يعتقد أَدْعِياءُ "العَلْمانيّة" بيننا أنّ نظامَ "الإرْث" في الإسلام مُجْحِفٌ جدًّا بحقّ المرأة باعتبار أنه يَقُوم، كما يُظَنّ عُمومًا، على تَطْبيق آليّ لمبدإ «للذَّكر مِثْل حَظّ الأُنْثيَيْن». ولذا، فإنّ كُلّ من يَتصوّره كذلك لا يَتردّد عن (...)
حاولتُ، في مقالي السّابق («"صحيح البُخاريّ" أمام باطل "عَبَدة الأهواء"!»)، أن أُبَيِّن أنّ هُناك تِسْعَ شُبهات كُبْرى كثيرًا ما يَلُوكها الذين ابْتُلوا بالطّعْن في "الحديث" و"السُّنّة" النَّبَويَّيْن باسم "العقل" و"العلم" من دون تَبيُّن كافٍ من (...)
من أشدّ الآفات في زمننا أنّ كثيرًا من أدعياء «الفِكْر الحُرّ» بيننا يَسْتسهلون إرسالَ الكلام على عَواهنه. وليس الأصل في هذه الآفة - كما قد يُظَنّ- كَوْن "الجهل" (بمعنى «الخُلُوّ من المعرفة») مُنْتشرًا وغالبًا من جَرّاء أسباب تَشْتغل موضوعيًّا (...)
يبدو أنّ الذين 0بتهجوا، خصوصا من أدعياء "العَلْمانيّة"، للدّعوة المُنْبعثة أخيرًا إلى إصلاح "التّعليم الدِّينيّ" لدى المُسلمين يَنْسون أَمريْن عظيمَيْن: أَوّلُهما أنّ هذه الدّعوة قد عُمِلَ بها منذ ثمانينيّات القرن الماضي حينما أُنِيط بكثيرٍ من (...)
يُحتفل عالميًّا باللِّسان العربيّ في الثامن عشر من دُجنبر من كل سنةٍ. ولعلّ مِمّا يَنبغي أن يُلْتفَت إليه، بهذه المُناسبة، تأكيد مدى حاجة اللِّسان العربيّ إلى الاجتهاد المُؤسَّس لإيجاد حُلولٍ مُناسبة لأهمّ المُشْكلات التي ترتبط بٱستعماله والتي من (...)
لا شكّ أنّ ما أَوْقَعه، في 13 نُوفمبر الماضي، «الإجْرامُ الاسترهابيُّ» من ضحايا في العاصمة الفرنسيّة "پاريس" يُمثِّل فظاعةً كُبْرى مِمّا يَقْترفُه «المُفْسِدُون في الأرض» عُدْوانًا بغير حقّ ومِمّا لا يُسوِّغُه دينُ "الإسلام" إِلَّا في نظر من كان في (...)
يَظُنّ مُناصرُو «المُساواة المُطْلَقة» بين الذُّكور والإناث (بما فيها "المُساواة" في قِسْمة "الإرْث") أنّ ﭐدِّعاءَهم الدِّفاع عن «حُقوق الإنسان» يُمثِّل خيرَ تَعْبيرٍ لا فقط عن سَعْيهم لإقامة "العدل"، بل أيضا عن كونهم أشدَّ النّاس حِرْصًا على (...)
أخذ بعض المُجْترئِين، من موقع الجهل أو الطّمع، على شرع الله يُردِّدُون أنّ الأمر في حاجةٍ إلى عَزْمة من عَزمات "عمر ﭐبن الخطّاب" (رضي الله عنه)، وذلك بزعمهم حين أَقْدم على إيقاف "حدّ السّرقة" في عام المجاعة أو على مَنْع «سَهْم المُؤلَّفة قُلُوبهم» (...)
بِما أنّ الانتصار لإقامة "العدل" لا يَقُوم من دون العمل على تَحْقيق «المُساواة الكاملة» بين المُواطِنين في "الحُقوق" و"الواجبات" الأساسيّة، فيَبدُو أنّ الذين يُركِّزُون على المُطالَبة بالمُساواة في الإرْث بين الذُّكور والإناث بدعوى حفظ حُقوق (...)
أكد عالم فلكي أردني أن المغرب يعتبر أفضل دولة في العالم الإسلامي في تحديد بدايات الأشهر الهجرية، من خلال اعتماد رؤية الهلال شرطا لبدء الشهر، مُشيدا في الدرس الحسني الثالث الذي ألقاه، يوم أمس، أمام أنظار الملك محمد السادس، بالنهج المعتمد في المغرب في (...)
لقد أَفْلَحتِ المَقاطع المُسَرَّبة من فِلْم "الزَّيْن اللِّي فيك" (لصاحبه المُخرج "نبيل عيّوش") في إثارةِ تقزُّز كثيرٍ من المغاربة، بل ﭐسْتَنفرت بعض الجهات الحزبيّة والجمعويّة فكان على الحُكومة أن تُصدر بواسطة وزارة ﭐتِّصالها قرارَ منعِ عَرْض (...)
«تعريفُ المَقْبُوليّة [اللُّغويّة] ليس [مُعْطًى] في المَقام، بل هو قائمٌ في العَلَاقة بين سُوقٍ ومَلَكةٍ [لُغويّةٍ] هي نفسُها نِتاجُ كُلِّ تاريخِ العَلاقة مع أَسواقٍ ما. ذلك بأنّ المَلَكةَ [ﭐللُّغويّةَ] ليستْ أَقلَّ ﭐرتباطًا بالسُّوق لا من جهة شُروط (...)
كُلّما أُثيرتْ مُشكلةٌ مُجتمعيّةٌ ما، ترى "العَلْمانيِّين" و"الإسلامانيِّين" يَتناطحُون في ميدان السِّجال، وكل فريق منهما يبتغي الانتصار على خصمه كيفما ﭐتّفق له. والحال أنّ المُشكلات المُجتمعيّة تُحيط بهم جميعا بما يَجعلُها لا تكون أبدًا بالبساطة (...)
لا رَيْبَ في أنّ "العَلْمانيّةَ" (مفهومةً، بالأساس، كﭑسْتبعادٍ ل«ﭐلدِّين» وأهْلِه من مَجال «التّدْبير العُموميّ» الذي يُسمّى «السِّياسة» ويُحدَّد في إطار «الدّوْلة») قد تَكُون حَلًّا بالنِّسبة إلى مُجتمعٍ ما في زمنٍ ما. هذا الأمرُ ليس موضوعَ النّفْي (...)
﴿لَا أُقسم بهذا البلد! وأنتَ حِلٌّ بهذا البَلَد! ووالِدٍ وما وَلَد! لقد خلقنا الإنسان في كَبَد! أَيَحْسَبُ أنْ لَنْ يَقْدِرَ عليه أحد؟! يقول: «أَهْلكتُ مالًا لُبَدًا!»، أَيَحْسبُ أنْ لَمْ يَرَهُ أَحد؟! أَلَمْ نجعلْ له عَيْنَيْن؟! ولسانًا وشَفَتَيْن! (...)
﴿[إنّ الدِّين عند اللّه الإسلام؛ وما ﭐختلف الذين أُوتوا الكتاب إِلَّا من بعد ما جاءهم العلمُ بَغْيًا بينهم. ومنْ يَكفُر بآياتِ اللّه، فإنّ اللّهَ سريعُ الحساب! فإنْ حاجُّوكَ، فقُلْ: «أَسلمتُ وجهي للّه ومن ﭐتَّبعني»، وقُلْ للّذين أُوتوا الكتاب (...)
«بِما أنّ كل تقدُّم في معرفةِ قوانين العالَم الاجتماعيّ يَرْفع درجةَ الضرورة المُدْرَكة، فمن الطبيعيّ أن يَجْلُب العلمُ الاجتماعيُّ على نفسه شُبهةَ "الحَتْميَّانيّة" بقدر ما يَصير مُتقدِّمًا. لكنْ، بخلاف المَظاهر، فإنّ العلم الاجتماعيّ وهو يَرفع (...)
من النّاحيَة المبدئيّة (والمنهجيّة)، يُميَّز بين «اللُّغة» (le langage) و«اللِّسان» (la langue)، بحيث تُعَدّ «اللُّغة» قُدرةً مُشترَكةً بشريًّا تَتعلّق باكتساب واستعمال نَسق الرُّموز الذي يسمح بالتّواصُل بين النّاس، ويُمثِّل «اللِّسانُ» أَداءً (...)
«يا أيُّها الذين آمنوا! لا يَسْخَرْ قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيرًا منهم، ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يَكُنّ خيرًا منهنَّ، ولا تَلْمِزُوا أنفسكم، ولا تَنابزُوا بالألقاب؛ بِئْس الاسمُ الفُسوقُ بعد الإيمان! ومن لم يَتُبْ، فأُولئك هُم الظّالمون.» (...)
«[...] الإنسان ﭐبْنُ عوائده ومَألوفه، لا ﭐبنُ طبيعته ومِزاجه. فالذي أَلِفَه من الأحوال حتّى صار له خُلُقًا ومَلَكَةً وعادةً تَنَزَّل مَنْزلةَ الطبيعة والجِبِلَّة.» (ابن خلدون)
«العادةُ طبيعةٌ ثانيةٌ، وهي تَحُول بيننا وبين أن نعرف الطبيعة الأُولى (...)
ينبغي، ابتداءً، بيانُ علّةِ عُنوان هذا المقال: إنّه عنوانٌ يبدو غريبا في إحالته إلى عُنوان كتاب "كَنْط" المعروف (ترجمه، أخيرا، "فتحي المسكيني" بعنوان «الدِّين في حدود مُجرَّد العقل» [جداول، 2013]). والغريب فيه أمران: أوّلُهما الإشارة إلى إمكان جعل (...)
يَستطيعُ القارئ لعمل الفيلسوف "طه عبد الرحمن" في كتابه «تجديد المنهج في تقويم التُّراث» (1994) أن يُدركَ أنّ الأمر يَتعلّق بعمل فكريّ يقوم على مُسلَّمةٍ أساسيّةٍ مُفادُها أنّ التُّراث الإسلاميّ-العربيّ له خُصوصيّتُه المنهجيّة والمعرفيّة التي تقتضي (...)
«[...] لا نَشعُر بأننا فكّرنا حقّ التّفكير في شيء، حتّى يَستقلّ ما فكّرنا فيه بوجهٍ ما عمّا فكّر فيه غيرُنا.» (طه عبد الرحمن)[1]
ما إنْ يُذكَرْ ﭐسمُ "طه عبد الرحمن" مُقترنًا بصفةِ أو لقبِ "فيلسوف"، حتّى يُواجهك هذا الدَّعيُّ أو ذاك بسُؤالِ: «هل، (...)
«أنْ تتفلسف، فهو أن تَشُكّ في معنى الفلسفة.» (يُورغن هابرماس)
«الفيلسوف هو دائما شخصٌ لا تكون الفلسفةُ لديه مُعطاةً.» (جاك دريدا)
على الرَّغم من كل ما يُشاع عن "الفلسفة" من أصناف الشُّبَه والتُّهَم (كأن يُقال عنها، مثلا، إنّها ليست سوى "ثَرْثَرة" أو (...)