الأستاذ مصطفى العلوي يكتب في الحقيقة الضائعة بجريدته "الأسبوع الصحفي" عدد 495/932 الصادرة في 02 ماي 2008 عن كتاب "والآن أتحدث"
غداة الاستقلال مباشرة، حدث اغتيال، كما يمكن اليوم أن يقع اغتيال (...) كان له أثره المصيري في تاريخ الانقسام السياسي (...)
كثيرا ما كانوا يطرحون عليّ هذا السؤال: لماذا لم يتم اعتقالك أو اغتيالك؟
وأعتقد أن هذا السؤال كان يحيرهم لأنهم يعرفون تاريخي النضالي، ويعرفون علاقتي برموز المقاومة، ويعرفون علاقتي الأخوية مع كل من:محمد الزَّرْقْطُونِي وإِبراهيم الرُّودَانِي وعَبَّاسْ (...)
بعد انسحابي من الحركة الشعبية خصصت وقتي كله للاجتماعات التي كنت أشرف عليها، وكانت تضم العديد من المقاومين من مدينة الدار البيضاء والمدن الأخرى، وكنا نعقدها بمنزل المقاوم حسن النكريمي ببوسيجور، وكان الهدف منها لمّ شمل قدماء المقاومين وأعضاء جيش (...)
بعد اغتيال الشهيد عباس لمساعدي وابراهيم الروداني، بدأ العديد من أعضاء المقاومة وجيش التحرير يعربون عن تبرمهم وسخطهم من الحالة التي وصلت إليها الأوضاع بعد سيطرة الحزب العتيد على مراكز القرار داخل الدولة، وكذا سيطرت العناصر التي سارت في ركابه على (...)
بعد رجوعهم من مدينة تطوان، وخروج البعض منهم من السجون، قرروا السيطرة على شؤون المقاومة وجيش التحرير بعدما استطاعوا التخلص من العديد من الرموز والقادة وتمييع العمل الفدائي، مستعينين بمرتزقي آخر ساعة المتعطشين لسفك الدماء.
ادعوا في اجتماع لهم بضيعة (...)
هذه الحلقة لم يرويها المقاوم حسن بلمودن بل الجزء الأول منها رواه لي القائد مصباح أحمد. أما الجزء الأخير فقد عشته عن قرب، لأنني كنت من سكان زنقة سان أندري دي كبزاك، قرب سينما شهرزاد أو كراج علال بالدار البيضاء.
حوالي الساعة الرابعة صباحا من اليوم (...)
لما فحصه حجاج لمزابي تفاجأ وتيقن بأن عباس لمساعدي فارق الحياة، علم عندئذ حساسية موقفه وجسامة الخسارة التي تسبب فيها، وهول الكارثة التي ستقع، فأمر منفذي هذه الجريمة الشنعاء بإبعاد جثته من قرية "تاونات".
وصل عباس لمساعدي إلى مدينة فاس يوم الأربعاء 27 (...)
لا يمكن لذاكرة المقاومين وأعضاء جيش التحرير نسيان اسم الشهيد محمد الناصيري أو عباس لمساعدي.
لم يستطيعوا تنفيذ خطتهم ورجعوا إلى مدينة الدار البيضاء. شارك في تنفيذ هذه المحاولة الأولى كل من: احمد الطويل، المدني "لاعور"، محمد بن سعيد أيت إيدر، محمد (...)
وسيجهضون بهذا استمرارية الكفاح الوطني ولن نتمكن من إتمام معركة تحرير المغرب العربي الكبير الذي بدأناه، وهذا سيسبب للمغرب إشكالية خطيرة لأن العديد من أراضيه ضمت للجزائر وربما نفقدها إلى الأبد إذ لم نحررها بسواعدنا نحن، وفي الأخير سأقرر إما تقديم (...)
"لو سلمتم لنا من قبل جزءا يسيرا من الأموال التي جمعها حزبكم باسم مساعدة المقاومة، لاستطعنا بواسطتها اليوم تمويل وتجهيز جيش التحرير، وحافظنا على كرامتنا، وكنا في غنى عن الذهاب لاستجداء الآخرين".
عند خروج المهدي بن بركة من السجن زاره عباس لمساعدي في (...)
ثم كانت المفاجأة المذهلة، فهذا الخمار لم يكن سوى مجرد عميل للاستعمار الفرنسي. ويعود الفضل في اكتشاف خيانته إلى عمه أحمد الميداوي، الذي كان رجلا وطنيا يترأس خلية في مدينة فاس، ويشرف على خلية ثانية في نواحيها.
فعندما رجع ابن أخيه من القاهرة مبعوثا من (...)
بعد أسبوع من لقائي مع عباس لمساعدي في مدينة فاس، توصلت برسالة منه بواسطة أحد الأصدقاء يقول لي فيها: "لقد اتفقت معك على شراء حذاء، فلا تشتريه فإنه ليس على مقاسك إلا بعد أن أخبرك".
بعد سفر المدني "لأعور" ذهبت عند محمد العمراني للتنسيق معه من أجل (...)
عندما ضحى عباس لمساعدي بأرضه
أطلق سراح إبراهيم التروس من السجن بعد أن حكمت عليه المحكمة العسكرية بالبراءة، وبعد أن أمضي مدة تسعة أشهر في السجن الاحتياطي، وكان معتقلا ضمن أعضاء منظمة "اليد السوداء". وبعد الإفراج عنه، استأنف من جديد نشاطه الفدائي؛ (...)
بعدما صعّد المقاومون من عملياتهم الفدائية، خطر ببال المستعمر أن المثقفين والتجار المغاربة الكبار لهم علاقة برجال المقاومة ويعملون على التخطيط لهم وتمويلهم، فقررت عصابة "أفيفال" ترهيبهم بإلقاء القنابل على مقر سكناهم ومتاجرهم، وبعد ذلك أقدموا على (...)
من مصادفات القدر أن محمدا الناصري، الذي سيعرف فيما بعد باسم عباس لمساعدي، مسقط رأسه "الزاوية الناصرية بمنطقة تامكروت بالجنوب؛ نزح والده إلى منطقة مولاي بوعزة واستقر بها وتزوج منها ورزق بولد سماه محمد وبنت، أي أن أم عباس تنحدر من هناك..
ترعرع الابن (...)
أنا أكره كل من يقول إن محمد الزرقطوني انتحر، والصحيح أنه ضحى واستشهد؛ فالانتحار هو أسلوب الجبناء الذين يكرهون أنفسهم ويكرهون الحياة ويقنطون من رحمة الله.
لكن الشهيد محمد الزرقطوني كان يحب الحياة ويؤمن بالله ورسوله، ويؤدي فرائضه الدينية، ويحب سماع (...)
فكيف تريد لهذا العمل الفدائي البطولي الذي دنس بالخيانة والغدر أن يبارك الله فيه، ولا أريد أن أتوسع في الحديث أكثر من هذا ولكن هذا هو الواقع وكفى.
في أواخر شهر يناير 1954 اتصل بي محمد الزرقطوني وأخبرني أنه تقرر طبع المنشور الثاني وأن سليمان العرائشي (...)
في يناير من سنة 1954، بعد عمليات السوق المركزي ومركز الطرود البريدية والقطار الرابط بين الدار البيضاء والجزائر، وبعدما اكتشف الفرنسيون عددا مهما من أعضاء المنظمة السرية منهم من اعتقلوه، ومنهم من نجح في الإفلات واللجوء إلى المنطقة الشمالية أو إلى (...)
ذات يوم سمعت زوجتي صاحبة البيت المشهورة ب"مولات الحليب" تتحدث مع "المقدم"، فأخبرته بأن حسن بلمودن لا يعرف عمله، فالناس تدخل وتخرج من شقته ليلا ونهارا، متسائلة: "هل هو فقيه وأنت لا تدري؟".
اسم "حسن السائق"
سافر محمد الزرقطوني إلى مدينة القنيطرة واتصل (...)
سألناه عن سعيد ولد الحاج عبد الله، والمحجوب التفنوتي، فأخبرنا بأنه لا أثر لهما، وبأنه ذهب فعلا عند سائق خليفة القائد علال الليموري فأكد له أنهما لا يوجدان في السجن، وأنه لا وجود في المنطقة لجريح أو قتيل.
في الغد، وعلى الساعة الخامسة صباحا، طرقت باب (...)
في الموعد المحدد توجهت إلى مركز المنجرة، رفقة محمد الرحموني، فوجدت في انتظاري كل من محمد الزرقطوني وعبد الله الصنهاجي وسعيد ولد الحاج عبد الله الذي أتي به الإخوان من مزرعة وادي "إيكم" لتوديع والده.
بعدما ودعنا محمد الزرقطوني وتمنى لنا النجاح في (...)
مع بداية العمل الفدائي، واجهتنا مشكلة خطيرة كانت ستذهب بكل جهودنا أدراج الرياح، وكانت ستنذر بالقضاء على كفاحنا المسلح، والسبب هو أن الفدائيين بمدينة الرباط قاموا بعملية تصفية لأحد الخونة؛ ولكنه نجا من الموت، فقام بإخبار الشرطة الفرنسية بأسماء منفذي (...)
في كل أنحاء المغرب شرع المواطنون في تكوين خلايا مسلحة للمقاومة، وتضامنوا وتعاونوا على البحث عن السلاح وجمعه وعلى تمويل العمليات الفدائية، كل المواطنين دون استثناء ساهموا في المقاومة، وكان لكل مواطن دوره.
"تأسيس الخلايا"
بعد نفي السلطان محمد بن يوسف (...)
إن جل المنظمات والخلايا الفدائية في كل المدن المغربية كان لها ارتباط بالمنظمة السرية، لأنها كانت الأساس في بداية الكفاح المسلح بالمغرب، وكانت المدرسة التي يستلهمون منها مبادئ التضحية والفداء، والقطب الذي يلتفون حوله، فكانت تزودهم بالتمويل والمعلومات (...)
بعد انطلاق أعمال المقاومة واعتقال وتورط العديد من المقاومين، بدأنا في تأسيس خلايا ذات تكوين هرمي، لا يتجاوز عدد أفراد الخلية الواحدة منها ثلاثة أو أربعة أفراد، والحد الأقصى هو ستة أفراد، يشرف على تسييرها وتوجيهها أحد أعضاء جماعة التسيير (...)