منذ اللقطة الأولى، مع انطباع العنوان على لقطة مقرّبة لفرو بنّي، يفصح “كلب” عن نبرة غير اعتيادية، تضعه في مكان بين تمرين الفيديو ووثائقي عالم الحيوان. موقع جريء كان، بلا شك، من بين أسباب فوز هذا الفيلم القصير، للمخرجة السويسرية المغربية (المُقيمة في (...)
المهرجانات، كالأفلام الصادقة، تضطلع بدور مهم، حين تضع مرآة أمام وجوهنا، فيرى المهنيّون والمراقبون والجمهور، كلّ من زاويته، حقيقة سينما بلده. الدورة ال17 (30 سبتمبر 5 أكتوبر 2019) ل”المهرجان الدولي للفيلم القصير المتوسّطي بطنجة” أسقطت ورقة التوت عن (...)
مع انطلاقة الفيلم، وقبل أن يتبدد سواد الجينريك، ينبعث صوت ملاك على الشريط الصوتي أنينا وتوجعات. هكذا يفصح الفيلم عن نبرة اللهاث والمعاناة التي تتكبدها الشخصية الرئيسية على امتداد مسار سيعود بنا، بعد فلاش باك طويل، إلى تتمة هذا المشهد الافتتاحي (...)
قبل أن نبدأ تسجيل هذا الحوار بثوانٍ قليلة، شرب هشام العسري قهوته في ثلاث رشفات، وأتى سريعاً على الماء ووضع القنينة الفارغة فوق الطاولة رأساً على عقب. حركات قد تبدو في الظاهر عادية، لكنها تقول أشياء كثيرة لمن يعرف عن قرب فتى السينما المغربية الذهبي (...)
بازوليني مؤلفاَ استثنائياَ بامتياز، ليس فقط بالنظر لشساعة الإرث الذي تركه في شتّى المجالات التي أبدع فيها من شعر وسينما ومسرح وأدب ونقد ومقالة سياسية، ولكن أيضا لأن الرجل كان يُجدِّد نفسه باستمرار، مما يجعل مهمة اختزاله في بضع جملٍ أو حصر أسلوبه في (...)
بازوليني مؤلفاَ استثنائياَ بامتياز، ليس فقط بالنظر لشساعة الإرث الذي تركه في شتّى المجالات التي أبدع فيها من شعر وسينما ومسرح وأدب ونقد ومقالة سياسية، ولكن أيضا لأن الرجل كان يُجدِّد نفسه باستمرار، مما يجعل مهمة اختزاله في بضع جملٍ أو حصر أسلوبه في (...)
بعد فيلمه الطويل الأول، "براق"، الذي نال عنه حصان الفيسباكو الذهب (بوركينا فاسو)، أنجز المخرج محمد مفتكر فيلمه الثاني "جوق العميين". يروي الفيلم طفولة ميمو إبان نهاية الستينات وبداية السبعينات، مستنداً الى عناصر من سيرة المخرج. من اللحظة التي يعلن (...)
نتحدث كثيراً عن جهابذة التمثيل والإخراج، لكننا نادراً ما نهتم بأسماء لمعت في مجال النقد السينمائي من طينة جان ميشال فرودون، الناقد والصحافي الفرنسي الذي كان وراء تطوير صفحة السينما ب»لو موند» عندما تسلم مقاليدها في العام 1995. ولا تزال مجلة «دفاتر (...)
«شمس حارقة» للمخرج الكرواتي داليبور ماتانيتش (41 عاما) هو من معدن الأفلام التي لا نخرج منها سالمين، لأنه يعتصر من قصة ذات أبعاد سياسة واجتماعية تركيبة غنية من المشاعر المتناقضة يستطيع بفضلها ملامسة جوانب جوهرية من تعقيد الشرط الإنساني. ذلك الشرط (...)
يبدو الناقد السينمائي السنغالي بابا ديوب معتمراً قبعة «ستيتسون» التي لا تفارق رأسه كراعي بقر خرج للتو من فيلم لفورد أو هاوكس. نقاط مشتركة عديدة بين الناقد الجيد وأبطال أفلام رعاة البقر. أولاها الجنوح إلى الوحدة الذي يميز شخصية كليهما، ثم دقة (...)
يندر في مشهد السينما المغربية أن يخرج علينا، هكذا من العدم، مخرج شاب بفيلمه الطويل الأول مثلما فعل هشام أمال مع «ميلوديا المورفين». حيث تتدرج غالبية المخرجين المغاربة الساحقة في سلك الأفلام القصيرة و/أو التلفزيونية قبل اجتياز امتحان الفيلم السينمائي (...)
قبل أن ينزل جينريك «أفراح صغيرة»، فيلم محمد الشريف الطريبق الطويل الثاني، تركّز أنيسة العناية نظرها في أعين المشاهد وفق لازمة الختم على إيقاع شفافية الحكي وانتفاء المسافة من الموضوع. اختيار يقول أشياء كثيرة عن روح هذا العمل الذي ينبئ، رغم هناته (...)
هذا الفيلم من طينة الأعمال التي تسكنك طويلا بعد المشاهدة، ليس فقط بالنظر لتغلغل معناه في عمق أسئلة وجودية وتسامي طرحه البلاغي إلى آفاق تعانق رحاب الوجودية، ولكن لأنه أيضا يتملك باقتدار مفتاح التناسق بين المضمون والشكل. أي كتابة تتخذ من عناصر الطبيعة (...)
« يستند تفسير الماضي على القياس مع الحاضر. وبدوره يغذي هذا التفسير طريقة فهمنا للحاضر»
أنطوان بروست
«تكسير حاجز الصمت»، العنوان الفرعي للفيلم الوثائقي الثاني لطارق الإدريسي، يقول أشياء كثيرة عن روح هذا العمل الذي يسعى لمقاربة الأحداث الأليمة التي (...)
حين نتحدث عن سينما الهواة، فإن الأمر يتعلق بممارسة السينما من باب «الهوى»، وهو درجة من درجات العشق العليا. وكل من يخبر أهمية العشق والشغف في العملية الإبداعية بصفة عامة، يدرك الدور الأساسي الذي ينبغي أن تلعبه سينما الهواة داخل المعادلة السينمائية (...)
المبدعون لا يموتون، هم فقط برحلون عن عالم الماديات نحو وجود أرقى وأرحب. كم أحبّ حين يخطئ أحدهم ويتكلم عن مبدع راحل بصيغة المضارع، وهذا ما ينبغي أن يُؤصّل بيننا كعادة لأن هؤلاء أحياء فينا بإبداعاتهم أكثر من بعض من يمشون بيننا ولا يتركون أثرا يذكر. (...)
قليلون كانوا يراهنون على أن يعتلي ميرجان بوشعيا خشبة قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات ويرفع النجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) أثناء حفل الإعلان عن جوائز الدورة الخامسة عشرة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم. عمل أوّل مدهش من هذا الشاب اللبناني ذي السّتة وعشرين (...)
مع انطلاقة الفيلم، وقبل أن يتبدد سواد الجينريك، ينبعث صوت ملاك على الشريط الصوتي أنينا وتوجعات. هكذا يفصح الفيلم عن نبرة اللهاث والمعاناة التي تتكبدها الشخصية الرئيسية على امتداد مسار سيعود بنا، بعد فلاش باك طويل، إلى تتمة هذا المشهد الافتتاحي (...)
لا شيء ينبئ بأثر الأفلام على النفوس أكثر من تلك اللحظة الدقيقة التي تلفح فيها "روتينية" العالم روحك وأنت تخطو خارج مبنى السينما. فإن استقبلت الكون كما تركته أو كما تخرج عادة من بيتك أو من العمل، وأنت لا تفكر في شيء غير ماديات الحياة اليومية أو عدت (...)
أولى تجليات الحداثة في «البحر من ورائكم» هو تلك المشاهد التي تنتفي فيها المسافة بين الشخصية الرئيسية والراوي والمتلقي. حين يهتف صوت «طارق» الداخلي (أدى الدور مالك آخميس بتماه ومجهود كبير خصوصا على مستوى كبح المشاعر الدفينة)، عندما يسأله المحققون عن (...)
ما معنى أن يكون مخرج ما ملتزما؟ لا شك أن استعمال هذا النعت في معرض الحديث عن السينمائيين قد تعرض، في السنوات الاخيرة، لاستسهال كبير من طرف جل الاعلاميين والنقاد. أن تلتقي شيخ عمر سيسوكو يعني الوقوف على حقيقة المخرج الملتزم وإعادة الاعتبار لهذه (...)
خرج تيميتي باصّوري أول فيلم إيفواري طويل هو «المرأة ذات السكين» سنة 1969. لكن شاءت الأقدار أن يكون هو فيلمه الأول والأخير بعد أن بلغ اليوم من العمرعتيا (82 سنة) في مفارقة أخرى من مفارقات سينما إفريقيا السوداء التي لا تنتهي. رغم ذلك، كان الفيلم (...)
صباح اليوم الختامي للدورة الرابعة عشرة لمهرجان السينما الافريقية بخريبكة التي شهدت احتفاء مؤثرا بإدريسا ودراوغو، كواحد من أفضل السينمائيين الذين أنجبتهم القارة السمراء، قمنا رفقة الصحفي السنغالي أبوبكار سيسوكو بلقاء معه. بصراحته و حماسته المعهودتين، (...)
من أبرز الملاحظات التي تسجل على فيلم «في انتظار بازوليني» للمخرج المغربي داوود أولاد السيد أنه يظهر تأثرا كبيرا بالمدرسة الإيطالية للسينما. ليس فقط من حيث التيمة التي يعالجها، بل وعلى مستوى أسلوب الطرح أيضا، حيث اتسم هذا الأخير بالواقعية إلى حد بعيد (...)