للكاتب ه.س.أندرسون (1805 -1875) قصة مثيرة حول ملابس الإمبراطور الجديدة، وذات يوم جاء محتالان إلى الإمبراطور وادعيا بأنهما من كبار باعة الثوب والملابس. وادعيا بأنهما يصنعان أجمل ما في الملابس منذ بداية أبينا آدم، عاريا من جنة الله الواسعة. وقال المدعيان بأن الثوب الذي يملكناه ليس جميلا ومزركشا، بل إنه يملك خاصية أن يصبح ... لا مرئيا عند لبسه. وبطبيعة الحال انطلت الحيلة على الإمبراطور ولبس الثوب الذي.. وصار يتجول به، ولا أحد يتكلم عن الموضوع، إلى أن صرخ طفل صغير وبريء «الإمبراطور عريان».! تذكرت قصة أندرسون، وأنا أتابع مقابلة المغرب والكاميرون، ورأيت الطفل إبراهيم وهو ينزل إلى الملعب ويسجل الإصابة لكي يقول لنا: «الفريق عريان، ونحن عرايا، والجميع هناك عرايا أمام أنظار العالم التي تستقبل المباراة». انتظر الطفل الجميل، إبرهيم الخطابي الحاضر في مقابلة المغرب الكاميرون، طويلا لكي يسجل الفريق الوطني إصابة واحدة فقط، وعندما طال انتظاره نزل إلى الملعب بنفسه وسجل إصابة الشرف، وبذلك غَيَّرَ النتيجة من إصابتين للاشيء، إلى إصابتين مقابل واحدة. والنتيجة التي حصل عليها الفريق الوطني والمدرب والمسؤولون وأصحاب المناظرات والمتمرسون على الجموع العامة لم تتغير، أي أننا خسرنا بفضلهم مشكورين بإصابتين، وهي في الواقع هزيمة ببطولتين. لقد انتصرت علينا الكاميرون ببطولتين للاشى: بطولة العالم وبطولة إفريقيا. وبما أن العبد لله لا يكور شيئا، اللهم الكفتة! فقد اعتبرت أن الكاميرونيين كانوا طيبين للغاية، وساعدونا على الربح والإنتصار. فقد ربحنا أولا الطاقة التي كنا سنخسرها في اللعب، وبذلك وفرنا على أنفسنا الطاقة التي كنا سنخسرها في المباريات القادمة. وهو ربح أول. الربح الثاني هو أننا، ولله الحمد، ربحنا الوقت الضائع لو أننا كنا تأهلنا، ثم نتوجه إلى المباريات المقبلة ثم نعود بخفي حسن مومن! لقد انتهت المقابلة وخرج المغرب صفر... القدمين، وربحنا من ذلك عبارة جديدة لابد أن الركبان ستسير بذكرها، ولا يهم أن نخسر المشاركة في البطولتين، المهم أن تخرج اللغة وقد ربحت جملة جديدة. والمغاربة الذين تابعوا المباراة، وهم من محبي الأمثال والعبارات البليغة شعروا بالفقسة، لأن ... فاقس الشيء لا يعطيه..! لو كان المغرب قد خسر بإصابتين لواحدة، لكنت تنفست الصعداء، لأن الطفل الجميل سيسجل الثانية ونكون بذلك متعادلين! وعلى كل، هل كان المغرب هو الذي خسر فعلا أم الفتح الرباطي؟ والسؤال بريء للغاية، لأنني لم أشاهد فريقا باللباس الوطني الذي تعودت عليه، وربما تغيرت الراية وأنا في دار غفلون وتغيرت الألوان الوطنية بدون أن يتم إشعار المغاربة .. وهذه قد تكون نقطة رابعة ربحناها من المباراة!