عندما تشتد الأزمات و المشاكل الداخلية في بلد ما، يسعى النظام الحاكم عند عجزه مجابهة الأمور بجدية لمعالجتها إلى تحوير هذه المشاكل إلى الخارج و يأخذ في نهج سياسة الإلهاء. إلهاء الشعب و لفت أنظاره إلى ما هو خارجي لينسى مطالبه الأولى أو ينشغل عنها و (...)
بعد تصريحات الوزير الإسباني السابق في حكومة سباتيرو خوصي بونو، الذي تقلد حقيبة وزارة الدفاع سنة 2004 و رئيسا للمخابرات العسكرية و بعدها رئيسا للبرلمان الإسباني سنة 2008 و الذي قال بالحرف : أن المغرب جنب إسبانيا أحداثا دموية بتعاونه الأمني و أن أي (...)
استفاقت ساكنة جماعة أولاد فارس امزاب دائرة ابن أحمد اقليم سطات مساء يوم : الثلاثاء 27 دجنبر 2016 على وقع جريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر الذي تم طعنه بواسطة سلاح أبيض من طرف ابن حارس محطة الطاكسيات الذي وجه له طعنة غائرة على مستوى القلب (...)
السياسة كفن تسيير الشأن العام للمواطنين و كنمط للتدبير، لا معنى لها إذا لم ترتكز على الأخلاق وتمارس بتأطير من الأخلاق ، لهذا كان رهان تخليق السياسة رهان ضروري
الدول الغربية لم تبن ديمقراطيتها من فراغ و إنما بلغتها بعد صراع طويل مع الكنيسة و النبلاء (...)
كنتُ في مقالة سابقة، قد رويتُ قصة فيلسوف فرنسي يدعى "فولتير" الذي دخل سجن "لاباستيل" بسبب نقْده للحكومة، التي باعت نصف حمير وبغال الدولة، بسبب أزمة مالية خانقة، وكان رأي "فولتير" يقضي بأن يتم تسريح نصف الوزراء والبرلمانيين، بدل بيع دوابّ الدولة، وهي (...)
في المقالة السابقة، خاطبتُ "بنكيران" وذكّرتُه بأحداث جرت في بلاد العجم، كما أعطيته أمثلة من التاريخ الحديث والمعاصر، وركزتُ على مسؤولين كانت لهم مواقف شجاعة وجريئة وقت الأزمات، حيث طبّقوا سياسة التقشف على أنفسم وعلى وزرائهم قبل أن ينفّذوا هذه (...)
في "صحيح البخاري"؛ جزء: 02؛ حديث رقم: 3104؛ وهو حديث مكرر في الأجزاء الأخرى بصيغ مختلفة؛ عن موسى بن إسماعيل، عن جُوَيْرِية، عن نافع، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا، فأشار [إلى بيتٍ، أو مكانٍ، أو جهةٍ]، وقال: "هنا (...)
في سنة 1715 أُصيبت ميزانية الدولة الفرنسية بالإفلاس، نتيجة البذخ وأساليب التبذير وضخامة الرواتب التي كان يتقاضاها الوزراء والبرلمانيون، إلى جانب الفساد المالي والاقتصادي الذي استشرى في دواخل الدولة؛ فوقعت مظاهرات صاخبة في باريس، حيث تعذّر أداء رواتب (...)
عندما يصاب شخصٌ أو أسرة أو شعب أو أمة بمصاب جلل، فإن العواطف تطغى على العقلانية والحكمة وضبط النفس؛ فلا نملك إلا أن نواسي ونجاري المكلوم في أحزانه، ونتعاطى مع آلامه، بدل إسدال النصح، أو انتقاد السلوك، أو الحكم على ردود الأفعال الناتجة عن فداحة (...)
طيلة 50 سنة، وتركيا تطرق أبواب أوربا بلا جدوى، وتحاول أن تأخذ مكانا في القارة العجوز، عساها تعيد أمجاد حضارة السيف التي جعلتها تقف على حدود "النامسا" وتحوّل بلدان البلقان إلى برميل بارود، وهو البرميل الذي فجّر الحرب العالمية الأولى سنة 1914، وتحت (...)
التاريخ تيار متصل، لا يعرف الانقطاع أو الاقتطاع؛ والإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعي هذا التاريخ ويعي أنه يوجد "هنا والآن"، يعني المكان والزمان؛ و"الآن" تصبح ماضيا، ومن يَنْسَهَا بعدما سالت مع الزمن، قد ينتجْ أحداثَها مجددا ولجهله يبرر مآسيها، لأن (...)
من أين يتولّد عدم الاستقرار وما يصاحبه من بلبلة وفوضى واضطراب؟ بكل تأكيد، لا يأتي ذلك البتة من فراغ، ما دام لكل ظاهرة طبيعية أو اجتماعية أسباب، [ومبدأ السببية] هو من الثوابت في سائر العلوم، أكانت طبيعية أو إنسانية، ولا أخال عاقلا يجادل في حقيقة (...)
يزخر التاريخ بمآسٍ شتى، كان سببها الظلم والحيف والجوع والإهمال؛ قد أحتاج لكتابة مجلد كامل، إن أنا أردت استعراضها بشكل شامل ومفصل، ولا أعتقد أن مقالة في رقعة ضيقة بإمكانها استيعاب كل ما حكاه التاريخ في هذا الباب؛ ولكني سأعتمد الانتقائية في استعراض (...)
ليس من الضروري أن تلتقي "أبابكر البغدادي"، وتصلّي خلفه، وتنتظم إلى حلقاته لتصير داعشيا.. ليس من الضروري أن تذهب إلى سوريا أو العراق أو أفغانستان لتصبح إرهابيا.. ليس من الشروط أن تكون ذا خلفية دينية إسلامية أو من أسرة منحدرة من أصول عربية لكي تصير (...)
ويعيد التاريخ أحداثه، وإن كان لا يعيد نفسه؛ وبعد عملية "الزجاج المكسور" أي "كريسطال ناخت" الإرهابية التي طالت اليهود سنة 1938، بدأ اليهود يتساءلون عن مصيرهم، وصاروا يتفادون الخروج إلى الشارع، بعدما أُلصقت بهم كافة التهم، وحُمِّلوا مسؤولية ما يحدث في (...)
لقد عرفتُ من علماء التاريخ، من خلال قراءاتي لهم، بأن تفسير الأحداث يجب أن يكون مرتكزا على "المصلحة"؛ يعني البحث في من له مصلحة في هذه الأحداث أو تلك.. فيوم كان يراد التخلص من اليهود، والغجر، والسّلاف في أوربا خلال الثلاثينيات، كان لابد من أحداث تبرر (...)
يوم 04 نونبر 2015، قدّم رئيس الحكومة في "رومانيا" استقالته تحت ضغط الشارع، الذي كان يردد عبارة "اِرحَلْ" على إثر موت 40 شخصا في ملهى ليلي، نتيجة حريق شب في ليلة 03 نونبر.. ومعلوم أن رئيس الحكومة ليس هو الذي أضرم النار في الملهى، ولكن هذه هي سُنّة (...)
ما كان في نيتي الخوض في هذا الموضوع الغامض والشائك مثله مثل مواضيع أخرى عَلاَها ضباب الشكوك، ممّا فتح البابَ على مصراعيه للخيال الروائي، ودغدغ غرائز كتّاب القصص البوليسية، وألهم صناع الأفلام السينمائية، ما دامت الحقائق التاريخية قد غابت، فاتحة (...)
وفي هذا الجزء الثاني والأخير من هذه المقالة، سوف أعتمد "المسيرة الخضراء" مرجعا وإطارا، لنرى فيما إذا كان مغرب المسيرة وفيا لروح و"فلسفة" هذه المسيرة الخالدة في سياسته، وفي مواقفه، وفي كل ممارساته؛ وإذا كان الجواب بالإيجاب، فما هو الدليل على ذلك؟ لكن (...)
لا والله؛ ما أردتُ بهذه المقالة أن أقنع أحدا بما أقوله؛ لكنني أقوله لأن هذا ما رأيته في مجتمعنا؛ ومن يدري فقد أكون مخطئا في ما رأيت! وأول ما رأيته، هو أن الصحافة ببلادنا تقوم بالدور المنوط بها في قضايانا المصيرية، وقد تفوّقت في ذلك على السياسيين، (...)
بعدما انهارت سياستهم، وبارت بضاعتهم، خارت في العَقَبة حمارتُهم، وتبدّدت صفوفُهم، وتكسّرت على صخرة الواقع أنوفُهم، وبعدما أورثوا الأمة الهم والغم، وتفرقوا شيعا في الأصقاع، بدَؤُوا يخوّنون بعضهم بعضا، ويكفّرون بعضهم بعضا، ويتراجعون عما كانوا يسمونه (...)
لو دقّقتَ النظر جيدا، لألفيتَ بكل وضوح وجلاء أنه لا فرق بين الإسلاميين الملتحين، والعَلمانيين المتحزّبين المُرْد؛ [والأمْرد هو من لا لحية له].. فالملتحون يدافعون عن تعدد الزوجات، مع العلم أن تعدّد الزوجات يؤدّي إلى الظلم، بدليل قوله عز وجل: "ولن (...)
عُرِفت تقاليدُنا عبر العصور بالإنسانية، وعُرف دينُنا الحنيف بالرحمة، والصفح، والعفو عند المقدرة، بدليل قوله عز وجل: "والعافين عن الناس".. وكما هو معروف، فإن أحكام الزجر أو العقاب لا يصح أن تُنَفّذ في أجواء الأعياد السعيدة، وبذلك عُرف رسول الله صلى (...)
كم هو غريب موقف السويد هذا تجاه وحدتنا الترابية.. لو تعلّق الأمر بدولة يقودها المرتزقة أو الانقلابيون، لما رأينا عيبا في ذلك، ولما فاجأنا الموقف إطلاقا؛ لكن أن يصدر ذلك عن دولة ملكية عريقة، لها تاريخٌ مجيد، ومواقفُ إنسانية، وتوجهات سياسية حكيمة لا (...)
يوم ألقى القصف والدمار بآلاف اليهود على طرقات الهجرة الجماعية، منهم من احتضنته أسر أوربية خِلْسة، ومنهم من خُصّصت له سفنٌ لنقله إلى فلسطين السليبة سرّا، وإذا ما تعذّر على سفينةٍ الوصولُ إلى الأرض المغتصبة، كان يغيَّر مسارُها مؤقتا نحو قبرص أو إلى (...)