ينبغي، ابتداءً، بيانُ علّةِ عُنوان هذا المقال: إنّه عنوانٌ يبدو غريبا في إحالته إلى عُنوان كتاب "كَنْط" المعروف (ترجمه، أخيرا، "فتحي المسكيني" بعنوان «الدِّين في حدود مُجرَّد العقل» [جداول، 2013]). والغريب فيه أمران: أوّلُهما الإشارة إلى إمكان جعل «الإسلام/الدِّين» في حُدود «العقل المُجرَّد» بما يُفيد، من جهةٍ، إمكان التّخلُّص من كل ما يَتجاوز وُجوديّا ومعرفيّا حُدود "العقل" بافتراض تعارُض هذا الأخير مع "الوحي" وبما يَدُلّ، من جهةٍ أُخرى، على إمكان تجريده/تجرُّده من مُلابَسات «التَّجربة العمليّة» المُحدَّدة (والمشروطة) تاريخيّا واجتماعيّا ؛ وثانيهما إيرادُ لفظ "داخل" بعد "في" على الرّغم من تضمُّن هذه الأخيرة لمعنى "الظّرْفيّة" كوعاءٍ تَدْخُل (أو تُدْخَل) فيه الأشياء والأحداث. وإذَا كان أوّلُ ذَيْنك الأمرين يَتعلّق باعتقاد (وإرادة) أدعياء "العقلانيّة" و"العَلْمانيّة" في المجتمعات الإسلاميّة، فإنّ ثانيهما يَفضح شيئا من قُصور فهمهم لما يَعُدُّونه أساسًا لدَعْواهُم: من حيث إنّ عُنوان كتاب "كَنْط" يُشير - بالأحرى- إلى «حُدود العقل» قبل «حُدود الدِّين»، وهو ما يُوجب تبيُّن أنّ «نقد الدِّين» يَنبني لا فقط على «نقد العقل»، بل يقوم أيضا - وبالأساس- على مُمارَسة هذا النّقد «من خارج العقل» والبحث، من ثَمّ، عن تجاوُز حُدوده بواسطة «العمل الدِّينيّ» (وهو ما لم يفعله "كنط" نفسُه)! ومن ثَمّ، فإنّ النّظر إلى "العقل" كما لو كان من المُمكن تجريدُه/تجرُّده من لباس «الوَهْم بعد الطبيعيّ» وتخليصه من شوائب «التّجرِبة الحسيّة» يُخفي أنّ إمكان «التّجريد/التّجرُّد» بهذا المعنى يَقترن حتما – لو صَدَق- ب«التّعْطيل» (تجريد "العقل" كنظر تأمُّليّ خالص يجعل قُدرتَه على "الحُكْم" من دُون موضوع أو، بالأحرى، بلا أثَر عمليّ). والغرض من هذا المَقال إنّما هو بُلوغ مثل ذلك التبيُّن. إنّه لمن السّهل أن يَدّعي المرءُ الائتمار ب"العقل" مُجرَّدًا عمّا سواه، أيْ بما يُفيد عدم الإذعان إلّا إلى «حُكْم العقل» في تجرُّده عن كل "الأهواء" العاطفيّة وتحرُّره من "الأغراض" المرتبطة بالإكراهات العمليّة. لكنْ ما أصعب تمييز "العقل" بما يُمكِّن من استعماله خالصا، أيْ في خضمّ مجموع الشُّروط المُحدِّدة طبيعيّا لوُجود الإنسان وفعله ضمن هذا العالَم الذي يَتحدّد أساسا بصفته عالَمًا اجتماعيّا تَحْكُمه ضرورةٌ خاصّةٌ تجعل النّاس في خُضوعهم لما هو "اعتباطيّ" يَفعلون – وَفْق تعبير "بُورديو"- كما لو أنّه "طبيعيّ" و"بديهيّ" تماما! ومن غاب عنه ذلك، لن يستطيع أن يُدْرك أنّ أشكال ﭐدِّعاء "العقل" والتّظاهُر به لا تَكثُر بين الفاعلين الاجتماعيِّين إلّا بقدر ما يُعَدّ "العقلُ" رهانًا موضوعا في مَدار كل النِّزاعات التي تُخاض اجتماعيّا وعمليّا بصدد امتلاك (وحفظ) كل ما له قيمة في أعيُن النّاس بهذا المَجال أو ذاك. ومن هُنا، فادِّعاءُ الاستناد إلى "العقل" ليس ببريء كما يَتوهّم (ويُوهم) أدعياءُ "العقلانيّة" بين ظَهْرانَيْنا ؛ خصوصا حينما يَأخُذون "العقل" غافلين عمّا أثبَته له نقدُه من حُدود أو غير مُبالين بما يَعتري إعمالَه في الواقع الفعليّ من آفات! إنّ أوّل ما يَجب إدراكُه هو أنّ "العقل" عَرَضٌ مُكْتسَبٌ وقابلٌ للزّوال، وليس إطلاقا طبيعةً جوهريّةً قائمةً دوما في نفس كل إنسان[1]. فلا يُولَد المرءُ عاقلا، وإنّما قد يَصير عاقلا بهذا القدر أو ذاك ؛ ولا يصير (ويبقى) كذلك إلّا إذَا توفّرت له جُملةٌ من الشروط الطبيعيّة والاجتماعيّة والثقافيّة. لا يكون، إذًا، ثمّة عقلٌ إلّا من جرّاء «التّأسيس الاجتماعيّ»[2] الذي يُسوِّي مَدارك الإنسان وسُلوكاته على النّحو الذي يُوافق شُروط الوُجود والفعل البشريِّين في هذا العالَم بصفتهما وُجودا وفعلا قَصْديَّين وﭐكْتماليَّيْن، أيْ بالتّحديد "خُلُقيَّيْن" (نعم، خُلُقيَّين! ويا لَفضيحة "العقل" حينما لا يَستطيع أن يجد له أصلا إلّا في «المُمارَسة العَمَليّة» بما هي، بالأساس، مُمارَسةٌ خُلُقيّة!). إنّ كثيرًا من "المُتعاقِلين" (أيْ من «أدعياء العقل») تجدهم يَنظُرون إلى "العقل" كصفةٍ جوهريّة لا تَنْفكّ عن ذات الإنسان، بل إنّ منهم من لا يَستنكف عن جعل "العقل" ذاتًا فاعلة في نفس الإنسان كما يبدو في أقوالهم (من مثل «العقل يفعل» و«العقل يُوجب» و«يُؤكِّد العقل») التي يَستعملها بعضُهم على "الحقيقة" وليس على "المَجاز". وأدهى من هذا أنّهم، في مُعظَمهم، لا يكادون يُدْركون حقيقةَ الفرق بين «العقل النّظريّ» (المُجرَّد) و«العقل العَمَليّ» (المُجسَّد)، من حيث إنّ الأوّل إمكانٌ منهجيٌّ واستكشافيٌّ، في حين أنّ الثّاني تحقُّقٌ فعليٌّ ومَعيش حيَويٌّ. ومن ثَمّ، فإنّ هناك من يعتقد أنّ خير وفاء ل"العقل" هو أن يُحْرَص على جعل «مُقتضيَات عالَم الشّهادة» المعيار الأسمى ل"العقل". لكنّ من يقول بهذا يَنسى أنّ بناء "العقل" على «مُقتضيَات عالَم الشّهادة» يُوجب بيان كيفيّة إمكان قيامه كمعيار أسمى في ظلّ واقع لا يُزايِلُه "التّغيُّر" و"التّعدُّد" و"التّناقُض". ذلك بأنّه لا سبيل إلى التّأْسيس المطلوب في "العقل" كمعيار أسمى إلّا تسليمًا بوُجود «ذات مُتعالِيَةٍ» على كل شُروط "التّجْربة" وأن يُفترَض، بالتالي، نوعٌ من «العقل الخالص» الذي يَقُوم كمبادئ قَبْليّة ومُطلَقة (مذهب "كنْط"). لكنّ مثل هذا التّأْسيس ليس، في العمق، سوى تجريد فلسفيّ يُعيد إنتاج المفهوم الدِّينيّ المُتعلِّق ب«الوحي الإلاهيّ». وإلّا، فإنّ ما يُراد بصفته «العقل المُعطَى» فيما وراء التّجْرِبة (المُرتبطة بالوجود والفعل ضمن شُروط هذا العالم) إنّما هو «العقل المَبْنيّ (أو المُكتسَب)» الذي لا يُدْرَك فيه "الخُلُوص" إلّا كانفكاك نسبيّ عن إكراهات "الضرورة" المُحدِّدة لوُجود الإنسان وفعله ضمن هذا العالَم بكل شروطه. وبناءً على ذلك، فإنّ إرادةَ جعل "الإسلام" في (داخل) حُدود «العقل المُجرَّد» وحده مُقتضاها تجريدُه من كل ما لا يَقبل أن يُعلَّل وَفْق «المُدرَك البَشريّ» في محدوديّته الضروريّة، أيْ بالضبط كل ما له صلة ب«عالَم الغيب» الذي لا طريق إليه من دون "الوحي". وعليه، فإنّ من يَدّعي وُجوب النّظر إلى "الإسلام" وَفْق «مُقتضيَات العقل» مُطالَبٌ لا فقط بتعليل أسبقيّة "العقل" على كل ما يُسمّى "النّقْل" (سواءٌ أَعْتُبر في صلته ب«الوحي المُتعالي» حسب الاعتقاد الدِّينيّ أمْ في صلته ب«الوحي المُتنِّزل» بفعل الصيرورة التاريخيّة والضرورة الاجتماعيّة)، بل أيضا ببيان كيف يكون "العقل" حاكمًا على ما يُفْترَض مُتجاوِزًا له في الوقت نفسه الذي لا يَمْلِكُ أن يُثْبت تجرُّدَه من كل آثار الارتهان الموضوعيّ. وفقط في المدى الذي لا يُدْرِك المرءُ استحالةَ تأسيس "العقل" في حدود «ما هو بشريّ» (إلّا تسليما بأسبقيّة "النَّقْل" كعَقْدٍ في مُقابل "العقل" المُتصوَّر، غالبا، كنَقْدٍ) يُمكنه أن يَستمرّ في ﭐدِّعاء أن يكون بقُدرة هذا "العقل" أن يَحْكُم على ما يَتجاوزه وُجودًا ومعرفةً. وإنّك لتَعجب كيف أنّ الذين يَتوهّمُون الاعتماد على النّقد الكَنْطيّ لا يكتفون بتعدِّي حُدوده مُثْبِتين بذلك مدى سُوء فهمهم لدَرْسه، بل يَذهبون إلى حدّ إلزامه بما لم يستطع أن يُلْزم به نفسَه ؛ من حيث إنّهم يُريدون حصر نقده في المُستوى "المعرفيّ" دون "الوُجوديّ" حتّى يَتأتّى لهم القول بنهاية "الميتافيزيقا" (لأنّهم لا يَلتفتون إلى أنّ جماع فكر "كَنْط" كان مدارُه حول التّمْكين للإيمان باللّه ؛ يقول، مثلا، "جيوﭬاني فِريتّي": «المبحث الإلهيّاتيّ، إذًا، عند كنط ليس هامشيا، بل يحظى باهتمام أساسي ويقوم في قلب بلورة الفلسفة النّقديّة»[3]). ومن وَقف على حقيقة مُشكلة التّأْسيس في الفكر المعاصر[4]، فإنّه إنْ لم يُسْرِع إلى ﭐتِّهام "كنط" بنقص في استنارةِ عقله[5]، فسَتَراهُ يَجْهَد لمُداراةِ فضيحة "العقل" بخَرْق أهمّ قواعده في المُطالَبة بالدّليل قافزًا إلى دائرة "الإيمان" فيَأخُذ بالتّسبيح بعَظمةِ ما نَسِي أنّه لا يقوم ك"عقل" إلّا بما هو "خير" يَحتاج إلى ما يَشهد له (وعليه) بما هو كذلك! وإذَا ظهر أنّ إرادة تجريد "الدِّين" على أساس القول بإمكان شيء مثل «العقل الخالص» تَقُود إلى التّساؤُل عن شُروط إمكان تجريد "العقل" عينه من دون الوُقوع في تعطيله، فإنّه لا يعود ثمّةَ معنًى للبحث عن «الدِّين الخالص» باختزاله في «دين العقل» (كدين مُتصوَّر في حُدودِ عقلٍ لا يَتَخلّص إطلاقا من آثار "التّاريخ" و"المُجتمع"!)، وإنّما بِرَدِّه إلى «الدِّين المُنْزَل» ليس بصفته فقط «الدِّين غير التّاريخيّ»، بل بصفته أيضا «دِينَ الوحي» في تعالِيه المُطْلَق وتنزُّله المشروط (الرِّهان الذي يبدو، إذًا، مُمتنعًا ليس شيئا آخر غير الجمع بين "التّعالِي" و"التَّنزُّل" لإدراك "الإلاهيّ" في عَلاقته ب"البَشريّ"، أيْ فيما وراء إنكار "التّعالي" بإطلاق أو قَبُوله فقط في حُدود "التّنزُّل" المُناسب ل«المُدرَك البَشريّ»). وعليه، فإنّ من يَبتهج بالدّعوة إلى فهم "الإسلام" والعمل به «في حُدود العقل المُجرَّد» لا يكتفي فقط بأن يُصادر على المطلوب من حيث إنّه لا يُبرهن أبدًا على أسبقيّة «العقل المُجرَّد» كأساس للوُجوب، بل يذهب إلى إرادة تعطيل «الإسلام/الدِّين» حتّى يَستوي مع أهواء النّفس التي تُزيَّن تحت اسم «العقل المُجرَّد». وينبغي ألّا يخفى أنّ تلك الإرادة تتجلّى في الواقع كإرادة للتّخفُّف من أثْقال «الاعتقادات الغَيْبيّة» (الإيمان باللّه ربّا واحدًا ومعبودًا مُتعاليًا ومُنزَّهًا في ذاته وصفاته وأفعاله عن كل ما سواه، والإيمان بملائكته وكُتبه ورُسُله وبالقَدَر خيره وشرِّه، والإيمان بالجنّة والنّار وبعذاب القبر وبالبعث والنُّشور والحساب) و«العبادات اللّامعقولة» ("الصلاة" بما هي ركعاتٌ معدوداتٌ ومُتبايِنات وبما هي سجود، وبما هي ذِكْرٌ وتلاوة ودُعاء ؛ وكذلك "الصيام"، و"الزّكاة"، و"الحجّ") و، أيضا، «الأَوامر والنّواهي» كأحكام مُلْزِمة للمُؤمن في الدُّنيا ومُوجبة للعقاب في العاجل وللجزاء في الآجل. وأكيد أنّ الذين يُزْعِجُهم قَبُولُ فضيحة "العقل" في انغماسه الاجتماعيّ وارتهانه التّاريخيّ لن يُذْعنوا إلى أنّ إرادةَ "التّنْوير" و"التّحْرير" بجعل "العقل" مُستقلّا بذاته «في حدود ما هو بشريّ» لا يُمكن أن تُفضي إلّا إلى "الإنْسيّانيّة" كتأليه/تألُّه مُتنكِّر، وهو «التّأْليه/التّألُّه» الذي يَؤُول إلى «التّدْهير/التَّدْنية» كحَصْر للوُجود والفعل البشريَّيْن «في حدود هذا العالَم الدُّنيويّ وحده». والحال أنّ إخراج "العقل" من حُدوده والسُّمُوّ به إلى التّخلُّص من آفاته لا سبيل إليه من دون الانخراط في «العمل الدينيّ» تعبُّدا وتزكِّيًا، أيْ بالتّحديد "الربّانيّة" التي تُؤكِّد لا فقط عدم إمكان "الخلاص" بشريّا، بل أيضا أنّه لا خَلاص ولا تخلُّص إلّا بحِفْظ الوَصْل الضروريّ بين "الإلاهيّ" و"البَشَريّ" من خلال الاجتهاد في إقامة الأعمال تعبُّدًا توحيديّا وتزَكِّيا تَنْزيهيّا، أيْ بعيدا عن توهُّم إمكان "التّعالي" في تنزُّله التّجْسيديّ تَأْنيسا جُحوديّا أو تَدْهيرا تَعْطيليّا. وهكذا، فمن المُؤسف أن تجد أدعياء "العقلانيّة" بيننا لا يزالون حريصين على إرْسال الكلام عن "عقل" يَتوهّمُونه مُؤسَّسا في ذاته وعن "عقل" لا يَرونه إلّا ناقصا لدى أُناس يَأْبَوْن إلّا ردّ تَسْييب "الهوى" باسم العقل فلا يأْخُذون بالأمر إلّا إيمانا واطمئنانا. وإنْ يَكُنْ من إحراج لا بُدّ من رفعه، فهو أنّ من يَسلُك سبيل "العقلانيّة" بلا تنسيب لن يَمْلِك إلّا الوُقوف على حافةِ «التّشكيك الجذريّ» في مآلاته اللّامعقولة والعَدَميّة، حيث تُواجَه مُعضلة إنكار إمكان "الحقيقة" و"الفضيلة" كاشتراك مشروط في "الكُلّيّ" (كما تُواجَه مَسائل إنكار النُّبوّة والوحي والأُلوهيّة). وبما أنّ "المُتعاقِلين" لا يكادون يُبالُون بشيء من ذلك، فلن يَثْبُت صدقُ ﭐدِّعائهم للعقل إلّا بأن يَعترفوا – على الأقلّ- بالنّتائج اللّازمة عن «التّشْكيك الجذريّ». ولو أنّهم كانوا حقًّا يَبتغون الصواب وَفْق ما تُمكِّن منه شُرُوط الوُجود والفعل البشريَّيْن، لوَجَدُوا في مُختلِف مَباحث «نقد العقل» (كما استعادها "كنط" حديثا) فُسحةً للإيمان أكبر من التي يَتَلقّفُونها في كل مرّةٍ يَعثُرون على ما يُجَرِّؤُهم على مُهاجمةِ "الدِّين" مُتظاهرين باعتماد "العقل" وزاعمين الحرص على أمر "الدِّين" أكثر من أهله. وإلّا، فليس أمامهم من فُسحة أُخرى سوى أن يُفعِّلُوا "العقل" تماما، ليس بما يَكفي لتجاوُز كل المَصائب المُحيطة بحياة النّاس في مجتمعاتهم، بل أيضا بما يُبَرْهن على صدق ما يَدَّعُونه من اختصاص ب"العقل" بحيث يَنْهضون ب«مُقتضيات التّفْكير العقليّ» على نحو يُضاهُون به أبرز العلماء والفلاسفة من الذين ﭐعْتِيد بيننا تقليدُهم وترديدُ أفكارهم نُتَفًا مُجتزَأة دون تبيُّن أو تحقُّق. وحينئذٍ فقط سيُظْهرُ أدعياءُ "العقلانيّة" بيننا حقيقةَ "العقل" على النّحو الذي يُريدونه مُجرَّدًا من كل شوائب التّجربة وآفات المُمارَسة العَمَليّة: أيْ «العقل عاريًا في حُدود بشريّته الواهِمة»! هوامش [1] اُنظر: طه عبد الرحمن، العمل الديني وتجديد العقل [1989]، المركز الثقافي العربي، بيروت/الدارالبيضاء، ط 3، 2000، ص. 17-21. وله أيضا: سؤال العمل: بحث عن الأصول العملية في الفكر والعلم، المركز الثقافي العربي، بيروت/الدارالبيضاء، ط 1، 2012، ص. 59-65. [2] اُنظر: Jean De Munck, l'institution sociale de l'esprit, éd. PUF, coll. « l'interrogation philosophique», Paris, 1999. [3] اُنظر: Giovanni Ferretti, Ontologie et théologie chez Kant (1996), éditions du Cerf, Paris, 2001, p. 10. [4] اُنظر مثلا: Jean Ladrière, les limitations internes des formalismes : Etude sur la signification du théorème de Gödel et des théorèmes apparentés dans la théorie des fondements des mathématiques, Louvain E. Nauwelaerts & Paris Gauthier-Villars, 1957. [5] اُنظر: محمد المزوغي، عمانوئيل كانط: الدين في حدود العقل أو التنوير الناقص، دار الساقي، ط 1، 2007.