وموثق وثابت لأنه يصرِّف أحقاده اللاسامية والتي تمجد التحريض لمن يتابعونه ( 44 ألف منخرط في حسابه الفيسبوكي) مثل المتواطئين معه أمثال علي لمرابط وحسن بناجح المعروف بانتمائه لجماعة دينية تتهم اليهود بأعمال السحر ضد أفرادها (فيديوهات شاهدة على ذلك).. ومنذ الإفراج عنه بواسطة العفو الملكي الذي لم يحسن تقديره، زادت هجماته وتحريضه ضد كل من يخالفه الرأي من صحف ومنابر ومواقع إعلامية وشخصيات عمومية الخ الخ. وكثيرا ما عمد الريسوني إلى الغمز واللمز بُغْية الخلط وتمرير أفكار مشبوهة كما حدث في منشور له يوم 22 فبراير الماضي عندما قام بمقارنة أقل ما يقال عنها إنها مشبوهة، وهو يعلق على مقال لصحافية عن مشاهدتها في مطار المملكة عند الحاجز الأمني» هل هو مطار محمد الخامس أو مطار بن غوريون».. وهذا غيض من فيض مما وقف عليه موقع "برلمان.كوم" من وقائع تختلط فيها التلميحات المغرضة والهجمات الغير مبررة التي تهدف في آخر المطاف إلى خلق جو من التشكيك ضد كل الرموز والعلامات الدينية اليهودية.. ولو كان سياق الحديث عنها إداريا محضا أو تزيينيا !! ومن أساليب الخلط، محاولاته غير الناجحة في التمييز بين اليهودي الطيب والشرير.. الأول يمثله سيون اسيدون والثاني يمثله دافيد بينتو. ولعل من دواعي الاندهاش والحيرة هو اللجوء المستمر عند الريسوني إلى الاستعمال المتكرر لاسم سيون اسيدون، المعروف بنضاله الحقوقي والسياسي ورفضه للاحتلال الإسرائيلي والذي كان قد ترافع من أجل الإفراج عن الريسوني لما أعلن الإضراب عن الطعام، لكن هذه المحاولة للحصول على «التزكية الأخلاقية» لا تجديه نفعا نظرا لانزلاقاته المقصودة والتي تكشف عن معاداة للسامية تتغلف بغلاف خطاب ظاهره الاحتجاج والنضال.. فالشخصيات اليهودية تصبح أهدافا مستباحة بمجرد الخروج عن النظرة الضيقة لفهمه للقضية الفلسطينية. .. وقد أصابت رصاصاته الطائشة آخرين غير المغاربة اليهود كما هو حال أحمد الشرعي الذي نال حظه من الهجوم لأنه دافع عن الحوار بين كل الأطراف وضرورته من أجل الحل، ورافع من أجل المصلحة الوطنية، وكان من نتيجة ذلك أن تعرض للتهديد بالقتل من اطراف لم تتردد في اتهامه بالخيانة.. ومن مظاهر الانتقائية في هجوم الريسوني على من تربطه علاقة مع تل أبيب، سكوته الغريب والمتواصل عن قطر بالرغم من وجود تمثيلية ديبلوماسية إسرائيلية فيها ودورها كمخاطب رسمي لإسرائيل وعن تركيا بالرغم من علاقاتها التاريخية ومبادلاتها التجارية الكبيرة مع إسرائيل.. وفي الواقع من خلال صمته تتعرى أصوات أخرى لها ولاءات غير الولاء الوطني وتلك قصة أخرى سنعود إليها.. الوسوم الجزائر المغرب فرنسا