أجمع المشاركون في المهرجان الوطني لفيلم الهواة، على أن الدورة الثامنة، التي اختتمت فعالياتها نهاية الأسبوع المنصرم، بسطات، لقيت نجاحا كبيرا بفضل التنظيم المحكم، والفقرات المبرمجة في هذه الدورة، التي أكدت أن هذه التظاهرة بات تشكل محطة أساسية لسينما الهواة في المغرب. عبد الحي العراقي ومحمد ودغيري قال أعضاء لجنة التحكيم وممثل الاتحاد الدولي للسينمائيين الهواة، فريد كرابير، إن المهرجان الوطني لفيلم الهواة، الذي تنظمه جمعية الفن السابع بسطات من أهم المهرجانات التي رسخت مكانتها المتميزة بين تظاهرات السينما بالمغرب بفضل جدية المشرفين عليه وبفضل فلسفته وتصوره الواضحين، ولما يقوم به من أنشطة ترمي في جانب منها إلى اكتشاف المواهب السينمائية والعمل على صقل تجاربها بالتكوين النظري والعملي وإتاحة فرص التلاقي والحوار المثمرين بين هواة السينما بالمغرب من جهة، والمحترفين وعشاق السينما من جهة أخرى . استمرار المهرجان رغم تقلص الدعم قال مدير المهرجان الوطني لفيلم الهواة، ضمير اليقوتي، في تصريح ل"المغربية" "رغم الصعوبات، التي واجهتها جمعية الفن السابع بسطات في تأمين الموارد المالية، التي استطاعت أن تجلبها للمهرجان في دورات سابقة، ورغم تأخر المجلس البلدي ومجلس جهة الشاوية ورديغة في الإعلان عن قيمة الدعم اللذين سيخصصانه للدورة الثامنة من المهرجان الوطني لفيلم الهواة، أصرت الجمعية على تنظيم الدورة دون التقليص من مدة المهرجان ومضامينة وعدد ضيوفه". وأشار اليقوتي إلى أن فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات، تميزت ببرمجة لقاء لتدارس إمكانيات خلق إطار وطني خاص بالسينمائيين الهواة. انتهى إلى ضرورة تأسيس لجنة تحضيرية في انتظار عقد الجمع العام التأسيسي. وبالإضافة إلى المسابقة الرسمية للمهرجان، التي شهدت مشاركة أفلام جيدة والمحترفات الخمس التي تميزت بتقديم مواضيع جديدة وإقبالا مهما للمشاركين كان لمنظمي الدورة لقاء مع المخرج رئيس لجنة التحكيم عبد الحي العراقي، ضمن حصة الدرس السينمائي، حيث قدم تجربته ونظرته للسينما. وتضمنت حصة عروض البانوراما عرض 13 شريطا سويسريا قصيرا للسينما غير المحترفة، تلاها في حصة أخرى لقاء مع فريد كرابير، ممثل الاتحاد الدولي للسينمائيين غير المحترفين، وممثل أفلام هواة سويسرا. الجائزة الأولى ل"دمى" محمد ودغيري اختتمت الدورة، بحفل تضمن كلمة مدير المهرجان وفقرة عزف على آلات وثرية لمجموعة ألكزار يترأسها توفيق حماني، ثم عرض الفيلم القصير "فوهة" للمخرج عمر مولدويرة، قبل الإعلان عن نتائج الدورة من طرف لجنة التحكيم المكونة من عبد الحي العراقي رئيسا، والأعضاء فتيحة مخلص، وعبد الرحيم العلام والمختار آيت عمر. وعادت الجائزة الأولى لفيلم "دمى" ( Dolls) من إخراج محمد ودغيري، والجائزة الثانية لفيلم "الراعية" من إخراج فاطمة أكلاز، والجائزة الثالثة لفيلم "الظرف" من إخراج مراد العبارري، وجائزة أحسن دور نسائي لماجدة أخاصي عن دورها في فيلم "دمى" من إخراج محمد ودغيري، وجائزة أحسن دور رجالي لعبد الغفور حاتم عن دوره في فيلم "اللوحة" من إخراج مصطفى فرماتي، كما نوهت لجنة التحكيم بفيلم "عرس الديب" لمحمد الهوري، وبسيناريو "bambino doll" لمنير علوان، وبمصطفى مقران عن دوره في "Cinta" لمحمد السملالي، وإكرام عشري عن دورها في فيلم "12" لمحمد خلال. من أجل تأسيس إطار وطني خاص بفئة الهواة من أبرز ما ميز فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان، برمجة لقاء لتدارس إمكانيات خلق إطار وطني خاص بالسينمائيين الهواة، شارك فيه 43 مشاركا منهم مهتمون بالمشروع وأعضاء ينتمون إلى 14 جمعية من 12 مدينة مغربية، ويتعلق الأمر بجمعية الفن السابع بسطات، ونادي أضواء سيدي مومن، ومجموعة أرتشوك بالدارالبيضاء، وجمعية الإبداع السينمائي ونادي التواصل السينمائي ببرشيد، ونادي الحياة السينمائية بالفقيه بنصالح، وجمعية دار الكرم بالقنيطرة، ونادي المنصور بالرباط، وجمعية ابن الهيتم للفن السابع بآسفي، وجمعية أضواء المدينة للسينما والشباب بأزمور، والنادي السينمائي بخريبكة، وجمعية أضواء المدينة بالجديدة، والجمعية المغربية للتربية على الصورة والتوثيق السمعي البصري بالصويرة، وجمعية الشباب المبدع بكلميم. انطلاقا من ورقة أعدتها جمعية الفن السابع بسطات تجمع كل ما تم تداوله في الموضوع في الدورات السابقة للمهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات، قدم مسير الجلسة عبداللطيف نجيب إطار عقد اللقاء وسياقه وهدفه وطريقة تدبير الجلسة، قبل أن يعطي الكلمة لرئيس جمعية الفن السابع بسطات ضمير اليقوتي الذي ذكر الحاضرين بسيرورة المشروع، منذ الدورة الأولى للمهرجان (2007). وأوضح أن الوثيقة الأرضية ليست إلا مقترحات وأسئلة تدفع بالمهتم إلى التفكير بشكل واسع في الموضوع، ويبقى الأهم من الجلسة هو إيجاد منهجية تبدأ بالإجابة على سؤالين أساسيين، هل هناك حاجة حقيقية لخلق إطار وطني لفئة الهواة ومن أجل أي أهداف؟ وما هي خطوات التي يجب إتباعها من أجل إنضاج المشروع؟ وأجمعت آراء كل المتدخلين عن أهمية الوثيقة الأرضية المقدمة من طرف جمعية الفن السابع بسطات، والحاجة الحقيقة لإطار وطني يجمع وينظم ويطور مجال الإبداع الفيلمي الهاوي بالمغرب. واعتبر المتدخلون الأرضية، التي قدمتها جمعية الفن السابع بسطات وثيقة تاريخية، لكونها تشخص وتقترح توجها وأهدافا واضحة لتأسيس الإطار الوطني، كما اعتبروا الأهداف الواردة بالوثيقة الأرضية شاملة وكافية لخلق الإطار الهادف إلى تشجيع حركة سينما الهواة بالمغرب وتنسيق عملها، وتأطير حركة سينما الهواة بالمغرب ضمن توجه ثقافي موحد ومتفق عليه، وتطوير سينما الهواة بالمغرب بخلق فرص العرض والتباري والتكوين، والبحث عن إمكانيات الإنتاج الفيلمي الهاوي لدعم الإنتاجات المحلية، وإمكانيات عرض الإنتاجات الهاوية المغربية ببلدان أخرى. كما يهدف الإطار إلى تجميع وحفظ ذاكرة سينما الهواة بالمغرب، ودعم المهرجانات الجهوية والإقليمية لسينما الهواة وهيكلتها بنوع من التكامل، والعمل من أجل الحصول على صفة إطار منتج لتمكين الهواة من الحصول على الترخيص بالتصوير، وخلق قنوات للتواصل المستمر بين المهتمين بالإبداع الفيلمي الهاوي، من خلال مجلة متخصصة وموقع أنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيع السينما الوطنية المحترفة المبدعة، وتمكين الهواة من التداريب، خلال تصوير وتوضيب وميكساج أفلام المحترفين، وربط المبدعين الهواة بمجالات سينمائية وفنية وثقافية أخرى. أفكار وتساؤلات لبلوغ الأهداف ولبلوغ هذه الأهداف طرح المتدخلون أفكارا وتساؤلات من أبرزها، ضرورة تحديد المستهدف من الإطار، الأفراد أم الجمعيات والنوادي؟ وجاءت بعض الاقتراحات لتوضح أهمية الجمعيات المحلية في هذا البنيان وكونها إطارات محلية تؤمن بالعمل وفق التوجه والقيم المتفق عليها. ومن بين التساؤلات الأخرى التي طرحها المتدخلون، ما هي الشروط التي يمكن وضعها للانخراط بالإطار الوطني الخاص بالهواة؟ وفي ظل أي توجه ثقافي يمكن أن يشتغل التنظيم المرتقب؟ وكيف يمكن العمل بتوجه ثقافي يحدده الجمع العام التأسيسي للإطار المشروع واحترامه من طرف جمعيات لها توجهات سابقة عن التأسيس نفسه؟ وما هو الاختلاف بين الانخراط في جمعيات ونوادي الإطار المشروع والانخراط مباشرة كسينمائي هاو في الإطار الوطني؟ وكيف للجمعيات المحلية أن تشجع الانخراط بها؟ و من هو السينمائي الهاوي؟ وردا على هذا السؤال هناك من رأى أن يكون كل من سبق أن اشتغل في أحد مجالات الإبداع الفيلمي على عكس من رأى أن يبقى حق الانتماء لسينما الهواة مفتوحا في وجه كل من عبر عن رغبة لانتماء والتحق بجمعية محلية أو الإطار الوطني. ومن أبرز الأسئلة التي طرحها المتدخلون هل يجب الاحتفاظ بتسمية سينما الهواة أم العمل بتسمية السينما المستقلة؟ وجاءت بعض المداخلات لتعتبر أن السينما المستقلة هي سينما محترفة تشتغل خارج نظام وآليات إنتاج بلد ما وأن مسألة التسمية تبقى ثانوية في هذه المرحلة من التفكير في المشروع. لجنة تحضيرية في انتظار الجمع العام التأسيسي واقترح بعض الحاضرين أن تشكل جمعية الفن السابع بسطات نواة اللجنة التحضيرية باعتبار مساهمتها القوية في بروز كيان هواة السينما بالمغرب وإعدادها للوثيقة الأرضية، وكان جواب ممثلي الجمعية بكون هذه الأخيرة مثقلة جدا بما تقوم به ضمن المهرجان الوطني لفيلم الهواة، الذي أصبح مكلفا جدا على مستوى المجهود، وبأن الوثيقة الأرضية التي اقترحتها تشير في ثناياها إلى أهمية الانخراط بالفعل لا بالمصادقة وتفادي التواكل والانتهازية. دعا البعض الآخر إلى الخروج بلجنة تحضيرية تعنى بالتحضير للجمع العام التأسيسي للإطار المرتقب، بينما رأى البعض الآخر ضرورة التريث من أجل إنجاح هذه الخطوة التي تعد لبنة أساسية في صيرورة المشروع. و في الختام تم الاتفاق على أن تستمر جمعية الفن السابع في قيادة الفكرة والتنسيق، ريثما تخرج لجنة تحضيرية إلى الوجود مع ضرورة خلق مجموعة تواصل على صفحات "الفايسبوك" وتوسيع النقاش مع كل المهتمين وربط الاتصال بجمعيات غير حاضرة سبق أن أبدت رغبتها في خلق الإطار نفسه.