يتساءل كثير من المواطنين الناخبين: كيف لنا أن نميز الخبيث من الطيب والفاسد من الصالح، والمرشحون بجميع انتماءاتهم يتشابهون في خطاباتهم ووعودهم والعناوين الكبيرة لبرامجهم الانتخابية؟ وأهمس في آذان هؤلاء المواطنين المتسائلين، وأذكرهم بحكمة عيسى عليه السلام القائلة: من ثمارهم تعرفونهم.. ! أجل.. إنكم تعرفونهم.. ! فهم عندكم لا يخرجون عن ثلاثة أنواع: النوع الأول تعرفونه عن خبرة وتجربة، وذقتم بواكير ثماره وخوارفها، وكسبتم دراية بجيد ثمارهم من رديئها وحلوها من مرها.. فمن جربتم عليه الكذب والتحايل، والتمسكن للتمكن، والتلاعب بما خولتموه من سلطة عليكم، واستغلالها لمصالحه الشخصية.. ويغض الطرف عنكم طوال مرحلة تسلطه ولا يلتفت إليكم إلا عندما تهب رياح استحقاقات انتخابية جديدة، فيطل عليكم بسمت جديد وخطاب جديد ووعود جديدة لعله يستغفلكم وينسيكم فيما فعله بكم وبمصالحكم مدة سلطته الهالكة.. فثمار هذا مرة حنظلية، يجب عليكم تطهير الحقل الانتخابي منه ومن أمثاله وتحكموا عليه كعشب ضار يفسد التربة على النبات الطيب المبارك.. وتجعلوه عبرة لكل من يأتي بعده.. ومن جربتم عليه صدق اللهجة والتفاني في خدمة المصلحة العامة ناسيا مصلحته الخاصة، ومقصيا لها إذا تزاحمت والعامة، وخرج مما خولتموه من سلطة ـ عند انتهاء مدتها ـ كما دخل لم يأخذ معه ذرة واحدة ليست له، من أموال الناس.. فثمار مثل هذا معروفة لديكم وطعمها الحلو ما زلتم تجدون مذاقه في ألسنتكم.. فعليكم به وبأمثاله عضوا عليه بالنواجذ.. والنوع الثاني: مرشح لا تعرفونه معرفة كافية لتصوتوا عليه، ولم يسبق لكم أن ذقتم طعم ثماره، لا من داخل السلطة ولا من خارجها.. فهذا، إن جاءكم به، وقدمه لكم، من تثقون فيه وخصوصا إن كانت ثقتكم فيه عن تجربة في السلطة أو المعاملات اليومية مع الناس، وكان ذا خلق ومروءة. فاقبلوا شهادته في صاحبكم فهو حظكم.. والنوع الثالث: مرشح لا تعرفونه ولا تجدون أحدا ممن تثقون فيهم يزكيه لكم. فهو مجهول الحال على حد تعبير علماء الجرح والتعديل.. لا نقدمه على من عرف بالعدالة والأمانة والكفاية ومن شهد له العدل الضابط.. ونقدمه على من عرف بالجناية والخيانة ومن أوقع نفسه في شبهاتها.. من ثمارهم تعرفونهم.. تفرسوا فيهم ستعرفونهم بما عرضناه عليكم وزيادة..