أخي الناخب أختي الناخبة: آن الأوان لإرجاع الأمور إلى نصابها.. آن الأوان لاستحضار أكبر غائب عن حياتنا السياسية، وأهم ركيزة لإقامتها.. آن الأوان لمعرفة الفاعل، الأنفع والأطوع، في خدمة كل قضايانا كبيرها وصغيرها، خطيرها وهينها، ومعرفة أنه الأقدر على خدمتها بجدية وإتقان.. آن لنا أن نعلم أن كل أعمالنا بحاجة إلى توفيق ربنا أكثر من حاجتها إلى جهدنا واجتهادنا فحسب، وإن كان لا بد لنا من الجهد والاجتهاد استجابة للأمر الإلهي.. آن لنا أن نعلم أنه يجب علينا أن نعبد الله في مساجدنا وبيوتنا وشوارعنا وأماكن أعمالنا.. و علينا أن نتوكل عليه في كل أعمالنا الدينية والدنيوية.. فيجب علينا العبادة والتوكل، لقوله تعالى: ((إيّاك نعبد وإيّاك نستعين)) وقوله: ((فاعبده وتوكل عليه)).. ويُستخلص من هذا أن (ما لم يكن بالله لا يكون، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله. وما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم). فعلينا أن تكون عباداتنا كلها لله خالصة ولأحوال الفرد والأمة حافظة من فتن الشبهات والشهوات.. وما دمنا في حملة انتخابية يتوقف عليها مصير الوطن لمدة ست سنوات على الأقل، يجب علينا أن نجعل صلواتنا وأدعيتنا لصالح الانتخابات وما قد تفرزه لنا من نتائج.. وفي هذا التوجه التعبدي القوة التعبوية المثالية القاهرة لحظوظ النفس، المفسدة للتنافس الشريف بين المرشحين من أبناء الوطن.. وتعتبر الصلاة والدعاء من أهم الشعائر التعبدية في هذا الشأن. قال تعالى: ((الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)).. فالبدء بإقام الصلاة بعد التمكين، لأهمية الصلاة في التأسيس وبناء ما بعد التمكين.. وهذا ما ذهب إليه المفكر الفرنسي إلكسيس كاريل في كتابه: (الصلاة) حيث قال: ((متى ضعف الدعاء في قوم وأهملت سننه كانت علامة على انحطاط القوم وعجزهم. فالمجتمع متى انصرف عن التعبد والدعاء أعد في نفسه مناخا لجراثيم الانحطاط، والاضمحلال، والضعف والعجز)). أخي الناخب أدعوك إلى الإكثار من الدعاء الصالح لهذه الاستحقاقات .