لم أكن أريد أن أصدق كثرة الصراخ حول جدوى المعارضة في بلدي العزيز ، لولا أني وجدت الحزب الذي شكل لي أملا قويا ذات يوم وهو يهوي اليوم على سكة المغرب الذي يتحرك نحو ألا يتغير شيء من واقع المواطن المغربي البسيط ، "" منذ استقلال هذا البلد وضوء العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية لا يريد أن يقترب أو أن نميز أنه سراب أم حقيقة في نوايا وضمائر هؤلاء القادة الشفهيون ، بل ويخفت الضوء حينما يسمع صوت وعود السلطة الواهية دون مراقبة قوية للمعارضة لهذه الوعود ،و أحيانا كثيرة بأيدي وألسنة النخبة المعارضة في هذا البلد و تحس في خطابها هذه الأيام أنها أضعف من حتى أن تصعد منصة الخطاب السياسي، لكن من حظ السلطة والمعارضة أنهم مستأمنون على شعب يسامح ويتفاءل دون توقف. أيها الإخوة الكرام في المرجعية و في حب هذا البلد العزيز: لا أدري إن كان هذا الواقع السياسي أكبر منكم أو من صنيعة أيديكم ، ولكن النتيجة أكبر مما أوهمتمونا ، صورتم لنا أن المرجعية الإسلامية في السياسة -التي أعتز بالانتماء إليها- تسكن وجدانكم وفي عزائم صلبة لا تهن دونها، وذكاء قيادي يعرف و يحترف إقناع الحكام بكفاءة منهج هذه المرجعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا البلد وجدير بقيادة الجماهير نحو آمالاها. لماذا حرصتم على استغلال فترة الصحوة الإسلامية وصورتموها افرازا طبيعي لما تسعون إليه ،وانكم تودون التضحية ولو بكراسيكم في المعارضة من أجل ما قلت أنكم مستأمنون عليه من ممثليكم في هذه الأمة المسكينة، وشيئا فشيئا بدأتم تتحدثون عن أنكم مجرد مساهمين في مشروع أكبر من الجميع، أهذه هي قوة المرجعية فيكم؟ أم أنكم لا تملكون مشروعا أصلا كما يقول "المهدي المنجرة"، أم أنكم لا تملكون حتى حق التحدث مع بعضكم لإنشاء مشروع حضاري ينهض بالمغرب الذي تتصورنه ، بأس ما وصلتم إليه، أصبحتم لا تخجلون من النظر ببصر السلطة و التكلم بلغتها لصياغة مشاريعكم الانتخابية، لماذا تراجعتم عن خطابكم الأول، ألا نعني لكم شيئا نحن من أنصنتا لذاك الخطاب و صفقنا عليه وتصفيقنا ليس لتلبية غريزة تقدير الذات لكم أيها القادة الأفذاذ ، بل كان تصديقا على العقد والعهد ، بل لتقفوا وتصدوا هجمة البنك الدولي على اقتصادنا لا أن توقعوا على املاءاته في قانون الارهاب والأسرة والتعليم والصحة و قوانين المالية برفع أيديكم عالية على بابتسامة واسعة تنقص من خبز يوم المواطن البسيط أو صمت جبان لم يعد مقنعا التهاب حماسة الرميد وغيره وهو يناقش ميزانية البلاط والجيش مادام توجه الحزب يكتفي برفع المعنويات الاعلامية للحزب بدل التضحية في سبيل كلمة الحق ، فما تعلمناه من مرجعيتنا الإسلامية أن الكلمة أمانة وليست إثارة ، أن الكلمة إن لم تنطق عن استراتيجة والتوجه السياسي لحزب التي تعاهد عليها أمام المواطنين فهي خيانة . ما النتيجة بعد هذا أيها القادة الإسلاميون الأمجاد ؟ معارضة تشترك في مؤامرة الصمت على ثروات المغرب المنهوبة؟ معارضة تتبنى آخر إصدارات خطابات وقيم الدولة ؟ معارضة تنتج خطابا يحاصر ممارستها الرافضة للظلم وكل مضامينه من استسلام وتحوير ؟ أهذه هي المعارضة ؟ أعلم انكم لا تلتفتون لصوت الجماهير العريضة وتظنون أنهم أناس يبيعون أصواتهم للأعيان ،وتعولون على أرصدتكم من الموظفين من الطبقة المتوسطة المنخرطين في العمل النقابي وأغلبها أناس لا يلتفتون سوى إلى المبادئ التي تحفظ خبزها من الزوال ، ولا تريد قيادة الواقع نحو التغيير بل رواتبها نحو الارتفاع وعطلاتها للتوسع على حساب المواطنين حتى أصبحت مؤسسات الدولة جمعية خيرية لرعاية ذوي الضمائر المضمرة . هل تعون يا حملة الرسالة أنكم أصبحتم كالأشباح التي لاتملك سوى سمعة مخيفة للأطفال ورجال الأعمال الأجانب، تنتقدون مشاريع نهب المال العام وتصرون على رفضها بحناجركم وتشهدون التصويت على الكارثة ولا تفعلون شيئا سوى الاعتذار بأنكم أقلية وكأننا انتخبناكم وتعاطفنا مع حزبكم فقط للتصويت ، تذكرون كم من الناس ظلمت من صمتكم بعد تمرير قانون الإرهاب بعد جريمة 16 ماي2003 المؤلمة؟ مئات الأسر تخطف أبناؤها ظلما وانتم صامتون بخبث كبير وتواطؤ أكبر ؟لماذا ؟ فقط لكي لا يحل حزبكم ؟ فقط لتظهروا للناس أنكم مسالمون ؟ بئسا لكم كيف تكذبون على الناس وتوهمونهم ان الدولة أرغمتكم على خفض عدد مقاعدكم في انتخابات 2002 ونحن كنا أغبى قاعدة حزبية في الكون وصدقناكم ببلادة لولا ان افتضح الامر مع الزمن وكشفت العورة التي سترها بن كيران و لم يخجل المخزن ان يكشفها للناس، ليس لإضعافكم لأنكم ضعفاء أصلا، ولكن لأنه تجاوزكم ولا يحتاج لخداماتكم بعد الآن . ماذا فعلتم بنا أيها الإخوة ؟ هل تظنون أنكم أقنعتم الشعب بحجة "العثماني" الخالدة أنكم تدرؤون الفتنة بطأطأة الرأس للعاصفة ، أية فتنة ، في خيالكم أم حكايات الرعب التي يحكيها قاتدكم لشباب الحزب ليلزم الصمت، وما دوركم أيها الأبطال إذن إن تذودوا عن البلد نار الفساد ولو على حساب وجودكم السياسي أم أن بن كيران سيموت حسرة على تأثيثه الفاسي للحزب طوال هذه السنين؟؟ آلاسلام يدعو إلى الحق فقط في الظروف الملطفة؟ آلاسلام يدعو إلى طأطأة الرؤوس عندما يظلم الناس بدعوى اجتناب الفتنة ؟أم هي ترتيبات الأولويات في أصول الفقه ودرء المفاسد وجلب المصالح التي يحددها قادة الحزب كأنهم علماء زمانهم والقادة الملهمون وهل الإسلام أمركم فوق هذا أن تكرسوا الواقع الظالم الذي تدعون أنكم تتجنبون انتقاده درءا للفتنة أيضا ؟ إلى متى ستواصلون الاستمرار بإثبات أنكم مسالمون مقابل التسليم بالظلم والفساد؟ ماذا تعني لكم هذه الجماهير التي صوتت لكم والمتعاطفة معكم ؟ قوة انتخابية والسلام ؟ بل ماذا يعني لكم هذا الشعب الذي أنجبكم وتمثلون معارضته أي الضمير الحي فيه ؟ قتلتم هذا الضمير يا إخوتي . تحسبون انكم تملؤون فراغا في المعارضة و ما زدتم العمل السياسي في هذا البلد غير الإحباط، أصبحت المؤسسات متاهات لا يعرف المواطن أين هو نصيره من حكومة العائلات ،حتى ظننا أن حنجرة هوجاء ومسطرة قانونية لإلقاء الأسئلة لبرلماني نشيط هي أداوت استرجاع المظالم في البلد صبر على تفاهتكم أكثر من اللازم أهذا هو التوازن الذي تحدثتم عنه حينما أعلنتم لنا أول مرة عن مشاركتكم في العمل السياسي ؟ ماذا أنجزتم بها كل هذا الوقت الضائع من حياتنا في تصديقكم؟ * أصبحتم محاورين محترفين أمام الحكومة في البرلمان والتلفاز، ؟ * وجدتم فرص شغل في المجلس الدستوري وفريق عمل ادريس الجطو في الحكومة السابقة، أيتها المعارضة الواضحة الصريحة،؟ * تحصلون على بطاقة دعوة من القصور الملكية ،تظهرون باللحية والحجاب و عبارات اخلاقية في الهواء مباشرة * انضمام آلاف الوعود المؤلفة إلى انتظارات المواطنين ؟ * أنتجتم نوعا جديدا من مفاهيم وخيارات الاستسلام التي تفخرون أمام الدولة والشعب بأنكم ضمنتم بها استقرار الوضع الاجتماعي. * أنتجتم نوعا من المناضلين الشباب لا يحسنون التحدث سوى عن تاريخ الحركة الاسلامية وتطورها الايجابي في شكل حزب العدالة والتنمية ويقفون عند أول سؤال عن مدى جدوى هذا الحزب معارضة دامت أكثر من 10سنوات * أنتجتم لغة البكاء والعويل الدائم وتحرشات الدولة والأحزاب الأخرى ، معارضة "دونكيشوت" في رواية سيربانتيس. * أصبحتم كالشعب المستضعف الجاهل لدوره ، لا تتقنون سوى التشكي من القوى المتسلط المتآمر. هذه الأمة العظيمة أيها القادة الضعاف لا ترهن نفسها بظهوركم ، وتفاؤلها الدائم وأملها المتوقد لا ينعقد عليكم ولا يضيرها أن شبابا التف على فاشلين من أمثالكم فانتم بالنسبة لهذه الأمة المنتصرة على آلامها ، لستم سوى تراكم ضروري سيجتازه شباب الأمة وينعتقون مهما طال الزمن من القيود الايديولوجية والفكرية التي تربطون بها أنفسكم وتتحملون وزر الناس بالدعوة لها دون خجل وربها بجهل ربته كثرة المحاباة الأخوية فيما بينكم. ولكي لا أستثير فيكم خطابا مخزنينا وتتهمونني بالعدمية ، سأحكي كيف أصبح حلمي معكم ضائعا وكيف أن هذا البلد استحق أكثر منكم بكثير. * كنت أيها السادة أتمنى كما في كتابات "الريسوني" أن لا تعبروا عن قوة الإسلام في التغيير الايجابي في الحياة بل بقوة المسلم في التغيير الايجابي الحياة والفرق الكبير كالفرق بين أن ينجز جبرائيل المهمة وبين أن ينجزها النبي صلى الله عليه وسلم ، فالأول ملك فطاعته مطلقة وقدرته كبيرة ولكن ليس له ذلك لأنه لم يدخل في قانون التغيير ،والثاني بشر وقائد يؤمن بالممكن ولا يؤمن بالمطلق، لذلك حينما أمر بالإسلام ليدعو له فقد بذل نفسه لأجل ذلك ولكن في حدود الممكن فنجح صلى الله عليه وسلم في ذلك في 23 سنة بين الدعوة ثم السياسة ثم التربية وإن كان حضور الواحد منهم متداخل في الآخر بحسب أهمية ونوعية كل مرحلة ، في بلدنا العزيز الإسلاميون بشر يريدون التغيير بلغة جبرائيل أي أنهم يتحدثون باسم الدين المطلق و-إن أنكروا ذلك- ولكن بقدرة آدمية ، وكي أوضح الفكرة أكثر : كنت آمل أن تحترفوا السياسة بضمير جرأة وشجاعة وعطاء المسلم وليس فقط بخطابات المساجد والأذكار والتي من المفروض أنها طاقة لتنمية قدرة الفاعل السياسي الإسلامي بدل تكون مسكنا أو عاملا غير أخلاقي لاستجداء الأصوات. * كان أولى تبعا لذلك أن تجهروا بخطبكم وشعاراتكم للنضال ضد البطالة والجوع و الظلم الاجتماعي ، لكن الأعمى لا يسترشد إلا بما تمليه عليه حواسه وليس مبادئه * كان أملي كبيرا أن تتبرؤوا من النخب السياسية التي يعرف بن كيران قبل الجميع انها فاسدة والآن يعلن بجهر أنه يسعى لودهم والتحالف معهم وهم يخجلون بنا ولازالوا إلى الآن يطعمون الحقد للحركة الإسلامية في شبيباتهم حركتهم الطلابية، بئس للمناصب الانتخابية وغيرها إن اضطرتك لذلك أيها الإسلامي الصالح * كان أملي كبيرا في قيادتكم وأطركم التي تملأ عين المشككين في موارد الحكة الإسلامية من الكفاءات ،في أن تعدوا ما استطعتم من القادة للأيام العصيبة القادمة وتنشئوا مؤسسات حزبية تعبر عن قدرتهم وطموحهم لا أن تنشئوا ولاءم الدورات التكوينية الفارغ والتي لا منهج لها سوى إتباع موضة العصر دون أن تدخل في إستراتيجية واضحة لبناة مؤسسة حزبية لها قدرة قيادية للتغيير أكبر من هاته الموجودة لتتحدث عن الأهمية الكبيرة للخطب الملكية، * ولأنكم إسلاميون كنت آمل أن تهدموا الصروح المبينة بين الوعود والالتزام بهذه الوعود بين الخطاب والممارسة بين المبادئ الصبر ومكابدة الخطر لأجل خلقتم من أجل وليس من أجل اللجان المشتركة المشكلة في البرلمان * وكنت آمل بقوة وخاب أملى أن تتجاوزوا أخطاء الحركة الإسلامية في المشرق وتكفوا عن العناء الكاذب والحمل الكاذب بمستقبل عاجل بالفرج ووجود الشر من أجلكم " كفوا عنا مراثيكم". قد يفكر البعض بضمي للجبهة الأخرى مادمت انتقد بشدة وقسوة جبهة المعارضة ، وكاني أقول أنه لا يوجد بديل ، الغرض أيها السادة هو التنبيه إلى أننا مهما انتقدنا السلطة فنحن معارضة ضعيفة فلذالك وجب الالتفات نحو صفوفنا والضرب بقسوة على أخطائنا دون هوادة فمن العدل أن ندين أنفسنا قبل إدانة من ندعي أننا بديلون عنهم.