لا أعلم لماذا يحاول كل من يتزعم توجيه النقد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خارج تركيا ومن غير الأتراك الحديث عن أوهام واحلام وتكهنات في أذهانهم لا واقع لها في تركيا، ولا حقيقة لها بما يجري في تركيا من تطورات سياسية منذ تأسيس العهد الجمهوري عام (...)
إن المجال التداولي والشرعي والقانوني للحقوق والواجبات فيه بعض الفروق في الاستعمال، فيجعل ما يطالب به الإنسان له حقاً، بينما يجعل ما يطلب من الإنسان أن يفعله واجباً، فيقال للطالب أو العامل أو الابن واجب عليك أن تفعل كذا، ويقول من حقي أن أخذ كذا.
ولعل (...)
إن من أكبر نقاط ضعف المسلمين أمام الغرب، أنهم لم يتخذوا الإجراءات الضرورية في التعامل مع الغرب بعد الحروب الصليبية الغربية المتواصلة، إذ كان على المسلمين في الماضي والحاضر، وسواء كانوا دولاً أم علماء أن يرصدوا تحركات الغرب في بلادهم ونحو البلاد (...)
منذ صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948م[1]، والمسلمون يتفاعلون معه إيجابياً، فقد كانوا من أوائل الدول المصادقة عليه، وعلى كافة إعلانات حقوق الإنسان والعهود الدولية لحقوق الإنسان، مثل العهد الدولي الخاص في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية (...)
إن قضية حقوق الإنسان، وما يتصل بها من حريات أساسية، وإشكاليات تطبيقها وشمولها وانتشارها واستغلالها، من أكثر وأكبر القضايا التي تشغل الفكر الإسلامي في العقود الأخيرة، وهي مرشحة للازدياد في المستقبل، في ظل التوتر الدولي المعاصر، واتخاذ الدول الغربية (...)
على صعيد الأمة الإسلامية أقدم لكم بعض التوصيات للجهود الإسلامية في مجال حقوق الإنسان الملتزمة بالمقترحات التالية:
1. مواصلة الدراسات الشرعية التي تستهدف فهم الإنسان وتتفهم حقوقه الحاضرة والمستقبلية؛
2. العمل على إيجاد منظمة حقوقية إسلامية تعنى بحقوق (...)
إن ما نقترحه على المهتمين بالأمر أن يجري الإعداد الدولي اللازم لإعلان ميثاق عالمي لحقوق الإنسان تشارك في صياغته النظرية كل الدول المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد صياغة مشروع الميثاق، تعمل كل دولة عضو في الأمم المتحدة على دراسة هذا (...)
بالرغم من تبني العالم أجمع للميثاق العالمي لحقوق الإنسان، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948م، إلا أن الجهود النظرية العالمية لم تتوقف عن نقد هذا الميثاق العالمي، إما بسبب قصوره التاريخي ونسيانه للعديد من القضايا الإنسانية، أو بسبب (...)
لا تتوقف الرؤية المستقبلية في التأسيس لحقوق الإنسان وتفعيلها على التجديد في مفهوم الإنسان وحقوقه إسلامياً، وإنما وبنفس القدر ينبغي تجديد رؤية مستقبلية لمقاصد الشريعة وتفعيلها، فالعديد من الملاحظات العصرية أثيرت حول "علم أصول الفقه" وقدرته على تجديد (...)
إن ضمانات حقوق الإنسان في الثقافات غير الإسلامية لا تتعدى الآداب الاجتماعية والقوانين الحقوقية غير الملزمة مل لم تلجأ للمحاكم الرسمية، إضافة لما يمكن أن تلعبه منظمات حقوق الإنسان الغربية من دور تثقيفي في داخل مجتمعاتها، في المدارس الأساسية والجامعات (...)
الثالثة: الضمانة السياسية العادلة
الدولة العادلة ضامنة للحقوق الإنسانية في التعليم والتربية والتثقيف أولاً، ثم في صناعة الرأي الاجتماعي العام، الذي يحترم الحقوق ويقدسها؛ لأنها حرمات الناس ومأمنهم، فإذا وجد من ينتهك الحقوق فردياً واجتماعياً، ولا (...)
مفهوم الضمان في اللغة يدل على الكفالة، فيقال ضمن الشيء إذا كفله وكان له كفيل[1]، وبذلك يكون الحديث عن ضمانة تطبيق حقوق الإنسان وعدم الانحراف عنها، هو الحديث عما يكفل بقاء التمسك بالحقوق الإنسانية من الأفراد والمجتمعات والدول، وهي القطاعات التي تعنى (...)
التكليف تكريم للإنسان ورفع لمكانته بين المخلوقات الأخرى، ولعل هذا سبب أمر الملائكة أن تسجد لآدم عليه السلام؛ لأنها ستكون رسل ربها في حمل الرسائل الإلهية التكليفية إلى الإنسان المستخلف في الأرض، وحامل الرسالة يحملها لمن هو مكلف أن يعمل بها، فتكريمه (...)
لا يتم بناء التوازن الحقيقي والقوي بين الحقوق والواجبات إلا بالعقيدة الصحيحة والشريعة العادلة؛ لأن "عنصر الاعتقاد مؤيد قوي لعنصر الواجب في مفهوم الحق والحرية عملاً وتشريعاً، بما ينشأ عنه وازع الدين، وهذا كان أبلغ أثراً، وأضمن نتائج من الوازع السلطوي (...)
إن بحث الإنسان في حقائق الأشياء والتوصل إلى أنها مخلوقة وأنها متقنة ومسخرة له ونافعة لحياته، هو من العلم الدنيوي، وليس من العلم الديني ابتداء؛ لأن الإنسان يتفكر بها سواء آمن بالله تعالى وبما أنزله من كتب وعلم أو لم يؤمن، فالتفكير فيها ليس وحده علامة (...)
تعد المعرفة من أهم مميزات الإنسان عن مخلوقات الله الأخرى، ومن أهم المميزات التي يرتقي بها الناس درجات العلى بعضهم أعلى من بعض، بل وأصبحت المعرفة في العصر الحديث من أهم مميزات الدول، حتى أن الدول العظمى في تنافس معرفي مستمر، والسباق بينهم على (...)
الإسلام دين قائم على العلم، بل على الرسوخ فيه، والعلم نوعان: علم دنيوي وعلم ديني، ولكل واحد منهما منهجه وأركانه وأدلته، وكونهما نوعان لا يدل على أنهما خصمان، بل هما درجتين في الصعود المعرفي والعلمي، الأولى ممهدة للثانية، والثانية مكرمة للأولى، (...)
إن الانتقال إلى مرحلة العولمة واستغلال مواثيق حقوق الإنسان في إلغاء الثقافات الأخرى، قد بدأ مع الدعوة إلى نظام عالمي جديد، بثقافة واحدة هي الثقافة المنتصرة في صدام الحضارات، وقد ساعدهم على ذلك انتشار أجهزة الاتصال الغربية الحديثة، وبالأخص الفضائيات (...)
إن مصطلح العولمة من المصطلحات الحديثة، فقد بدأ استعماله في نهاية ثمانينات القرن العشرين الماضي، وشاع تداوله في العقد التالي، وهناك من يعيده إلى فترة الستينات من القرن الماضي، وهي تشير إلى العمليات الاجتماعية المتعددة الأبعاد بوصفها للتغيرات (...)
ماهية التوازن تتلخص في أن تجتمع الميادين الثلاثة الشخصية والاجتماعية والسياسية في حياة الإنسان بقناعة ومحبة ورضا، ودون إكراه ولا تصنع ولا نفاق، بحيث تشكل للإنسان حياة متطابقة ومتوافقة، فلا تختلف قناعاته الشخصية عن قناعات المجتمع الذي يعيش فيه وقيمه، (...)
يعيش الإنسان في حياته الطبيعية في ثلاثة ميادين حياتية وهي: الحياة الفردية والتي يعبر من خلالها الإنسان عن شخصيته وذاته أولاً، والحياة الاجتماعية والتي يعبر بها الإنسان عن القيم المشتركة بينه وأهل مدينته ثانياً، والحياة السياسية والتي يعبر بها (...)
إن النظرة العنصرية تؤدي إلى الحروب القومية والأهلية، وأنها من أبرز العوامل في تهديد السلم العالمي، وتهديد السلم الأهلي في داخل المجتمعات نفسها، وأن العلاج الناجع هو الأخوة الإنسانية[1]، المبنية على عقيدة دينية صحيحة، فالأخوة الإنسانية المنبثقة عن (...)
لم تعرف الأمة الإسلامية في كل تاريخها التمييز العنصري ضد أحد من الناس، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وبالرغم من أن المسلمين من أكثر الأمم تنوعاً عرقياً، ولغوياً ولونياً وقومياً وغيرها، إلا أنهم يشكلون أمة واحدة، لا فرق بين عربي وتركي، ولا بين (...)
الاستئثار بالثروة وآثارها
إن الانهيار المالي الذي يتعرض له العالم الرأسمالي المعاصر هو نتيجة حتمية لطبيعة النظام الرأسمالي؛ لأن جمع المال على الطريقة الرأسمالية ستؤول بأصحابها إلى الجشع والطمع والاستئثار، وهذا ما سيمنع المال من حرية الحركة، وحصره (...)
الاستئثار بالثروة وآثارها
للثروة والمال في الإسلام نظرة مهمة ومتميزة، وهي أن الثروة سواء كانت مالاً منقولاً أم غير منقول تعتبر جزء من قوام الإنسان في الحياة، فقال تعالى: "وَلا تُوتُوا السُّفَهَاءَ ءَامْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ (...)