صوت قوي يطال باقتدار علوا مدهشا، ويتسع لرحب المساحات، تجلله رخامة نادرة لا تنقطع أبدا، رخامة انكشفت بوادرها في صغره وهو يرتل القرآن، ثم تبلورت أكثر في شبابه، مما جعله يستقيل من الوظيفة العمومية ويتفرغ للغناء، وشهد على جمالية صوته ما شذا به من روائع القصيد (رفيقتي) لعبد النبي الجراري، (فردوس الحبيب) لعبد- الحميد بن ابراهيم، (يا جنتي) لعبد الله عصامي (ذكريات) لأحمد الغرباوي و(ورد- الجنان) من ألحانه، وفي الزجل تشع أغنية (المخنتر) ببريقها الأخاذ وقريب منها (حروف الزين) و(ضي الشمس) و(بلا ميعاد)، وله في الدينيات: (يا نبي الله) وهي من شامخات عازف القانون صالح الشرقي، أما في الموشحات وفي زمن الأستاذ أحمد- البيضاوي وتحت توجيهاته أنشد محمد علي في تطريب لافت (الفؤاد حبك)، وتحفة الشاعر وجيه فهمي صلاح الوطنية (الفرحة الكبرى) كما أنشد ببراعة فائقة بعض الموشحات مثل (يا ليل طل) و(نعشق للشمائل) للراشدي و(هل لداعيك مجيب) لشكيب العاصمي. زرته يوما في بيته، فوجدته متذمرا من الجو الفني لما أصبح يسوده من رداءة وفوضى وتسيب، شاكيا من التهميش والإقصاء الذي تعرض له من طرف بعض المسؤولين والملحنين خصوصا، وفي هذا ما يفسر محدودية إنتاجه الغنائي مقارنة مع رفاق الدرب، ويفسر أيضا اتجاهه للتلحين لنفسه أولا ثم لغيره ثانيا، ومن أروع إبداعاته لحن ديني تحت عنوان (ربي العظيم) شذت به سميرة سعيد في بدايتها بصوتها الطفولي، ولكنه للأسف لا يذاع إلا نادرا، ورغم التفاتة التكريم التي حظي بها من قبل النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، فما زال محمد علي بصوته الرخيم يقبع في الظل، يصدح في جلسات السمر الخاصة وعلى عوده بأغنيات أستاذه أحمد البيضاوي (حبيبي تعالى – قل لمن صد وخان …)