كيف يعمل هذا الكرسي ؟!(1) "" كان مميزا جدا ما قرأته لابن تيمية رحمه الله عن حق المعارضة السياسية للأمة بكل التفاصيل التي نعرفها في المعارضة المدنية من المراقبة والمتابعة و النقد ومما قال بعد إيراد آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تلازم تعاملات المؤمنين فيما بينهم : "فلو قالت الأمة بالدين بما هو ضلال لكانت لم تأمر بالمعروف- في الآية- ولم تنه عن المنكر فيه" معارج الوصول ص 191. الدين هنا كما وضح "علي عزت بيكوفيتش" -في كتابه الثمين فكريا: -الاسلام بين الشرق والغرب- هو حياة المجتمع ككل، وذكر الدين بمعنى شامل هنا لعدم وجود أشكال التخصص في تلك الفترة بسبب بساطة البنية الاجتماعية عموما ، من رقابة و معارضة بالمعنى الحديث في القضاء ومجموعات الضغط المدنية وليس كالدين المجرد عند الغرب الذي يختصر في الصليب و صلوات الأحد وفرقعات خطب اليمين المتطرف. أي أن التنظيم سياسي في عصرنا مع باقي هيئات المجتمع التي تنكر الفساد وتثبت مفهوم "المعروف" بمقاصده تشكل جبهة قوية من حيث الشرعية فالقول النبوي مصداقا لذلك واضح: لا تجتمع أمتي على ضلال ، و هذا مثبت عندنا منذ 1400 سنة ونحن لم نجمع بعد على تشكيل دينامكية معارضة سياسية فعالة للتعاون والشراكة، وأصبحت الشراكات من هذا النوع بسبب الأمراض الإيديولوجية، مجرد تنسيقات أو تكتيكات عند قادة المعارضة الأذكياء ، و الكل يسعى إلى احتكار المعارضة ويتصور انه احتكار للمجد القادم من عطايا المخزن أو من ضعفه ، سواء من شارك في العملية السياسية أو ظل خارجها واحتفظ بلغة البيانات . ونسي كل هؤلاء أن حق المعارضة السياسية ليس وضعا ضعيفا في انتظار يوم الزواج بالسلطة وإنما هو "حق يمثل للأمة"، يجب على من يضع نفسه في موقف المعارضة أن لا يغفل عن ذلك وإلا فسيظل يعيش في جزر الأوهام التي يعيش فيها قادة المعارضة اليوم من كل ألوان الطيف السياسي المغربي. وبهذا يذهب إلى وجوب المعارضة كفرض كفاية كما في كلام ابن تيمية ، أي خاضعة للتنظيم لمن يهتم لها دون الإخلال بالحرية أو بصدق وجرأة المعارضة كإصلاح يستوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا لا ينطبق على الإسلاميين اليوم دون غيرهم بل على كل مسلم من أي حزب ما دام يستهدف الإطاحة بالفساد . والتساؤل المحرج هنا للإسلاميين في العدالة والتنمية ، بما أنهم يعلنون عن مرجعية الإسلام في السلوك السياسي وفي نفس الآن يبررون بنفس المرجعية هذا النكوص والتأزم، وبدل أن يصبح الإعلان عن المرجعية عامل قوة، أصبح عبئا في خطاب التسويف بينما تشتغل باقي الأطياف السياسية الأخرى بنسب متباينة جدا في مصدقتيها ، ولكن محتفظين بنفس القيمة الشرعية لعملهم في حال صدقهم، ومتحررين من الهالة التي وضعها الإسلاميون حول أنفسهم، أنا مقتنع بالعمل الإسلامي ولا أعتبره مأزقا في العمل السياسي، لأن هناك أبعادا تربوية إسلامية مستمرة في عمل المناضلين فردية وجماعية تبعدهم عن الفساد وتقترب بهم أكثر من غيرهم للإتقان، ولكن لا أفهم كيف أن العمل الإسلامي في هذا البلد، المفروض فيه أن يحرر الفاعل السياسي من الحصار هو مبرره لتفسير فشله السياسي: لماذا لا زلتَ في المعارضة- أيها الأخ - طوال هذه السنين؟ ج: لأني إسلامي ويرفض المفسدون الكثيرون بسبب ذلك أن نساند الملك في بناء الدولة . ولماذا لم تكسب الثقة و التعايش اللازم مع الدولة وباقي الأحزاب؟ ج: لأني إسلامي ، يخافون صراحتي وقوتي في إنكار المنكر. ولماذا لم تستغن عنهم بأغلبية مريحة من الشعب ج: يخيفونهم لأننا إسلاميون حسنا، بماذا خدمت الإسلام بدخولك بمرجعيته في السياسة . المفروض أنه طاقة تملأ تنظيمك ثقة بما تعمل لأجله، وإقبالا على الواقع بالإصلاح، و فيه من القيم والنور القدر الكافي لكي يجعلك قويا ومتقدما في إقناع الخصوم بتفوقك بنصرة الناس لك في المفاصل الانتخابية المبادرات المفروض أنها تملأ برنامج عملك السنوي وليس برنامجك الإعلامي السنوي . أنتم أبناء الحركة التي أقتنع بأني أومن بفعاليتها ولكن بشكل غير هذا الذي أتأسف له، ولذلك سندخل الدوامة ولو تخيلا، درءا عن تهمة أن يداي بعيدة عن العصيدة الحامية التي تصيب أيديكم، وآمل أن تكون العصيدة واقع المعارضة المغربية وليس الإسلام كما تجيبون دائما . -1إلى متى تقف هكذا مبررا و مدافعا عن وجودك في العمل السياسي في موقع الرقابة؟ -2لماذا على الأقل لا تضع حدودا واضحة لخوفك، بسبب أنك إسلامي، ماذا ستخسر ؟ -3فسر لي كيف تحول كرسي المعارضة في عهدكم إلى قاعة انتظار، ينتظر الشعب الإفراج عن ثقة الدولة بكم ،لتفرجوا عن الكفاءة الكافية لإدارة المعارضة ؟ -4هل يمكن أن أستفسر عن مدى تمييزكم للدفاع والهجوم ؟ -5إلى أين سينتهي المطاف بالجواميس، إن لم يعبروا بحيرة التماسيح، لإكمال الهجرة المقدسة؟ هذه أسئلة تشغل من يحاول بجدية أن ينخرط في العمل السياسي ذي المرجعية الإسلامية، و الأمر قد يطول لإيجاد أجوبة واضحة تفحص تجربة العدالة والتنمية، والإنصات بتركيز كبير لقادته وكلما ارتفعت حرارة خطابهم ينقص هامش الإقناع ويُنكس الرأس حرجا من عدم الرغبة في متابعة قصص يحكي مثلها رادكاليو اليسار، لكن قد تشجع نفسك بكلام "عبد العالي حامي الدين" الشاب الذي يملأ خطابه شبابا ويحاول جاهدا أمام البعيدين عن الحزب أن يجنح إلى خطاب أكثر علمية وموضوعية، وبقيت كلمة قالها للتوكل على الله وحسم الاختيار " مارسوا السياسة داخل الأحزاب واطبعوا بشخصياتكم عليها إصلاحا وتطويرا" سبق أن سمعت هذا الكلام من أستاذ عزيز في فترة الثانوية ويطبع أناسا مميزين في أي تنظيم و أي عمل في المنافسة الفكرية والسياسية و افتقدت هذه الميزة في تعليقات موقع هسبريس واكتفيت بأن لن أدخل لعبة الحرب البيزنطية السائدة في التعليقات وأعجب كيف ينساق لها الكثير من الأقلام التي أثرت بأسلوبها، لكنها كانت مساعدات مجانية لاكتشاف فكرة جديدة عن الأسلوب الذي اعرض اليوم به فكرة المقال . اللذين أعلنوا عن المرجعية الإسلامية وقرروا دخول اللعبة السياسية ، لا زالوا يحاولون الدخول على اعتبار أن موقعهم الذي اختاروه غير واضح، والحقيقة الظاهرة والمترددة على ألسنتهم أن المعارضة مفروضة وليس خيارا ، وأن المساندة النقدية خيار كان في سياق التوازنات، وبناء الثقة مع الفاعلين الذين ثبتوا العدالة والتنمية في خانة المتحكم فيه ، حتى أصبح كائنا مزدوج و مثلث ومربع ... الرؤية ،يمكن في الموسم الانتخابي الواحد أن تصنفه كيانا انعزاليا تحت شعار الابتعاد عن الفساد وفي العام القادم تجده بفضل منة السلطة أخا عزيزا لحزب الاستقلال في ائتلاف حكومي بدعوى كتابات علال الفاسي ذات المرجعية الإسلامية إلى أن يتأكد لعباس الفاسي تراجع العدالة والتنمية عن الاكتساح الشعبي ويعلن _ "بشجاعة عباس يضرب الذي الأخماس بالأسداس "في قصائد أحمد مطر_ أن الائتلاف مجرد نكتة تاريخية. يجب أن نصاب بحالة تشبه" الانفصام " لنفهم أكثر ، هذا ليس مصطلحا هجوميا ،هو أداة للمساعدة النفسية للفهم وله اسم علمي في حقل علم النفس ،لكن لما نلتزم بالأسماء؟ يكفي أن نشبع عنجهية غضب أحدهم بالمضامي. استسلم أحد الحالمين ل"الانفصام " وتخيل أنه دخل غمار السياسة والنضال في صفوف منخرطي حزب العدالة و التنمية وتصور نفسه داخل نقاش ايجابي عن الإسلام والسياسة، وكيف أنه في أريحية أخوية يتبادل أفكارا واضحة ومعتدلة عن مفهوم السياسة والحكم عند القدماء والمحدثين، وكيف ارتقى التفكير الإسلامي المعاصر من مرحلة "الشمولية" إلى مرحلة التخصص والتمييز الناضج بين القيم الإسلامية وبين الأحكام والشرائع التي هي من اختصاص المؤسسات الجامعة لحقوق الأمة وليس لطرف سياسي دون آخر في المجتمع المسلم...، استمرت رحلة التخيل الجميلة وسط الإخوة والمتعاطفين إلى أن دهمته شخصيته الواقعية بالسؤال الأول في مقدمة المقال . حاول صاحبنا الاستمرار في لعبة التخيل بكل صدق ويجيب : نحن حزب يحمل رسالتين، أولهما أنه ليس في الإسلام إقصاء وعنف بل تدافع ومنافسة لإنكار منكر الفساد و السعي نحو المصداقية والكفاءة التي نجهد أنفسنا للتربية عليها ضمن أجهزتنا التنظيمية ، وثانيهما مفروضة وواقعية نوضح فيها للناس والدولة نوايانا ببلاغة سياسية كافية في أدائنا وخطابنا وأنت والخصوم تسمون هذا ازدواجية، قل ما شئت لكن واجبنا يحتم ألا نترك الناس والدولة تضطرب وتثار من حولها الفتن عن نوايانا ،حتى لو تأخرنا في مسيرتنا ، والإخوة في البرلمان لا يدخرون جهدا في أداء وظيفتهم الأساس في البرلمان وهي الرقابة والمتابعة ، أعلم أنك ستعرض أحداثا "فقاطعته نفسه من الواقع بسخرية" أو من الشرع أن تنزل رأسك للعاصفة كلما حدث خطب ما " وأجاب واثقا طبعا، بل الكتابات الشرعية في ذلك أغنى من أن أجيبك " هنا سقط في الفخ ليواجه الرد التالي: السياسة كلها أزمات ،بل إن الارتقاء السياسي لا يحدث إلا بعد الأزمات الأكثر وقعا في المجتمع ، والحزب المعارض، الجدير بثقة الأمة هو الحزب الذي يخرج منتصرا بعد أشد الأزمات ، وأنتم تحكمون على أنفسكم بالهزيمة الأبدية إن واصلتم هذا الإعتقاد بأن الأزمة تواجه بالانحناء للعاصفة .لم يترك منطقه الواقعي بالجواب وليكمل حواره النفسي حتى صدم نفسه بالسؤال الثاني في مقدمة المقال. هل فعلا لديه ما يخسره ، واستجمع قوى المنطق داخل الحزب وأجاب في ثبات : سيخسر المغرب، نعم ما لا تراه وغيرك هو أن الحزب يقوم بدور أكبر منه على مستوى استيعاب شباب كان من الممكن أن يهوي بهم الفكر التكفيري إلى هاوية أخرى ، وما لا تعرفه أنت وغيرك أن الحزب مستهدف من أرباب المال وأصحاب الصفقات الاستراتيجة الأجنبية، لأنهم يعرفون ان حزبنا يريد للمغرب أن يتحرر منهم ،لذلك فهم في حرب دائمة معه، ويؤلبون المخزن عليه ويستعملون الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والأمنيين المستلبين ثقافيا وحضاريا ضده، ما لا تعلمه أنت وغيرك أن الحزب بالاضافة إلى عمله في هذه الجبهة التي يواجهها بكل شجاعة وحكمة ،يحافظ على أمانة انتظارات الناس من نوابهم في البرلمان، ومن المسيرين المحللين للجماعات المحلية ، باختصار أنتم لا ترون إلا جزء الجبل الأصغر الطافي فوق الأحداث أما الحمل الأكبر لا يظهر لأغلب الناس، لذلك نحن لا نواجه أخطاء الوزراء الكسالى فقط بمحاسبتهم في البرلمان ، بل أيضا نواجه الفساد الذي تضخم كالسرطان منذ تثبيت الاستعمار وعملائه لامتيازاتهم بعد الاستقلال. أعرفت الآن لماذا يتأنى الحزب ، أعرفت لماذا أيها المستعجل أي نوع من الأعداء نواجه ؟ وأنت والصحافة والمثرثرون لا تكفون عن الصراخ في وجه الحزب ليواجه مشاكل المغرب كله يجب أن يتجند لها ضد الفساد الضارب جذوره بقوة. ولذلك خطواتنا يجب أن تكون محسوبة ولا نعرف حجم الأخطار إن تهورنا وعرضنا البلاد لفتنة ما أو انجررنا لفتنة ما كالتي حاولوا جرنا إليها في أحداث كثيرة وكان أكبرها 16 ماي2003. قاطع نفسه بمرارة ولم يستطع إكمال التمثيلية التي طالما سمعها هو نفسه من مناضلي العادلة والتنمية ولكن لم يشأ أن يقاطع لعبته النفسية وسيكتفي بالرد الهادئ ليستمر نحو باقي الأسئلة فرد بابتسامة تخفي مرارة ما آلت إليه المعارضة قائلا: قبل أن انتقد بكائيتك عن هول ما تجدونه وما تواجهون وما تطيقونه وهذه البطولة الكبيرة في التحمل والصبر من أجل مغرب مستقر بفضل حكمتكم، لنجعل كلامنا يتسم بشيء من العلمية ولنضع حدودا واضحة لحجم غول الفساد الجاثم على المغرب منذ تثبيت نخبة اللصوص لامتيازاتهم على أرض المغرب ، هل تقصد فرنسا وتفويتات الاستثمار لحصري لها؟ هل تقصد رخص الصيد في أعالي البحار للنخب العسكرية وغيرها؟ هل تقصد مديونية المغرب وما ترتب عنها من التزامات لم يستطع المغرب أن يوفيها للبنك الدولي فيدفع مقابل ذلك من ثرواته و زيادة بئس الفقراء والامتيازات لأشخاص ومجموعات اقتصادية أجنبية ومغربية؟ هذا كل ما في الأمر ؟ أه نسيت وهؤلاء ليحموا مصالحهم أقاموا أغطية ثقافية بما يسمى بالفرانكفونية وسيطروا على الإعلام والمناصب الأساسية في الدولة، انتهينا من رسم معالم الغول أليس كذلك ؟ أه نسيت أيضا الجهل والأمية هو عدوكم أيضا الذي ظهر مع هذا الظلم الاجتماعي ، أظن أننا انتهينا من رسم معالم الغول الذي تواجهه المعارضة في مغرب اليوم ، أهنئكم .الواقع أقوى منكم ولتذهبوا للنوم و اكتفوا بالعمل على هذا النحو الذي تعملون عليه إلى أن تصل ساعة القيامة، وتصلون إلى تحقيق خمسة بالمائة من أمل الشعب فيكم ، في رأيي حزب العدالة والتنمية عبء كبير على المغرب أكبر من لوبيات الاستعمار الاقتصادي في المغرب ،لأنه يعمل في الإطار الذي يسمح به هذا اللوبي ويسمي هذا حكمة وقلة ذات اليد ، لنعطكم مثالا أيها الأبطال عن عقليتكم التي ستقودنا للهلاك الاجتماعي ونحن ونغني نشيد "القناعة كنز لا يفنى"، تذكرون سنوات أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات كيف مرت على حكومات أمريكا اللاتينية "فنزولا – بانما- البرازيل – هندوراس " كيف كانت المعارضة في مثل هذه البلدان؟ كانوا يواجهون سيطرة الولاياتالمتحدة وعملائها والمستفيدين من سيطرتها الاقتصادية على هذه البلدان بأمرين: -فضح المنهجية التي يتم بها القضاء على مقدرات بلدانهم، أي أن المعارضة تصبح وتمسي على شعبها وهي تعلمه كيف أن أملاكه تنهب ابتداء من إغراق بلادهم في المديونية ونهاية بالفضح اليومي للامتيازات التي تعطي للمجموعات الأجنبية النخب المحلية لتخليص الحكومة من عبء خدمة الدين العام ،كان كل منخرط جديد يدخل الحزب يتعرض لتكوين مكثف ويصبح قائدا في حيه يوعي الناس بالواقع و يخبرهم بأنهم أقوياء ويستطيعون رد حقهم إن انخرضوا في النضال السياسي حتى ينشأ جيش من المطالبين بحقوق يعجز بعهده الفساد عن مواجهته باستهداف القادة ، أخبروني ماذا يفعل المنخرطون بعد قبول عضويتهم في حب العدالة والتنمية ، هل أغلبهم من الطبقة المتضررة التي يتكلم الحزب باسمها أم يكتفون بأصحاب الرواتب الشهرية المتوسطة وتستمر العلاقة دعوات غلى لقاء القادة الملهمين ودورات تكوين يفوز بها المحظوظون و لا يتذكرون منها سوى الولائم ، أسمعتم عن فتية مراهقين من حزب العدالة تدفع الظلم الاجتماعي عن أحيائها الصفيحية ، أو تعتصم أجل الصحة المجانية لذوي الدخل المحدود دون اللجوء لارشاء المقدم وصياغة شهادة الضعف، كم كانت غيرتي شديدة حين شاهدت المعارضة في أمريكا اللاتينية تثقف مناصريها في حلقات شعبية فقط ليعش الشعب لحظة التغيير بكل طاقتة النفسية الجمعية و لغته موحدة مع لغة قادته وكيف أدركت أنهم قادمون على درب التقدم بقوة في المستقبل حين ينظم طلبتهم استجوابات شعبية لعملاء الولاياتالمتحدة المتورطين اللذين أعلنوا"توبتهم" عن مخططات سيطرة الشركات الأمريكية على اقتصادهم ، نعم عشرات الافكار التي تجسد المعارضة الشعبية الاعية ينفذها شباب تلك الاحزاب المعارضة وقادتنا أصبحوا متخصصين في تخفيض نسبة الأدرنالين في دماء شباب المغرب الذي أصبح يبحث عن بدائل خارج حدوده بسبب يأسه من -والأسلوب الثاني هو أن أي منصب رسمي تفوز به المعارضة سواء كان في رئاسة الحكومة أو رئاسة المجالس المحلية فهو مجال قوي لتمتين رسالة المعارضة ، وكان في البداية الثمن باهضا على حكومة بانما الصاعدة التي استرجعت مضيق بانما من الولاياتالمتحدة و دفع ثمن ذلك رئسها الصاعد حياته لذلك ،بعد صعود الحزب الجمهوي الامركي ، ونفس المثال يضرب في اغتيالات رجال المعارضة في فانزيولا اللذين ضحوا بحياتهم من أجل فانزويلا قوية وفعلا أصبحت كذلك بقوة المجتمع المدني الذي ساندهم امام بعض قادة الجيش اللذين كان يرضعون من فتات الرشاوى الأمركية وأرجع بكم إلى مؤلف مستشار الامن القومي المستقيل من ادارة جورج بوش. صحيح أن نموذج واحد للمعارضة لا يمكن اسقاطه في ظروف بلدنا ولكن دراسة عمل المعارضة في أمريكا اللاثينة درس غني للاستفادة لأنها بلدان تختلف فيما بينها في قصص نجاح المعارضة وهي الآن تجاوزت الكثير من اقتصاديات حتى دول غربية " مثال : البرازيل – فانزويلا" . خلاصة القول أن المثال في جنوب القارة الامريكية ليس مرتبطا بطبيعة الحركات اليسارية كما يتوهم اليساروين عندنا لأن اليسار هناك تجاوز فكر وممارسة الماركسية القديمة ويعمل بمبدأ النفعية القائمة على الكفاءة وتجسيد القيم الثقافية التي رجعت إليها المعارضة هناك فكانت عاملا قويا في تعاطف الشعوب . ومن لم يقتنع فله درس أغنى من ذلك في الثورات البيضاء شرق أوربا وفي ظروف أقسي من التي نعيشها في الحريات. في الحالة المغربية الفساد لم يجد من يقول فيه كلمة الحق بقوة، ببساطة العدالة والتنمية تخاف التضحية وتبرر بأنها "تحافظ على التوازنات" وهي كلمة تعلمتها عن الحسن الثاني رحمه الله ،و عرف أن هذه المعارضة لن تخرج عن طبيعة لغة الاستلام، ليس لأنه هو من صنعها كم تقول اليوم الشبيبة الاسلامية في المنفى الليبي و إنما لأن التدجين معناه هو أن تجعل خصمك يدرك أن العالم محدود وقواه محدودة والراعي هو مركز الكون وهذا هو مصاب العدالة والتنمية . المرجعية الاسلامية قوية كفاية لجعلك معارضا سلميا واعيا مناضلا غير مستسلم ومبدعا في معارضتك وشعبيا. لديك شعب يستكين للألم والضعف فقط لأنه لا يرضى للحلول الوسط ، و يعيش ضعيفا و مبتسما ، لكن إن أردته ستجده شعبا يجتمع على قلب رجل واحد ،يجتث الفساد ويصنع المغرب القوي ويسامح بكل سهولة وقد اعطى الدليل الكافي حين التف سنوات حول اليسار ليس لأنه يسار بل لأنه وثق في صدق النبرة الواثقة في قادته وهو مستعد ليقف مع من يعمل مجددا ولكن بضمانات حتى لا تعاد المأساة. لديك نظام حكم يتسم بقدر من الحرية والمرونة و التوازن وسيناصرك إن كان لديك منهج واضح وبرنامج محكم التنفيذ لتخفف عنه سنوات من محاولات الموازنة بين الأطراف الاقتصادية القوية ولن يحفل بك مادمت تستجدي تحالفه وتستقوي به فالقوي لا يرضى سوى بالقوى حليفا . ملاحظة: -نظرا لطبيعة القراءة السريعة في الانترنت فضلت التخفيف و تقسيم المقال لقسمين على أن أقدم النصف المتبقي من المقال في الأسبوع القادم . -بشأن جميع التعليقات الكريمة التي عقبت المقال: "رسالة من متعاطف مع حزب العدالة والتنمية إلى قيادته: كفوا عنا مراثيكم" http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=16566 أود شكر الجميع دون استثناء غير أني في ذلك المقال أو غيره لا أسعى للحصول على مدح أو ذم أحد، و أقدر الفكر القيم الذي غذاه في ذهني عدد من المعلقين مشكورين و مدعوين لإغناء و إنضاج النقاش في العمل السياسي الإسلامي ، أكتب وسأظل أكتب عن واقع العمل السياسي الإسلامي الذي هو مجال تعلم و مراجعة دائمين، وأشكر لفريق عمل هسبريس التزامهم باحترام جميع أطياف الفكر في نشر المقالات. [email protected] mailto:[email protected]