غير بعيدِ عن "صهريج السواني"، أحد أبرز معالم التاريخ الشاهدة على عراقة حاضرةِ مكناس، ينتصب مدخل الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام) الذي شهد، الجمعة، حركية وإقبالاً استثنائيًا على "قطب الجهات"، حيث يكتشف الزوار ومختلف المهتمين بالشأن الفلاحي. "قُطب الجهات" استرعى انتباه عدد من زوار "ملتقى سيام 2025" باستعراضه منتجات مجالية ترابية تعكس تنوع وغنى الفلاحة المغربية، وفق ما رصدته جريدة هسبريس الإلكترونية خلال جولة لها بأروقة جهات المملكة الاثنتيْ عشرة. تثمين للمنتَجات الترابية في رواق يَستقبلُ زائريه بمصفوفة من المنتجات، أهمها زيت الأركَان كرمز للجهة التي تشتهر به، فضلا عن منتوجات الطماطم والبواكير، قال حسن أعساسة، رئيس قسم التنمية الاقتصادية بجهة سوس ماسة، إن "جهة سوس- ماسة تشارك في الدورة 17 للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس – على غرار سنوات مضت- لتعزيز قدراتها الفلاحية وإبراز مؤهلاتها وإمكاناتها"، مضيفا أنها "مشاركة تكتسي ثلاثة أوجُه متكاملة فيما بينها". وعبر "رواق مؤسساتي يقدم جميع المعطيات حول القطاع الفلاحي والمنتوجات الفلاحية بجهة سوس ماسة"، أكد أعساسة في تصريح لهسبريس أن "الجهة تشارك بحوالي 80 تعاونية مشاركة في المعرض بالرواق المخصص للمنتوجات المجالية، وكذا عبر المقاولات الناشئة الممثلة للجهة في الجناح المخصص للابتكار الفلاحي". وتابع قائلا: "الجهة قطب فلاحي مغربي ما زال يحتل المرتبة الأولى في تصدير الحوامض (65 بالمائة)، وفي تصدير البواكير والخضروات بنسبة 86 بالمائة"، كاشفاً عن "مشاريع لوجيستية واعدة وتثمين المنتجات الفلاحية في منطقة القليعة، بموازاة مشروع تأهيل ميناء أكادير لتحسين التصدير التجاري للمنتجات الفلاحية الترابية". "نَعرض منتوجات متنوعة مجالية، ونواكب التعاونيات التي تقوم بتسويقها، كما حاولنا ربط علاقات بين المهنيين من مدن وجهات أخرى بالمغرب أو دوليين مع الفاعلين المهنيين بالجهة"، يختم المسؤول الجهوي ذاته. تشبيك واستثمار بجوار ما جاد به فلّاحو سوس ماسة، ينتصب رواق جهة كلميم واد نون، التي تشارك في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس بهدف محدد وواضح: "تنمية القطاع الفلاحي وجذب الاستثمار الأجنبي"، حسبما أكده سعيد العبد، المدير الجهوي للاستشارة الفلاحية بجهة كلميم، التي تعدّ بوابة الصحراء المغربية. وقال العبد، في تصريحه لهسبريس على هامش مشاركتهم ب"سيام 2025′′، إن الأخير يتيح "فرص تشبيك استثمارية قوية في القطاع الفلاحي، باستحضار مقومات مناسبة وجد خصبة من أجل جلب الاستثمار الخارجي، سواء مستثمرين مغاربة أو أجانب، وكذلك عن طريق تعبئة مجموعة من المشاريع المدرة للدخل". ولفت المسؤول الترابي ذاته إلى أن "تنظيم رحلات ميدانية لفائدة حوالي 40 تعاونية ومجموعة ذات النفع الاقتصادي، واتحاد التعاونيات من أجل ضمان تسويق المنتجات المحلية (الكسكس والعسل، خصوصا العسل الدغموس)، مع استدامة الولوج للأسواق والحصول على سندات"، مسجلا أهمية "التركيز على التعاونيات لتنظيم وتثمين المنتوجات المجالية". تنمية قروية وإشعاع محمد شوقي، رئيس لجنة الفلاحة والتنمية القروية بمجلس جهة بني ملال- خنيفرة، قال إن "المعرض الفلاحي الدولي لمكناس بات ذا صيتٍ عالمي، وسط الإشعاع الدولي للفلاحة المغربية المميزة بتنوع وغنى منتجاتها المجالية". وحسب شوقي، تتأطر مشاركة جهة بني ملال- خينفرة، أولًا، بحكم أنها "جهة فلاحية بامتياز توفر حوالي 30 في المائة من المنتوج الفلاحي الوطني"؛ وثانياً لأن "هذا الملتقى يجمع ويضم خبراء وطنيين ودوليين من أجل تبادل الأفكار، وكذلك الخروج باستنتاجات ومخرجات من أجل بلورة مشاريع واتفاقيات تهم القطاع الفلاحي وتطويره واستدامته". مستحضرا شعار الدورة الحالية "الفلاحة والعالم القروي.. الماء في قلب التنمية المستدامة"، شدد رئيس لجنة الفلاحة والتنمية القروية بجهة بني ملال على "حيويّة الموارد المائية لأنه لا فلاحة بدون ماء". وأضاف "ما يمكنش نديرو الفلاحة بدون ماء، ولكن حنا في مساهمه ديالنا في هذا الجانب"، مشيرا إلى أن "الرواق يبرز كذلك المنتوجات المجالية الزاخرة بالجهة، التي يتم إخراجها بتعاون مع المديرية الجهوية للفلاحة وشركائنا في مكتب الاستثمار الفلاحي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ضمن تشجيع الفلاحة التضامنية بالعالم القروي". وخلص إلى أن "قطب الجهات شهد رواجا وإقبالاً نظرا لتعدد المنتجات المعروضة، سواء منها الحوامض أو البواكير أو المنتوجات المجالية مثل العسل أو الزعفران، الذي عرف إقلاعا كبيرا، خصوصا في إقليمأزيلال ودعَمَ الأوضاع المعيشية لعدد من الأسر وتعزيز الدخل الفردي". الفكرة ذاتها عبّر عنها محمد أزميزام، نائب رئيس لجنة التنمية القروية والفلاحة لجهة طنجةتطوانالحسيمة، مؤكدا، في حديث لهسبريس في رواق جهة الشمال، "أهمية ملتقى سيام في المساهمة في إبراز المقدّرات الفلاحية والترابية والمنتجات المحلية مع التعريف بالمشاريع الفلاحية المجالية". وأشار المتحدث للجريدة إلى "تنوّع المنتجات الفلاحية لجهة الشمال، مثل البطاطس والتوت و"الكاوكاو"، فضلا عن الحوامض وغيرها"، خاتما تصريحه بالقول: "الهدف هو المشاركة لمنح الإشعاع للمنتوجات الجهوية بالنسبة للمغاربة والزوار الأجانب كي تتمكن من اكتساب قيمة مضافة للمنتج الجهوي بما يصبّ في صالح الفلاحة الوطنية".