وسط إقبال لافت يعكس عمق ارتباط المغاربة بالقضية الفلسطينية وحرصهم على إبقاء الوعي بها حيا لدى مختلف الأجيال، شهد المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته ال30 بالرباط، توجها من الزوار لاقتناء الكتب الفلسطينية. وتنوعت الكتب المعروضة بين الروايات، والسير الذاتية، والدراسات السياسية والتاريخية، إضافة إلى كتب الأطفال، وسط مشاركة لافتة من دور النشر الفلسطينية والعربية، إلى جانب اهتمام واضح من المفكرين المغاربة بتخصيص مؤلفاتهم لموضوع فلسطين. روايات وأسماء بارزة من أبرز الكتب التي حظيت بإقبال، رواية "الشوك والقرنفل" ليحيى السنوار (الزعيم السابق لحركة حماس)، وكتب أيمن العتوم حول فلسطين وكتابات محمود درويش وغسان كنفاني، إلى جانب أعمال أدهم الشرقاوي وجهاد الترباني، التي قال ناشرون إنها من الأكثر مبيعاً. وقال بكر زيدان، ممثل الناشرين الفلسطينيين في المعرض الذي انطلق في يوم 18 ويستمر حتى 27 ابريل الجاري، إن "الطلب على الكتاب الفلسطيني ارتفع بشكل ملحوظ، وخصوصا الكتب التي تتناول الأسرى، وحرب الإبادة الجماعية في غزة". وأكد زيدان، أن "الإقبال يشمل مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال، حيث توجد كتب موجهة لهم، مثل قصة ريم وقصة أطلس فلسطين حتى تظل فلسطين حاضرة لدى الأجيال الجديدة". وأوضح زيدان أن هناك كتبا فلسطينية مهمة لم تحظ بالانتشار اللازم، مثل أعمال وليد الهودلي، وبهاء رحال، وإسراء عبوشي، ومنى بشناق. وشدد على أن هذه الأسماء "لها أقلام جريئة وصريحة" ويكتبون حول فلسطين، مضيفا أن التعريف بهم يتطلب جهدا واستمرارية حتى يتمكنوا من إيصال رسالتهم. إقبال على كتب فلسطين وتعرض الكثير من دور النشر من المغرب والخارج كتبا خاصة بفلسطين، سواء كتب قديمة بطبعات جديدة، أو كتب صادرة حديثا. وشهد المعرض إقبالا واهتماما كبيرين من الزوار لاقتناء رواية يحيى السنوار. وقال الناشر الأردني أحمد أبو طوق، مدير دار الأهلية للنشر والكتاب بالأردن، إن هناك طلبا على الكتاب الفلسطيني، سواء التاريخ أو الشعر أو الرواية. وأضاف أن الطلب على هذه الكتب شهد ارتفاعا سواء خلال هذه الدورة أو الدورة الماضية، بالمقارنة مع السنوات السابقة. وفيما يتعلق بالكتاب الأكثر مبيعا، اعتبر أن من بينها كتب غسان كنفاني ومحمود درويش، بالإضافة إلى الكتب التاريخية التي تتعلق بفلسطين، والسياسية التي لها علاقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بالإضافة إلى كتب عن تاريخ غزة. حضور مغربي داعم إلى جانب الإصدارات الفلسطينية، شارك عدد من المفكرين المغاربة في المعرض بإصدارات خاصة حول القضية الفلسطينية، مثل كتاب "أفهم القضية الفلسطينية، ليكون لي موقف" للكاتب المغربي المقرئ الإدريسي، والذي نفدت نسخه بالكامل في الأيام الثلاثة الأولى، بحسب المشرف على مؤسسته، حسن حميدي. كما قدّم محمد البكدوري كتاب "فلسطين محطات تاريخية وارتباط المغاربة"، ومحمد بنيس عمله "فلسطين ذاكرة المقاومات"، بالإضافة إلى إصدار خاص من المجلة المغربية للعلوم السياسية والاجتماعية تحت عنوان "غزة: الضربة القاضية". وكذلك هناك كتاب الحبيب الشوباني "المسألة اليهودية في عصر الطوفان"، وعدد خاص لمجلة أواصر حول "القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر، الأبعاد التاريخية والتحولات الجيواستراتيجية"، لمجموعة من الكتاب. ندوات وتضامن ثقافي وتخللت فعاليات المعرض ندوات ولقاءات سلطت الضوء على الفكر والإبداع الفلسطينيين، من بينها ندوة حول أنطولوجيا "شعراء غزة" بمشاركة الكاتب عبد اللطيف اللعبي والروائي ياسين عدنان، ولقاء فكري بعنوان "في الحاجة إلى إدوارد سعيد"، لاستحضار فكر هذا المفكر الفلسطيني العالمي، بالإضافة إلى لقاءات حول الإبداع الفلسطيني في مواجهة محاولات الطمس الثقافي من جانب إسرائيل. وأكد ناشرون أن المعرض شكل منصة مهمة للتعريف بالإنتاج الأدبي الفلسطيني، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى القراء العرب من خلال الأدب والفكر، وسط اهتمام واسع من الزوار الذين ينتظرون هذه المناسبة الثقافية السنوية لاقتناء هذه الكتب والتعبير عن تضامنهم مع فلسطين.