حين نتحدث عن سينما الهواة، فإن الأمر يتعلق بممارسة السينما من باب «الهوى»، وهو درجة من درجات العشق العليا. وكل من يخبر أهمية العشق والشغف في العملية الإبداعية بصفة عامة، يدرك الدور الأساسي الذي ينبغي أن تلعبه سينما الهواة داخل المعادلة السينمائية المغربية، ويتمثل أساسا في تطعيم المنظومة الإبداعية بحساسيات ورؤى جديدة تساهم في رفع التحديات الجمالية والفنية. ولعل التصور الواعي بهذه التحديات هو الذي يجعل من المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات اليوم، التظاهرة المرجعية الأولى على مستوى هذا التموقع في بلادنا. تصور يلمسه كل من حضر دورة من دورات المهرجان، أو تابع عن قرب نتائجه في السنوات الأخيرة، ينبني على مشروع يضع الثقافة السينمائية والنقاشات الفكرية في قلب البرنامج العام والاختيارات التنظيمية، سهر على تنفيذه على امتداد تسع دورات أعضاء جمعية نادي الفن السابع بسطات. في الحوار الآتي مع ضمير اليقوتي، رئيس الجمعية ومدير المهرجان الوطني لفيلم الهواة، نناقش خصائص وسمات سينما الهواة بالمغرب، ونتوقف عند منجزات المهرجان وكذا مكاسبه وإكراهاته، قبل أن نتطرق لمشروع خلق إطار وطني خاص بفئة الهواة. o انطلاقا من تجربتك طيلة دورات المهرجان التسع، ما هي أبرز سمات ممارسة السينما عند الهواة بالمغرب والمراحل التي قطعتها؟ n كما تعرف فإن مجال أفلام الهواة كان شبه مبهم قبل 2007. كل ماكان هنالك هو بعض التظاهرات التي كانت تٌنظّم، وأذكر بالخصوص مهرجان السينما المغربية بسيدي قاسم الذي فتح الباب لبعض الهواة ليعرضوا أفلامهم على هامش المهرجان، و تظاهرة «مواهب شابة» من تنظيم الخزانة السينمائية والمعهد الفرنسي بطنجة، بالإضافة إلى ملتقى السينما التربوية. لم نكن نتوفر على أي فضاء متخصص في سينما الهواة من منطلق الإبداع، ولم تكن هذه الممارسة كما هي الآن مشكّلة على هيئة شبكة تجمع المخرجين الهواة، وتهتم بانتاجاتهم وتضمن التنافسية بينهم وتحفزهم على إعادة الإنتاج إلى غير ذلك. بعد تأسيس المهرجان الوطني لفيلم الهواة انطلاقا من هذه التيمة المتخصصة والدقيقة، لا يشتغل على شيء آخر غيرها، كانت بعض الشكوك تراودنا في البداية: هل لدينا فعلا هواة سينما؟ كم عددهم؟ هل يواظبون على إنتاج الأفلام؟ لكن ظننا لم يخب، وترشح 34 فيلما منذ الدورة الأولى، فتأكد لدينا مع مرور الدورات أن هناك بالفعل عدد لا يستهان به من هواة السينما بالمغرب وعددهم يتزايد. كيف يمكن أن نصف مجال سينما الهواة اليوم في المغرب؟ أولا هناك إنتاج وطني مستقر يمكن أن نحصره ما بين 90 و120 فيلما باعتبار كل الأصناف التي تدخل في الهواية، كالأفلام التربوية وأفلام ذوي الاحتياجات الخاصة والأفلام التحسيسية وغيرها. داخل هذه الأفلام، هناك قسم كبير يشتغل على الإبداع الفيلمي بالدرجة الأولى، ويحاول من خلاله المخرجون أن يحققوا أعمالا تشبه أفلام المحترفين وهذه من سمات الممارسة السينمائية الهاوية المهمة بالمغرب. وقد خرج من رحم المهرجان الوطني بسطات مهرجانات عديدة، حيث أن هواة كانوا يتنافسون هنا قرروا أن يؤسسوا مهرجانات ببلداتهم، نذكر من بينهم تظاهرات الشاون وبن كرير وأيت ملول... هذا معطى إيجابي من جهة لأن المخرج الهاوي أضحى لا ينتج فيلمه من أجل مهرجان واحد، وحتى إذا لم يقع عليه الإختيار بمهرجان ما، تبقى لديه فرص أخرى لعرض فيلمه. الخصوصية الثانية هو التطور من حيث المضامين. كنا نشتكي في بداية المهرجان من كثرة الأفلام التي تشتغل على الجانب التربوي بالمعنى الضيّق للكلمة، وكنا نقول لمخرجيها أن الإبداع والمهرجان أرحب من أن نسجن أنفسنا داخل مواضيع وثيمات ضيقة. فقضايا المجتمع متعددة، والتعبير عن الخصوصيات الذاتية مفتوح على إمكانات لا متناهية، لهذا كنا نوجّه الهواة لينهلوا من شساعة التعبير الحرالمفتوحة أمامهم لأن سينما الهواة، كما تعلم، منفتحة على العديد من المجالات نذكر منها سينما التجريب والسينما الطليعية والسينما الهامشية وغيرها من التخصصات والتداخلات فيما بينها. الأفلام المترشحة للمهرجان متفاوتة المستوى، فيها المتطور والمتواضع والضعيف. هناك اختيار أولى يحسم في هذه الأمور ويدفع الهواة إلى تطوير مستواهم ليتم السمو بالإبداع. الفئة التي نبتهج لها هي التي استطاعت أن تحقق أفلاما جميلة جدا. أفلام تعبرعن خيال يدرك جيدا أن معنى ووظيفة الفن ليست هي نقل الواقع كما هو، ولكن تقديم نظرة ما خلّاقة انطلاقا من هذا الواقع. o هناك مخرجون شباب عديدون انطلقوا من سطات واستطاعوا أن يخطّوا مسارا متميزا في مسابقات وطنية ودولية، هلا وضعتنا في إطار منجزات المهرجان في هذا الجانب... n من أهم نتائج المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات هو أنه استطاع أن يبرز أسماء ولجت إلى مسابقة المحترفين، أي المسابقة الرسمية للفيلم القصير في المهرجان الوطني للفيلم. هذا جيد جدا ويفصح عن إدراك من جانب المؤسسة الرسمية أن الخيال ليس مشروطا بديبلومات أو إمكانات مادية، ولكن المعبر الحقيقي عن الخيال هو ما يبقى فوق الشاشة. هكذا قُبلت أفلام الهواة في المسابقة الرسمية بطنجة على امتداد ثلاث أو أربع سنوات، بل أكثر من ذلك، هناك فيلم «سا تورن» الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم، وقبله كان فيلم «نحو حياة جديدة» الذي لم يفز بجائزة، لكنه حضي بتمثيل مشرّف لأفلام الهواة. وهناك «وأنا» لحسين شاني، فيلم جيد شارك أيضا بالمسابقة الرسمية بطنجة رغم أن عرضه تم في ظروف تقنية سيئة. مع الأسف، في الدورة الأخيرة، لم تقبل أفلام الهواة رغم ترشّح أربعة منها. هذا اختيار من الإدارة الجديدة للمركز السينمائي، نحترمه، لكننا ينبغي أن نؤكّد أن الباب يجب أن يبقى مفتوحا أمام الإنتاجات الهاوية المتميزة ليستمر جسر التواصل بين الهواية والإحتراف. من بين نتائج المهرجان كذلك هناك حضور المغرب بشكل مستمر منذ ثلاث سنوات في أكبر وأول مهرجان دولي لسينما الهواة بإفريقيا وهو مهرجان قليبية في تونس. وقد تُوّجت الأفلام المغربية في مناسبتين بإحدى الجوائز الثلاث التي يمنحها المهرجان، من خلال «وأنا» لحسين شاني و»دمى» لمحمد الودغيري. هذه أمور إيجابية لم يكن لها أن تتحقق لولا مهرجان أفلام الهواة بسطات الذي أصبح مُخاطباً رئيسيا من خلال العلاقات التي تجمعنا بمهرجان قليبية. o ما هي المكاسب التي حققها المهرجان من الناحية التنظيمية؟ n تنظيميا، أعتقد أن المهرجان بحكم توجهه الواضح، وبحم التراكم الذي حققه خلال تسع دورات، استطاع أن يقدم نموذجا لتنظيم مهرجان من هذا النوع. أين يظهر هذا النموذج؟ أولا في تماسك البرمجة. لن تجد هناك فقرة مجانية مقحمة في البرنامج. كل الفقرات بما فيها حفلي الافتتاح والاختتام والمحترفات والنقاشات الفكرية والمسابقة تصبّ في اتجاه واحد وتعطي في النهاية تماسكا نعتقده ضروريا. ثانيا، وكما تعلم، لا يمكن أن تتقدم في التنظيم من دون أن تتوفر على موارد بشرية متخصصة أو ترغب في التخصص، بحيث لا يتركز العمل أو يتمحور حول شخص واحد، ويبقى الآخرون مجرد مساعدون، وهذا ما حاولنا أن نقوم به من خلال تقليد مهمات حقيقية لأعضاء الجمعية. من جهة أخرى، لم يكن من الممكن أن ينعقد المهرجان من دون إشراك أطراف أخرى كان أولها المجلس البلدي، قبل أن ينخرط المركز السينمائي ثم مجلس الجهة ومؤخرا المجلي الإقليمي. لدينا الآن أربعة ممولين رئيسيين، رغم التراجع الذي كان في دعم اللجنة الوطنية لدعم التظاهرات السينمائية، وتراجع دعم المجلس البلدي ومجلس الجهة، فإن المهرجان لديه حد أدنى يستطيع من خلاله أن ينعقد، ونتمنى أن يتطور الدعم حتى نضمن الاستمرارية. نحن نؤمن أن الفعل والنتائج هي التي تعطي شرعية ومصداقية للعمل وتجلب تمويلا من المؤسسات المعنية. o ما هي الإكراهات الأساسية التي يواجهها المهرجان؟ n الإكراهات تتمثل أساسا في عدم استقرار دعم المؤسسات، وهذا ما يخلق مشاكلا للمنظمين. نتمنى أن نتعرف بشكل مبكر على الموارد التي سنحصل عليها. هذا مطلبنا الأساسي. أن يتقلص أو يرتفع الدعم هذا نقاش آخر لكن المهم هو أن نتعرف على مواردنا في أجل معقول حتى نستطيع أن ندبرها بنوع من العقلانية، ولا نسقط في مغامرات غير محسوبة. نتمنى كذلك من لجنة دعم المهرجانات أن تعيدنا إلى مستوى الدعم الذي حصلنا عليه خلال إحداثها سنة 2013، لأن هذا مهرجان يحمل في أحشائه مشروعا ومن المقلق تجاهله أو اعتباره مثل مهرجانات أخرى ترتكز على خلق «الحدث» ولا شيء غيره. نحن نحمل مشروعا فكريا يسعى إلى ترسيخ ثقافة تهتم بالإبداع والهوية المغربية وقضايا المجتمع، في ظل الانفتاح على العالم وتشجيع الهواة على الإبداع ولا شيء غيره. o ما هي الخلاصات التي استنتجتها من خلال فقرتين مهمتين في رأيي هما الدرس السينمائي وبانوراما سينما الهواة للبلد الضيف؟ n هذه فقرات ذات جوهر فكري يغذي عقل المبدع الهاوي وتحقّق التماسك الذي تحدثنا عنه مع باقي عناصر البرنامج. الأساسي في الدرس السينمائي الذي أدرجناه في البرنامج منذ الدورة الثالثة هو أن يلاقي الهواة مخرجا سينمائيا محترفا ومعترفا به يقدم أمامهم تجربته ورؤيته الفنية. في هذا جانب مهم يتعلق بتناقل الشاهد بين الأجيال حيث يؤطّر مخرجا جديدا في كل دورة المخرجين الشباب من دون أن يكون أبويا في خطابه، ويتفاعلون بدورهم معه من خلال طرح الأسئلة والملاحظات حول ما يعرض عليهم، وفي هذا إغناء لمرجعياتهم ونظرتهم للأمور. الشق الثاني من النقاشات الفكرية يتمثل في بانوراما هواة بلد أجنبي. أدرجنا هذه الفقرة كذلك في الدورة الثالثة وكان الهدف من ورائها أن لا يبقى الهواة المغاربة يصورون أفلامهم في إطار تصور منغلق. هكذا يكتشفون ما ينتجه أقرانهم في بلدان أخرى وبأية وسائل وما هية المشاكل التي تواجههم. عندما قدمنا سينما الهواة بسويسرا في 2014 مثلا، اكتشف الهواة المغاربة باستغراب سينما مخالفة جدا، حيث تقترب أفلام الهواة بهذا البلد الغني من سينما الوقت الثالث ويطغى عليها توثيق الرحلات الشخصية حول العالم والتركيز على الاهتمامات العلمية وكذا سينما الترفيه عن النفس واقتسام تجارب مغرقة في الفردانية، على عكس المخرجين المغاربة الذين يسعون في الغالب إلى أن يؤكدوا أن لديهم قدرات توازي المخرجين المحترفين. قد يكون هذا إيجابيا لأنه يدفع نحو تجاوز الذات والطموح إلى الأفضل، ولكنه ينطوي على سلبيات عندما يقترن بمخرجين متسرعين. أما من لديه الاستعداد لسلوك الدراسة والقيام بتمارين ميدانية فلا عيب أبدا في أن يسعى لمحاكاة المحترفين. هذه السنة، كان لدينا موعد مع التجربة السينغالية. لم يكن هذا اختيارا اعتباطيا لأن السينغال دولة قريبة جدا منا على مستوى السعي إلى اكتساب وعي بأدوات الإنتاج السينمائي، والتعبير على القضايا المشتركة بين بلدان القارة الافريقية. اكتشفنا أن سينما الهواة في السينغال منحصرة بدكارومتركزة في أربع أو خمس جمعيات. كما أنها مكبّلة بإمكانات محدودة مما يجعل عدد الأفلام قليل نسبيا. لكن الأساسي هو أنها تُنتج داخل جمعيات وهذا معطى مهم نحلم بتحقيقه في المغرب. o هذا يقودني إلى سؤال حول النقاش الذي اختمر أثناء الدورات الأخيرة من المهرجان حول ضرورة خلق إطار وطني يوحد جهود الهواة بالمغرب. هل يمكن أن نقول أنه بلغ اليوم النضج الكافي من أجل المرور إلى الفعل التأسيسي؟ n فكرة تأسيس إطار وطني للهواة طرحت منذ الدورة ولكن الرصانة الفكرية للمتدخلين والمنظمين أجمعت على أننا يجب أن لا نتسرع، لأننا نؤمن أن التدرج غالبا ما يكون إيجابيا وينضج الأمور بإيقاعها الطبيعي. بالتالي، استمر النقاش على هامش الدورات الموالية، وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، فتحنا النقاش بشكل رسمي داخل جلسات مسائية في إطار برنامج المهرجان. وتقدمت جمعية نادي الفن السابع بأرضية حقيقية كمنطلق، لأننا لا يمكن أن نفتح الجدال على عواهنه انطلاقا من الفراغ. كان من اللازم أن يكون لدينا خطا ناظما واضحا منذ البداية. هذه الأرضية لازالت اليوم قيد الدراسة. كان المشاركون في اللقاء الذي نظم ليلة 1718 أبريل 2014 يريدون أن يخرجوا آنذاك بلجنة تحضيرية، فقلنا لهم أننا كمنظمون للمهرجان وللّقاء نفضل أن نتريث، لأن من الشروط الأساسية لإنجاح المشروع أن يكون داخل اللجنة التحضيرية أشخاص لهم تجربة ورؤية، ليس من الضرورة أن يكونوا من الأجيال السابقة، لكن ينبغي أن يكونوا على معرفة جيدة بالمشهد الثقافي والتنظيمات الجمعوية الوطنية حتى نتمكن من تقديم نموذج جيدا للإطار. وبالفعل، استمر النقاش خلال السنة الماضية داخل مجموعة مخصصة للموضوع على صفحات النيت، وظهرت أسماء جديدة على امتداد التراب الوطني انخرطت في الفكرة، وهذا شرط آساسي آخر. لأنه ولو كان لدينا تصورا جيدا، إذا لم نتوفر على عدد أدنى من الجمعيات والأشخاص المنخرطين في الفكرة فقد يولد المشروع ميتا. إذا هذا التريث كان إيجابيا وكان الجميع ينتظر أن تأخذ سطات المبادرة على اعتبار أنها أول جمعية اشتغلت على سينما الهواة كثيمة دقيقة ومن خلالها برزت العديد من الأسماء. o أين وصل النقاش اليوم وما هي آفاق المشروع؟ n خلال هذه الدورة، برمجنا لقاء من أجل الخروج بلجنة تحضيرية وقد تميز بنقاش مفتوح حول بعض المشاكل التي قد تحدث في سير هذا المشروع، وكذلك بعض التوصيات، واختتمناه باختيار لجنة تحضيرية يوكل لها مهام إعداد أوراق الجمع العام التأسيسي: التوجه الثقافي والقانون الأساسي وإن أمكن القانون الداخلي، وأن تحضّر الشروط الموضوعية لعقد جمع عام تأسيسي يستدعى إليه أكبر عدد من الجمعيات والأندية المهتمة بالموضوع. الأهداف المسطرة في الأوراق تؤكد أن هناك حاجة ملحة لهذا الإطار، على سبيل المثال، هناك اليوم العديد من المهرجانات التي تهتم بالهواة وأخرى تمزج بين الهواة والمحترفين ولكن هناك تظاهرات لا تتوفر على أي تصور، وأكثر من ذلك، هناك أخرى لا دور لها سوى أنها تساهم في تقويض جهود التظاهرات الجادة. هذا سيضعنا يوما ما وجها لوجه مع تظاهرات تنبني على التباهي بنوعية العشاء المقدم في حفل الافتتاح أو «حجم» النجوم الذين حضروه وغيرها من الأمور المادية الصرفة التي لا علاقة لها بالتوجه الثقافي. من حق كل منطقة أن أن تنظم مهرجانا لكن البعد الثقافي والفكري الذي هو القلب النابض لكل تظاهرة، ليس بالسهل أبدا، وإذا لم يكن لديك أطر ومؤطرون يدركون هذا التوجه فلا يمكنك خلقه من فراغ. إذن من الضروري أن نعمل على التنسيق بين المهرجانات من أجل تلافي هذا الخطر، وأن نخلق فرصا لا يمكن لكل جمعية على حدة أن تحققها، على غرار تنظيم دورات تكوينية على مستوى عال وعلى امتداد السنة، والبحث عن إمكانات الإنتاج التي يمكن أن يضعها الإطار رهن إشارة الجمعيات. يمكن كذلك أن يوحد الإطار الوطني توجه الجمعيات ويصبح المُخاطَب الرسمي لدى المؤسسات المركزية المعنية بدعم الثقافة بشكل عام والسينما على الخصوص... وغيرها من الأهداف المسطرة في الأرضية. إذن هناك حاجة ملحة للإطار لكن الصعوبة تكمن في عدم تجانس فضاءات الإبداع الهاوي. لدينا هواة أشخاص وآخرون يشتغلون داخل جمعيات متخصصة في الإبداع الهاوي، وهناك جمعيات تشتغل على مواضيع مختلفة وتقحم في برنامجها سينما الهواة. هناك أيضا جمعيات تشتغل داخل دور الشباب، وأخرى ليست سوى فروع لجمعيات كبرى... تجميع كل هذه الجهود ومحاولة تنظيمها من خلال قانون أساسي موحد هو تحدي صعب، لكن مبدأنا الأساسي هو المرونة وإشراك أكبر عدد من أجل ضمان تأطير أوسع وخلق إطار وطني له مقومات متينة ومعالم قوة يمكن أن يدفع بالثقافة السينمائية في بلدنا نحو مستوى أرقى وأرفع.