لا شك أن هذا العنوان سيستفز كثيرين ويغضبهم. فلا يجوز عندهم المقارنة بين رجل كعبد السلام ياسين رحمه الله ورجل كعبد الإله بن كيران وفقه الله.. !
فالأول صدع بكلمة الحق في وجه السلطة الحاكمة، وابتلي في سبيل كلمته ابتلاء شديدا، وحلت بداره المحن ما يقارب (...)
سأقرأ التاريخ قراءة محمدية لا حسينية ولا بكرية ولا عمرية ولا عثمانية. لأن القراءة المحمدية أصل والحسينية والبكرية والعمرية فروع. وما كنت لأدع الأصل وهو قوي بذاته وأتمسك بالفرع الذي يعول على غيره. وصدق الجاحظ إذ قال: " من لم يلزم الجادة تخبط، ومن (...)
كنت أتمنى لو أن الأستاذ ياسر الحراق الحسني في رده على مقالتي: [مقاربة نقدية لأطروحة شيعية] و[أنظر إلى الأصول لا إلى الفروع والقشور] ، التزم صلب الموضوع ولم ينحرف عنه إلى الخوض في قضايا ليست من صلبه، وإنما هي تبع ثانوي له. مما جعله يفهم عني ما لم (...)
يبدو أن الأخ الكريم ياسر الحراق الحسني لم يسمح لمقالتي (مقاربة نقدية لأطروحة شيعية) بالاختمار في خاطره حتى يسبر مكوناتها الفكرية ويفككها ويقسمها ويضع كل مكون في موضعه الذي يليق به داخل مقالتي لاداخل إسقاطاته المتسرعة ولا أجرؤ أن أنعتها بالمغالِطة. (...)
من الأقوال التي يروج لها علماء الشيعة الإثني عشرية الجعفرية، ويسوقونها كقاعدة علمية في معرض الرد على أهل السنة إظهارا لبطلان المذهب السني؛ قولهم: ((إن مذهباً يثبت نفسه من كتب مخالفيه أحق أن يُتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل (...)
هذه الحلقات مهداة إلى روح صاحب الدعوة إلى الاستبصار القرآني إلى أخي الحبيب الذي ما زلت أبكيه إلى اليوم بدموع حارة وأظنني سأبقى أبكيه كلما نظرت في كتاب الله لأن اسمه ارتبط بقوة في وعيي بخدمة كتاب الله وتجديد النظر الإيماني فيه.. إلى روح الشيخ العلامة (...)
((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق فضيقوا عليه بالجوع والعطش))
إن أخطر عدوين على الإنسان النفس والشيطان.. والشيطان أكثر خطورة عليه من النفس، بدليل الكتاب والسنة.. وقد أكد هذا وبينه بتفصيل مقنع الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه (...)
إن من أكرمه الله في صومه بالإخلاص وأمكنه من الحق وأمكن الحق منه وأكسبه نصيبه من قوة الحق التي لا تقهر؛ يكون بفضل الله حرا في اختياراته وحرا في مبادراته وحرا في قراراته.. فقوة الحق والإخلاص الصادق في خدمته، لا تسطيع قوى الباطل أن تقف في طريقها وتصمد (...)
ختمنا الحلقة متسائلين من أين للصائم تلك القوة التي ينتصر بها على نفسه الأمارة بالسوء، وعلى خصومه الخارجيين، الظاهرين منهم والمختفين..؟
تتولد القوة في ذات الصائم وتنمو بشكل سليم بمؤثرين، سهّل عليه الصيام إلى جانب الشعائر التعبدية الأخرى، اكتسابهما، (...)
إن الصيام الذي يحفر في قلب العبد ليصل به إلى نبع الإخلاص ((يدع طعامه وشرابه من أجلي)) فيتفجر ماء نقيا صافيا يطهر أعمال العباد من شوائب الرياء وينعشها، فتسري فيها الحياة بعد ما كانت في عداد الأموات، لأن الإخلاص هو روح العمل وقائده وسائقه على حد تعبير (...)
ما أحوج الناس إلى فقه دقيق وعميق بمقاصد الصيام عموما وصيام شهر رمضان خصوصا، وما تتضمنه من مصالح تربوية تتجدد بها الذات الفردية والذات الجماعية.. وفي الحديث الشريف المشتهر على ألسنة أهل العلم وطلابه إشارة قوية إلى ضرورة التتبع الاستنباطي لمقاصد الصوم (...)
يوم الجمعة يوم عظيم عند الله قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها)) رواه مسلم.. ويوم الجمعة (12 يونيو ) الذي نحن فيه، هو يوم الواجبان الكبيران العظيمان.. واجب تعبدي (...)
أخي الناخب أختي الناخبة: آن الأوان لإرجاع الأمور إلى نصابها.. آن الأوان لاستحضار أكبر غائب عن حياتنا السياسية، وأهم ركيزة لإقامتها.. آن الأوان لمعرفة الفاعل، الأنفع والأطوع، في خدمة كل قضايانا كبيرها وصغيرها، خطيرها وهينها، ومعرفة أنه الأقدر على (...)
مما ينبغي أن يعرفه كل ناخب ويحرص على أخذ نفسه به، هو تصحيح نيته، وتوسيع دوائر طموحاتها وتحريرها من شوائب المصالح الذاتية الضيقة. فيجعل أعظم طموحاتها رضوان الله بخدمة مصلحة المواطنين الدينية والدنيوية. وليعلم كل ناخب ـ يؤمن بالله واليوم الآخر ـ أن ما (...)
يتساءل كثير من المواطنين الناخبين: كيف لنا أن نميز الخبيث من الطيب والفاسد من الصالح، والمرشحون بجميع انتماءاتهم يتشابهون في خطاباتهم ووعودهم والعناوين الكبيرة لبرامجهم الانتخابية؟ وأهمس في آذان هؤلاء المواطنين المتسائلين، وأذكرهم بحكمة عيسى عليه (...)
مما يسبق إلى أذهان جمهور المواطنين ويتبادر لهم عند ذكر المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، الإدلاء بالأصوات يوم الاقتراع وحسب.. مع العلم أن المشاركة هي أوسع وأشمل من اختصارها في لحظة زمنية في يوم معلوم بحركات شبه ميكانيكية، يقوم بها المواطن بتوجيه (...)
قال لي صاحبي: إلى متى تبقى تشارك في هذه الانتخابات التي ليس وراءها طائل؟ قلت له: ما دام في بلدي انتخابات، سأشارك فيها ولن أتأخر عنها بأي نوع من أنواع المساهمة لإنجاحها.. ثم التفت إليه وقلت له: وأنت يا صاحبي العزيز ! إلى متى ستبقى مقاطعا ومهملا (...)
سنة إلهية جارية، من أحسن تدبرها والاعتبار بها، حُفظ من التشاؤم واليأس والقنوط من الإصلاح مهما كانت قوة قبضة المفسدين.. هذه السنة هي سنة التداول بين الناس التي قال فيها الحق سبحانه وتعالى: ((وتلك الأيام نداولها بين الناس)).. وقد عبر عن هذه السنة (...)
إن من أهم الوسائل الناجعة، ولعلها الأنجع، في تعبئة الرأي العام الوطني لصالح الوطن بإنجاح الاستحقاقات الأخيرة، من خلال مشاركة واسعة، وفاعلة ضد أي عملية إفسادية من طرف أصحاب النفوذ الفاسدين؛ هذه الوسيلة هي وسيلة التحريك للوجدان الديني عند المواطنين، (...)
لنقترب أكثر من الأساس العقدي والتعبدي للنسق التنظيمي، وذلك بمقاربة الموضوع من خلال الفعل الاجتماعي للإنسان المسلم كفرد، ولجماعة المسلمين كجسد اجتماعي منظم/تجمع حركي عضوي.. ونبقى مع الكلمة المفتاح: التسوية.. هذه الكلمة القرآنية التي تؤطر ما أرادنا (...)
كان غارقا في بحر قطراني هائج، تتلاطم عليه أمواج عاتية سوداء، وكان يحاول الخروج إلى الشاطئ مستفيدا من اندفاعات الأمواج المتتالية التي تتحطم على شاطئ شبه صخري رمادي اللون، (أو هكذا يلوح للناظر من داخل البحر) فيركب موجة وتأخذه حاملة إياه فوق ذؤابتها (...)
مازلنا في صحبة الطفولة، وفي صحبة ما قيل فيها من تمجيد فكري وخيال شاعري وأشواق وجدانية تشتعل بها النفس الإنسانية...
مازلنا في صحبتها ولن نفارقها إلا إذا أفضت لنا بشيء يقنعنا عن سبب حضورها الدائم فينا؛ ولماذا الحنين إليها أقوى في الإنسان من حنينه إلى (...)
حكايتي مع الحياة الدنيا هي حكاية كل إنسان..هي حكايتك وحكاية الواقف إلى جوارك، وحكاية المار بك والمارين عليك، وحكاية المنشغلين بك، لك.. والمنشغلين بك ضدك..وحكاية المنشغلين بغيرك عنك..
هي حكاية واحدة تتكرر مع كل إنسان.. تتكرر مع الكبير ومع الصغير، مع (...)
لعل قارئ الحلقة الماضية يتساءل: ما هذه المعاني الرمضانية، وما قيمتها، التي تجعلنا نستنفر لرمضان كل طاقاتنا وخبراتنا فنجعله مادة أساسية في مخططاتنا وبرامجنا، وربما احتجنا إلى شغل المؤسسات الرسمية، وتحريض غير الرسمية للاهتمام له وتدبير كثير من الأمور (...)
كلما دخلت العشر الأواخر من شهر شعبان واقترب رمضان، يلاحظ أن حركة غير عادية أخذت تسري في البيوت وفي الأسواق والمتاجر وحتى في حوانيت البقالة الصغيرة. ومثل هذه الحركة، وربما أكثر منها، تسري في وسائل إعلامنا السمعية والبصرية والمكتوبة وغيرها من مرافق (...)