على صعيد الأمة الإسلامية أقدم لكم بعض التوصيات للجهود الإسلامية في مجال حقوق الإنسان الملتزمة بالمقترحات التالية: 1. مواصلة الدراسات الشرعية التي تستهدف فهم الإنسان وتتفهم حقوقه الحاضرة والمستقبلية؛ 2. العمل على إيجاد منظمة حقوقية إسلامية تعنى بحقوق الإنسان بعامة وحقوق المسلمين بخاصة وتعنى بمتابعة قضايا انتهاك حقوق الإنسان بعامة، وانتهاك حقوق الإنسان المسلم بخاصة، وبالأخص قضايا الاضطهاد التي يتعرض لها المسلم بسبب دينه أو عقيدته أو مذهبه، سواء كان التعرض داخل البلاد الإسلامية أو خارجها؛ 3. الاهتمام بكافة مواثيق حقوق الإنسان العالمية والنوعية والخاصة، ودراستها واقتراح التوصيات التي تحتاجها تلك المواثيق، وبالأخص في الجانب الروحي، وهو الجانب الذي تفتقر إليه غالبية المواثيق والعهود الدولية، بهدف تعويض الخلل الموجود في المواثيق الدولية؛ 4. تبني وجهات نظر إسلامية في حقوق الإنسان ومقارنتها ومقاربتها بالمواثيق الدولية المعاصرة والمستجدة، وتبادل الخبرات والتوصيات مع الراغبين في العالم، بهدف نشر المفاهيم الإسلامية التي تستهدف الإنسان في خطابها ومقاصدها؛ 5. توفير بنك معلومات عن أحول المسلمين في العالم، سواء كانوا أكثرية أو أقلية، بما يكفل متابعة حقوقهم الإنسانية؛ 6. تشكيل لجنان عمل منبثقة عن مؤسسات علماء المسلمين ومنظماتهم الإنسانية، لمتابعة القضايا الفردية، وتوكيل محامين للدفاع عن المسلمين المضطهدين والمسجونين لأسباب عنصرية أو دينية أو أي سبب غير جنائي عادل؛ 7. توفير إعلام إسلامي حقوقي إنساني يتعامل إعلامياً مع كافة القضايا التي تتابعها منظمات حقوق الإنسان الإسلامية، بمهنية أصولية وواضحة، ودون تدخل في شؤون تلك الدول؛ 8. العمل على إيجاد اتصال وتعاون كافة منظمات حقوق الإنسان العالمة والإسلامية وذات الطابع القومي في البلدان الإسلامية؛ 9. تشجيع الدراسات الجامعية والباحثين على دراسة قضايا حقوق الإنسان، وفق الأسس العالمية والدولية والإسلامية، وتوفير كادر كبير من العلماء المتخصصين في مجالات حقوق الإنسان، الحقوق الفكرية والدينية والثقافية، والحقوق الاجتماعية الأخلاقية والمدنية، والحقوق الاقتصادية والسياسية، وغيرها؛ 10. صنع مراجع علمية ومصنفات تجمع النصوص الحقوقية الإنسانية من نصوص الإسلام، وتعميم هذه المراجع والمصنفات في أماكن الحاجة إليها، وفي المكتبات العامة والجامعات والمؤسسات الثقافية، وتزويد المدارس بمنشورات تناسب أعمار الطلبة ذكوراً وإناثاً، لتوفير ثقافة حقوقية إنسانية واسعة؛ 11. عقد ندوات ومحاضرات لنشر ثقافة حقوق الإنسان بين المسلمين، وتوفير أئمة وخطباء ووعاظ يثقفون الناس في المساجد والدروس الدينية وفي خطب الجمع والأعياد والمناسبات العامة؛ 12. التوجه الفكري والثقافي نحو عولمة ذات طابع إنساني في كل المجالات.. هذه بعض التوصيات للجهود الإسلامية في مجال حقوق الإنسان، ولا بد أن المزيد والأحسن منها متوفر لدى علماء المسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي، فلا ينبغي الاقتصار عليها بحال، منبهين إلى أن الأوروبيين وهم يشعرون أو يعتقدون بالتفوق الفكري والثقافي، لن يتقبلوا سماع نظريات أو مواثيق حقوق إنسان غير المواثيق الأوروبية والعالمية إلا شكلياً، وبالأخص من العالم الإسلامي، وسوف يتهمون كافة الجهود الإسلامية بردات الفعل ضد الهيمنة الغربية، بل سيعتبرون مواثيق حقوق الإنسان الإسلامية نوعاً من الردة إلى الوراء والأصولية الثقافية، فلا زالت بعض المدارس الثقافية والإعلامية الغربية في مرحلة ترويج الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) في أوروبا وأمريكا والعالم أجمع، ففي هذه المرحلة لا يتوقع نجاح مخاطبة تلك العقول الغربية، فهي بحاجة إلى انفتاح عام على الإسلام، وليس انفتاح على حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية فقط. إن بقاء العقول الغربية الأوروبية والأمريكية مغلقة أمام فهم الإسلام، يعني أنها لن تنفتح على فهم حقوق الإنسان وحدها، وإذا أراد الغرب أن تبقى القيم العالمية هي القيم الغربية فقط، فلن يتم إيجاد تقارب حضاري من أجل ميثاق عالمي جديد لحقوق الإنسان، ينتفع بما في الثقافة الإسلامية من قيم إنسانية عادلة، فالأهداف الإسلامية ليست محصورة في ردة الفعل اتجاه الغزو الغربي لبلادهم، وإنما هم يحملون مسؤولية الشهادة على الناس بقيم الإسلام العادلة..