ننشر حزننا، كما نفتح نهرا كبيرا، ونغسل فيه عضلات القلب التي جفت، كما لو ينقذنا الحزب من هندسات يابسة، ثم نجمعه، في جراب العمر، إلى حين موعده القادم، وشبه المضبوط، ونتناوله مثل حبات الأنسولين طيلة العمر.
وعادة، مثلما العلم والفلسفة، يأتي العقل في (...)
لم تبرئ تحقيقات قضاة المجلس الأعلى للحسابات، الكثير من المسؤولين ومن الهيئات المسؤولة في ما يخص تدبير المال العمومي.
ولم يتحرك المجلس، ولا يعطيه القانون صلاحيات واسعة في مواصلة «منطق» التحقيق الذي قام به في المال العمومي.
فنحن أمام ملايير من أموال (...)
جرت مياه كثيرة منذ كان المرحوم محمد الخامس يقف وسط العمال، بمناسبة فاتح ماي ويخطب في «العمالة» كما كان يسمي الطبقة الشغيلة. وجرت دماء كثيرة أيضا بهذه المناسبة منذ كان الملك المرحوم يعتبر العيد الأممي عيدا«قوميا» للمغاربة أجمع، ويقول بأن العمال ليسوا (...)
لا تكن طبيبا، فأنت لن ترى سوى المرضى بآلام القلب والنقص الكلوي،.. والذين يعانون من ضغط الدم، وهو معٍد بلا شك بسبب الاحتكاك، وإذا كنت غير محظوظ فستكون متخصصا في البواسير،
لا تكن طبيب توليد، لأنك ستكون مجبرا على أن تلتقي الحوامل والرضع واليائسات بعد (...)
استيقظ العرب على تهجير جديد، فعادوا إلى ردود فعل قديمة. كما لو أن كل أزمة تحل بالأمة تعيدها إلى طفولتها، وتجعل الحنين أفضل رد على الواقع.
لسنا بعد أمة انفصامية، لكننا وصلنا إلى نقطة الحديث مع الأشباح.
القصة هي أن إسرائيل قررت ترحيل أزيد من 70 ألف (...)
لايحتاج الكثير من الصحافيين، أو المحللين إلى الكثير من الواقع لكي يفسروا أي نشاط سياسي، أو فعل وطني. وهم في ذلك مصابون بنقص، في الواقع كرست بعض الصحف واقعا سياسيا لا تثبته لا الوقائع ولا الحقائق..
فقد تتبعنا ما جرى في مجلس النواب يوم الجمعة، (...)
سبق انفصاليون الحملة التبشيرية واعتبرونا تمسحنا قبل الآوان، وأننا قادرون اليوم على أن نقدم خدنا الأيمن عندما يلطموننا على الخد الأيسر. فقد قامت مجموعة انفصاليين بالاعتداء على مواطنين صحراويين مغاربة بالضرب والتنكيل. وانتقلنا بذلك من محاولة استفزاز (...)
كان فيليب سولير يعتبر أن الكتابة هي امتداد السياسة بوسائل أخرى. وفي الكتابة السياسية تصبح السياسة والكتابة، تقريبا شيئا واحدا.
بدأت الكتابة السياسية في المغرب المعاصر كفعل من أفعال الآخر، صرفها يعود إلى ضمير غائب اليوم، لكنه يشكل لا وعيا أساسيا في (...)
استضافت قناة «الجزيرة» في حصادها ليوم أول أمس الدكتور- عفوا الدكاترة - عبد اللطيف حسني، وسألته عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعن مجلسه الوطني. وقد حضر الدكاترة عبد اللطيف حسني باعتباره محللا - وليس محرما - سياسيا.
لقد أبدى الدكاترة عبد اللطيف (...)
يضع ما عرفناه من نقاشات في أعقاب الانتخابات، قضية التعديلات التي أصبحت ضرورية لإنقاذ الممارسة السياسية من أعطاب الفساد وبراثينه. نحن على مسافة من الإنتخابات القادمة، بعد قراءة جادة لما حدث، نملك الوقت والفرصة لكي نغير الكثير من الأشياء التي تطرح (...)
في عز البرد الديبلوماسي بين المغرب والجزائر، نزلت الكرة لتذيب الجليد ويتحدث الجميع عن عواطف ساخنة إزاء الفريق الوطني الجزائري..
لم يتردد سياسيون ومواطنون عاديون في التعبير عن هذه العواطف، ولم يزوروا أحاسيسهم بناء على اتجاه البوصلة (...)
أمامنا اليوم فرصة لكي نسترجع ميلاد الوطنية المغربية الحديثة.
أمامنا ذكرى عيد الاستقلال والأيام الثلاثة المجيدة، وأمامنا الفرصة التاريخية التي تجمع بين القضية الوطنية الأولى والقضية الوطنية الدائمة: قضية الصحراء وقضية استكمال الاستقلال واسترجاع (...)
للكاتب ه.س.أندرسون (1805 -1875) قصة مثيرة حول ملابس الإمبراطور الجديدة، وذات يوم جاء محتالان إلى الإمبراطور وادعيا بأنهما من كبار باعة الثوب والملابس. وادعيا بأنهما يصنعان أجمل ما في الملابس منذ بداية أبينا آدم، عاريا من جنة الله الواسعة. وقال (...)
ذات يوم من أيام الستينيات خرجت فلسطين من دواليب الخطاب الحماسي المتعدد الطلقات، لتدخل تاريخها الخاص، تاريخ صوتها المتفرد، تحت اسم حركة التحرير الفلسطينية «فتح»، وصار للقضية وجه، وإسم حركي وصوت: ياسر عرفات، الذي انتقل بالوجود الفلسطيني من مرتبة الحق (...)
في أسبوع واحد غضبت سماء البلاد، وغضب زعيم من أخلص وأنظف وأقوى زعماء التحرر في البلاد وفي العالم، هو محمد بن عبد الكريم الخطابي.
ففي سابقة خطيرة أقدم النائب الثالث لرئيس الجماعة الحضرية لمدينة المضيق على استقبال رئيس غرفة التجارة والصناعة والملاحة (...)
قررت أن أتنقل إلى مراكش، وأقف في صف طويل...وحدي، وربما أتدافع بالمناكب مع الهواء إلى أن يصل دوري للسلام على السيدة شجرة الدر هيلاري كلينتون بنت رودام، واسمها الكامل هيلاري ديانا رودام كلينتون..
وسأسلمها رسالة مطولة عن كل المشاكل التي تعترضني في (...)
شرح عبد الله العروي في كتابه الأخير، الذي لا شك أنه سيسيل مدادا كثيرا كما هي عادة كتبه كلها، المفهوم الذي يحمله الأصالة والمعاصرة في مغرب اليوم.
ديوان السياسة، على إيقاع ديوان الحماسة تفكير في القاموس السياسي المغربي، وتفكير أيضا في حقيقة المفاهيم (...)
فتحت فرنسا ابواب محاكمها للطبقة السياسية ، وأصبحت بلاد شارل دوغول تعيش على إيقاع وزراء ووزراء أوائل ورؤساء أمام القضاء. ولم تكن وراء المحاكمات الصاخبة سوى قضايا تهم التدبير العام أو قضايا سياسية ذات علاقة بالنزاهة الاخلاقية والمسؤولية في التسيير (...)
المغرب مريض في مدرسته، لهذا قرر أن يتحدث لغة الطب في قضية التعليم، وجاءت الاستعجالية كبادرة للرد على أعراض المرض.
المغرب مريض في مدرسته، ولم يعد يخبيء مرضه، وهذه أيضا سمة من سمات الصحة في المقاربة.
الاستعجال كما يشرحه المسؤولون أنفسهم ليس وصفة (...)
أعادت حادثة تدنيس قبور الجنود المغاربة في فرنسا إلى الذاكرة معلومة بدهية عن تاريخ المغرب المعاصر: وتتعلق بانحيازه إلى المعسكر الديمقراطي، معسكر الحلفاء في حربهم ضد النازية وحليفها الفاشستي.. وهو الانحياز الذي تم على مستويات عديدة، منها لقاء آنفا، (...)
يكثر الحديث عن المهدي بن بركة هذه الأيام، سواء في المغرب أو في فرنسا.. وفي المغرب، عوض الحديث عن حقيقة القتلة أو حقيقة الميت، تسير الكثير من الأسئلة والكثير من الأجوبة نحو صناعة حياة للمهدي بن بركة. والغريب والمدهش في الأسطورة هو أن المهدي صنعوا له (...)
قررت حكومة المالديڤ أن تجتمع تحت الماء. ولعلها المرة الأولى التي سيكون نزار قباني فيها فخورا بأنه وجد من يجسد قصيدته من تحت الماء تجسيدا فعليا ويعطيها جسدا وصورة. الرسالة التي أرادتها الجزيرة / الارخبيل إلى العالم تقول بأن العالم سيغرق...في الحرارة (...)
مرت ثماني سنوات على خطاب أجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وهي ثماني سنوات كافية لكي تقنع مكونات الحقل الثقافي المغربي بأن المغرب كان على صواب عندما اختار طريقا سلسة في التعامل مع مكوناته، وكان على صواب بالرغم من كل نزوعات التضخيم (...)
حدثت خمس معجزات، على الأقل في هذا الأسبوع. وبالرغم من تلك المقولة التي يرددها المشككون جدا، أو المتدينون جدا بنهاية عصر المعجزات، فإن هذه الأخيرة وقعت بالفعل..
هناك طريقتان في الحياة، الطريقة الأولى هي التصرف كما لو أنه لا شيء معجزة، والطريقة التي (...)
ليس هناك ما يبعث على التأمل أكثر من يوم وطني لمحو الأمية.. التأمل، لأن الحياة كلها حرب ضد الأمية، لكننا نحتاج دوما إلى يوم واحد فقط لكي نتذكر هذه الحرب،
ونتذكر ضراوة العدو الذي نتربص به
وهو يهزمنا،
و لحطة تأمل لأننا حين نحارب أمية محددة نجد (...)