( وأنّ الشخصيّة المعروفة باسم بورخيس- هذا الأعمى العجوز ، صاحب العكّاز والابتسامة القاحلة- ليس إلاّ ممثّلاً إيطالياً من الدرجة الثالثة ، تعاقدوا معه قبلها بسنوات ليؤدّي هذه المزحة، وأنّه بقيّ أسيراً داخل الشخصيّة، مستسلماً في النهاية ليكون بورخيس (...)
( إلى حسن نرايس وحسن المودن)
(1)
بعد الإعلان المفاجئ عن تطبيق قانون الطوارئ الصحّيّ، الناجم عن التفشّي المهول لجائحة « كورونا «، والتيقّن من اقتراب حالة الإغلاق الشاملة، تهافت الخلق من كلّ حدب وصوب لاقتناء المواد الغذائيّة الأساسيّة من الأسواق (...)
دائما أبعد من النهار
أقيم في هذه المدينة المتوحشة، الآكلة لأرواح ولحوم البشر، التي لا تبكي على الإطلاق سواء من أجل نفسها أو من أجل أي أحد، منذ ما يناهز العقدين، ولم يحدث قط أن جادت الصدفة العمياء بلقاء الصديق محمد عنيبة الحمري نهارا.حسنا فعلت (...)
عبد السلام أزدام حالة إنسانية وإبداعية متفردة في المشهد التشكيلي المغربي، قوامها «أسطورة شخصية» تنهض على جدليتي الظهور والاختفاء على نحو إشكالي ومثير لتساؤلات مربكة. فبعد أن شغل المهتمين بمحطتين صباغيتين لافتتين، هما: «عتبات السراب» (1992) و«مدارج (...)
( إلى بشير قمري)
اسمي ميمون بن سوسان المذهّب ، ولعليّ آخر رسامي المنمنمات المغاربة الكلاسيكيّين المتبقّين على قيد الحياة .
بلغت من العمر أرذله وصرت واهنا مثل رمل قديم ، كما أني أقدمت في الآونة الأخيرة على إغلاق محلّي الخاصّ والمعروف بسوق « واقّا » (...)
في إطار تخليد ذكرى أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ أصدرت جريدة القاهرة عددا تذكاريا خاصا في 24 صفحة للتاريخ، يُخلد ذكرى صاحب الثُلاثية النابغ وبمشاركة من 50 كاتبا وروائيا من مصر والعالم العربي، من بينهم القاص المغربي أنيس الرافعي.
عزيزي نجيب محفوظ ، (...)
بيني وبين نفسي ، تساءلت على الدوام والفضول بين أضلاعي خافق : ترى ، ماذا يحمل صديقي حسن بحراوي في تلك الحقيبة ، حائلة اللون مهلهلة الجلد ، التي لايني يلقيها ، في الغدو والرواح ، على عاتق كتفه الأيمن؟ .
الحقيبة ذاتها ، التي أتصور بأنه يخصها بشغف وولع (...)
تمنح ترجمة أعمال الكاتب الياباني العالمي المعاصر هاروكي موراكامي تجربة مسلِّية من الطراز الرفيع، وفي الوقت نفسه فإنّها توسِّع آفاق الوعي بصورة مذهلة. فصاحب «كافكا على الشاطئ» يكتب بلغة بسيطة وحديثة، فيكتشف ويكشف أعطاب الحياة اليومية، ثم يحقنها في (...)
( إلى سعيد منتسب )
بالنسبة لرجل غامض مثله، كثير الانتقال من مكان إلى آخر بحكم طبيعة عمله، وشديد التمسك بسحنة الغريب لكون الإقامة تفسده، كانت الأيّام صورة فوتوغرافيّة بلا إطار.
حين أضحت المنازل المؤقتة التي كان يحطّ الرحال بها ، حاملا أثاثه الزهيد ، (...)
شاعرٌ فذٌ ورائدٌ من طراز وقيمة محمد عنيبة الحمري ، لا تجفُّّ صفحاته أو تضيع من كفِّه المحبرة. حُرَقُ الكلمات ألّمتْ به منذ ستينيات القرن الماضي عندما جددَ أنساغ الكتابة المغربية بديوان » الحب مهزلة القرون «، وهاهي ذاتُ الحُرَقِ، شأن كلّ من نذرَ (...)
( إلى حسن بحراوي )
الآنَ ، وبعدَ أنْ حلّ الأسوأُ الذي لم يكنْ في الحسبان . ?عتقدُ جازماً أنّ الشرارةَ الأولى لكلّ ما وقعَ لاحقاً ، انقدحتْ حينما خرجتُ إلى شرفة شقتي ببيجامة النوم ، لأدخنَ سيجارة .
صدقُوني ، كلّ المصائب التي سوفَ أُخبركمْ بتفاصيلها (...)
ترى، ما الذي يدفعُ مفكراً من قيمة وعيار عبد الله العروي إلى ترجمة نص مسرحي لكاتب فرنسي شبه مغمور، تدورُ أحداثه سنة 1519 في مدينة «بلة» الواقعة في إقليم قشتالة الاسباني . سؤالٌ يجيبُ عنه صاحبُ «الايديلوجية العربية المعاصرة» في معرض تقديمه لمسرحية (...)
«الذين لم يمسكوا قط آلة تصوير في حياتهم عليهم أن يفعلوا ذلك في حياة أخرى. آلة التصوير ، ذلك أفضل ما يمكن أن يشتريه المال » : على هدي هذه الجملة الابتدائية وما تضمره من احتمالات حكائية خصبة ومتشعبة ، يستهل الكاتب المغربي «المرتحل» محمود عبد الغني (...)
عن دار» العين « بالقاهرة (2013) ، صدر للقاص المغربي أنيس الرافعي كتاب قصصي ، تحت عنوان : » أريج البستان في تصاريف العميان « . يقع المؤلف الجديد ، الذي يعتبر عودة مظفرة للحكاية التقليدية و »مفاجأة « لكل من يدرج صاحبه ضمن تيار » التجريب « ، في 116 (...)
كيف حدث أني أحب كل ما يكتبه محمد بنطلحة؟
أحبه من مطلع «نساغ» حتى مفرق «الخسارات التي لا يفرّط فيها». أحب كل ما يكتبه وما سيكتبه حتى قال عني شاعر آخر من أصحاب »اليتيمات«: »ذهبت القصيدة بجزء من فتاها، لدرجة لم يعد للفتى من نفسه قطعة«.
كيف حدث كل هذا (...)
صدر ، حديثا ، للكاتب المغربي أحمد لطف الله ، مجموعة قصصية عن دار التنوخي ( الرباط ، 2011) ، تحت عنوان : « رباب من بياض « . يقع متنها في63 صفحة من القطع الصغير، ويضم بين ثناياه 15 نصا قصصيا ، كتبت داخل فضاءات مكانية مختلفة ، على مدى زمني طويل يقارب (...)
في يومياته المعنونة ب «مساءات غير عادية بعيدا عن بوينس آيرس»، يخبرنا الدون لويس، الملّقب في كل أرجاء المعمور ب «الحكيم الشاعر على نهج ابن المعّرة»، أنه حل ّ بمدينة مراكش سنة 1952 حلول العارف الذي أبصرها قبل أن يرتحل إليها، حينما كتب، بإيحاء من ابن (...)
عقب فوزه مناصفة بجائزة المغرب للكتاب، صنف العلوم الإنسانية والاجتماعية، عن كتابه: «إشكالية العقل والوجود في فكر ابن عربي: بحث في فينومينولوجيا الغياب»، التقت «الاتحاد الاشتراكي» الباحث أحمد الصادقي طارحة عليه سؤالي دواعي اختياره لموضوع مؤلفه (...)
في يومياته المعنونة : » مساءات غير عادية بعيدا عن بوينس يرس « ، يخبرنا الدون لويس ، الملّقب في كل أرجاء المعمور -» الحكيم الشاعر على نهج ابن المعّرة «، أنه حل ّ بمدينة مراكش سنة 1952 حلول العارف الذي أبصرها قبل أن يرتحل إليها ، حينما كتب ، بإيحاء من (...)
أقيم هنا في هذه المدينة، التي لا تبكي من أجل أحد، منذ أكثر من عشر سنوات ونيّف، ولم يحدث أن التقيت الصديق محمد عنيبة الحمري نهارا.
حسنا، فعلت الصدف. فالنهار للأصباغ والأقنعة. النهار للبلهاء ومشاهدي القناة الأولى. النهار كلب أجرب.
الآن، فهمت لماذا (...)
» العالم حروف مخطوطة مرقومة في رقّ الوجود
المنشور ، ولا تزال الكتابة فيه دائمة أبدا لا تنتهي «
ابن عربي
يعلّمنا درس ?مبرتو ?يكو ، أن » كلّ سرد هو تفكير عميق ومنظم بالأصابع « . أمّا الرواية ، أيّ رواية حديثة تراهن على المجيء من المستقبل بوصفها (...)
إلى ذكرى
عباس صلادي
سبب اللقاء الأول ، نبش الفضلات وسدّ الرمق . ومنذ تلك المزبلة العمومية الواقعة على أطراف مدينة مراكش ، لم يفترقا أبداً .
أطلق عليه عباس اسم » مينوش « ، وعدّه بمثابة ذلك الابن الذي لم ينجبه .
عباس الذي تلّف عقله ضبابة عمياء (...)
بعد مسار ممتد في مجال الترجمة لمتون مهمة في الأدب والسوسيولوجيا وعلم الأديان المقارن لكتاب من عيارعبد الفتاح كيليطو ومحمد الناجي وحسن رشيق ومحمود حسين ، يطل علينا الدكتور مصطفى النحال بمؤلف نقدي جديد ، صدر مؤخرا في 348 صفحة من القطع الكبير ضمن (...)
كانت ثمة شقة؛ شقة أولى.
كانت ثمة عمارة؛ عمارة أولى.
كان ثمة سرير؛ سرير أول.
وكان ثمة رجل؛ رجل أول.
الشقة كانت في العمارة. وفي السرير كان ثمة رجل.
رجل حقيقي، يحلم.
ستكون ثمة شقة؛ شقة ثانية.
ستكون ثمة عمارة؛ عمارة ثانية.
سيكون ثمة سرير؛ سرير (...)
من منطلق أخلاقيات المسؤولية ونبل الصداقة، أجدني ملزما بالقول بأن الإجهاز على برنامج ثقافي وازن ومرموق من طينة «مشارف» -الذي دأب بألمعية شاهقة، على إعداده وتقديمه الصديق المبدع والإعلامي المتميز ياسين عدنان على امتداد خمس سنوات، حفلت بالمفيد والثري (...)