يوم الجمعة يوم عظيم عند الله قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها)) رواه مسلم.. ويوم الجمعة (12 يونيو ) الذي نحن فيه، هو يوم الواجبان الكبيران العظيمان.. واجب تعبدي راتب، أسبوعيا، وهو واجب صلاة الجمعة، التي يحرم على المكلف الذَّكر المقيم التخلف عنها، ووجب عليه تلبية ندائها لقوله تعالى من سورة الجمعة: ((يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا لذكر الله وذروا البيع، ذلكم خير لكم لعلكم تفلحون)). وواجب وطني طارىء، وهو واجب الاقتراع الانتخابي، لاختيار من يتولى ولاية الناس الصغرى في الجماعات والمقاطعات لمدة ست سنوات.. لهذا علينا أن ندعو بعضنا البعض للسمو بذواتنا إلى مستوى هذا اليوم العظيم لما تميز به عند الله وفضل على سائر أيام الأسبوع، ولما وافقه من واجبات وطنية تقتضينا أن نتعبد الله في هذا اليوم العظيم بأخلاق النصرة للخير وأداء أمانة التصويت والقيام بشهادة الحق لمن يستحق ونعوذ بالله من شهادة الزور.. أخي الناخب.. عندما تضع قدمك اليسرى على عتبة البيت خارجا.. وأنت تتلو دعاء الخروج الذي تعلمته من الهدي المحمدي.. والذي مما جاء فيه ((بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله)) وكذلك ((اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل، أو أزل أو أُزل، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل علي)).. وأنت خارج من بيتك ومردد لدعائك استحضر أن أهم الواجبات، التي تطلب لها عون الله وتوفيقه وتسديده، في هذا اليوم، صلاةُ الجمعة والتصويتُ لصالح الأمة.. فبادر في أول الوقت ولا يغرنك أنه موسع فيه اثني عشرة ساعة.. لأن المبادرة والمسارعة في أول الوقت تكثر السواد وتكون سببا في تزاحم مستحب لأنه يبعث برسالة تعبوية أخيرة إلى من تكاسل أو فكر في التقاعس بدون سبب.. أخي الناخب الذي هو الآن متقاعس.. لا تحرم نفسك ـ في هذا اليوم العظيم ـ من أن تكون عونا للأصوات النزيهة ولا تُسلم أهل الخير من أبناء وطنك الذين يخوضون اليوم معركة، لعلها شرسة، مع قوى الفساد.. لا تقل: هلك الناس وتعمم .. فما زال في الأمة خير كثير وأنت واحد من أهل الخير.. إلا أنك تموقفت سلبيا من الانتخابات، وأمثالك كثير خاضوا غمارها.. فقم والحق بهم وأضف صوتك إلى أصواتهم، وزاحم معهم الأصوات الفاسدة، حتى تضعف وتندحر، ويحفظ الله بك وبالمستدركين الفرصة على الأمة أن تضيع منها كما ضاعت فرص كثيرة.. واعلم أن الله لا يضيع عمل المصلحين، ولا أجرهم.. ((اللهم تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي وسدد لساني واهد قلبي واسلل سخيمة صدري)).