لقد عرفتُ من علماء التاريخ، من خلال قراءاتي لهم، بأن تفسير الأحداث يجب أن يكون مرتكزا على "المصلحة"؛ يعني البحث في من له مصلحة في هذه الأحداث أو تلك.. فيوم كان يراد التخلص من اليهود، والغجر، والسّلاف في أوربا خلال الثلاثينيات، كان لابد من أحداث تبرر ذلك، وكانت أول عملية هي حرق البرلمان في برلين، فامتدت النيران إلى المنازل، واحترق عشرات الألمان فأُلصقت التهمة بالشيوعيين اليهود، واتُّهم شابٌّ هولندي يدعى "ڤان ديرلوب"؛ فأُقيمت له محاكمة صورية على عجل، وأُعدم في الحال لطمس الحقيقة، وكان ذلك سنة 1934.. وفي سنة 1938، استُهدفت السفارة الألمانية بباريس، حيث هاجمها شاب يهودي يُدعى "هيرشل كروس باند" فقتل ديبلوماسيا ألمانيا يدعى "فون رات"، انتقاما لما يعانيه اليهود في ألمانيا، وكان وراء هذا الشاب منظماتٌ صهيونية، تعطي المبررات للنازية بواسطة الأحداث الإرهابية، وهو ما تلاه من اضطهاد وإجلاء لليهود إلى درجة أن النازيين بدؤوا يدمّرون الكنائس اليهودية، بدعوى أنها أماكن يستغلها الحاخامات، لتلقين الإرهاب اعتمادا على كتبهم الدينية؛ وهكذا دُمر أكبر كنيس في أوربا وكان يوجد في"ميونيخ"، ثم عُلِّقت على أبواب متاجر اليهود لافتاتٌ تقول "لا تشتروا، إنه يهودي"، وتلاه تسريح اليهود من كافة الوظائف.. أما بخصوص السَّلافيين، فإن النازيين دمّروا نُصبا للمدعو "غاڤريلوڤ براسيب"، وهو قاتِلُ "فرانسوا فريدينان" ولي عهد إمبراطورية "هانغاريا النامسا" سنة 1914 في "سراييڤو" بالبوسنة، وأقاموا نصبا تذكاريا لهذا الأخير، ومعلوم أن اغتيال "فيردينان" كان سببا في الحرب العالمية الأولى، إذ تدخلت روسيا عسكريا إلى جانب "صيربيا" وكانت من نتائج هذه الحرب، تقسيم دول، وبروز دول على الخريطة مثل "بُلونيا وتشيكوسلوفاكيا" وانفصال "هانغاريا عن النامسا"، واقتطاع "دانزيك" من ألمانيا وفصلها عن "بروسيا" تماما كما يحدث اليوم في الشرق العربي البائس.. من هنا تبرز صحة نظرية تفسير التاريخ من باب المصلحة؛ فكل حدث إلا وله أهداف لا شك في ذلك. هذا يجرنا إلى ما حدث في فرنسا في شهر يناير المنصرم، وما يحدث الآن في باريس، من عمليات إرهابية، دفع الفرنسيون الأبرياء ثمنها بأرواحهم، ليتحمّل العرب والمسلمون تبعاتها إلى ما شاء الله؛ وهنا وانطلاقا من مبدإ "المصلحة"، على العاقل أن يسأل: "منِ المستفيد يا تُرى من كل هذا؟" ليست فرنسا بالتأكيد؛ ففرنسا ستكون مجرد "محرقة"، وسيكون وقودُها العرب والمسلمين، والمستفيد الوحيد هو الصهيونية وصنيعتها إسرائيل؛ التي تلعب دور النازية اليوم.. فإذا كانت النازية قد استغلّت الفاشية وجيش "الإويز" المنفصل عن روسيا؛ فإن إسرائيل تستغل "داعش" وتوظف "النصرة" المنفصلة عنها.. فأحداث باريس يوم الجمعة 13 نونبر، أتت مباشرة بعد المؤتمر الصهيوني العالمي المنعقد يوم الأربعاء 21 أكتوبر 2015 في القدس الغربية، والذي برّأ النازية من دم اليهود، واتهم العرب والمسلمين صراحة، ثم تلا ذلك البيان، ما صرح به "نتنياهو" للرئيس الأمريكي "أوباما" في البيت الأبيض منذ أيام حيث اعترف بأنه تربطه علاقات شخصية وطيدة بزعماء "النصرة وداعش"، وذلك حفاظا على أمن إسرائيل كما قال، وليس مساندةً لهذين التنظيمين، والكل سمع ذلك مباشرة، إلا من كان لاهيا أو تافها، أو غير مبالٍ بما يجري تحت أنفه، وما أكثر هؤلاء! يوم كتبتُ أن "داعش" تخدم مصلحة "إسرائيل"، ولا علاقة لها بالإسلام والمسلمين، اتّهمني أحد الملتحين الأغبياء بالجنون، وتقبلتُها، لأنه حتى العالم "دالْطون" في القرن الثامن عشر عندما تحدث عن الذرة كأصغر جُزَيْء تتكون منه المادة، اتهمه بعض الجهال بالجنون، وأنكروا وجود ما يسمّى بالذرة، فأنصفته الحقائق العلمية بعد موته، وما أكثر الأغبياء والسذج على وجه البسيطة، وما أكثر الجهلة بدروس التاريخ.. إن "داعش" تلعب اليوم دور "الكَوْرَس الأحمر" أي "الأوركيسترا الحمراء".. كانت هذه المنظمة الإرهابية، ترتدي قميص الشيوعية ظاهريا فقط، كما ترتدي "داعش" اليوم عباءة الإسلام كذبا؛ فكان "الكَوْرس" يخلق المبررات للنازية التي كانت تزعم أنه عدو شيوعي، وكان كلما حدثت عملية إرهابية، كان يتبناها "الكورس" عنوةً للنفخ في قُوتِه، ولما انتهت مهمته، أُعدم زعيمُه "شولزي بويزَن" الإرهابي والعميل، وهو الدور الذي يلعبه اليوم "أبوبكر البغدادي" زعيم "داعش"؛ ويوم يكتمل المخطط الصهيوني الماسوني العالمي سوف يُعدم، وتُحلّ نهائيا "داعش" التي "قهرت" العالم، وعجز المنتصرون على "هتلر" ونازيته، وعلى صدام وجيشه، واليابان وقوته؛ هؤلاء كلهم عجزوا أمام "داعش"، ثم بالله عليكم كم يلزمني من البلادة والبلاهة، لأصدق ذلك؟ افْتوني، ولكم كل الفضل..