تعيش مجموعات كبيرة من المعتمرين المغاربة العالقين بالديار المقدسة وضعا مأساويا منذ يومين، بعد أن تخلفت الجهات المنظمة لرحلات العمرة عن توفير وسائل نقل جوي لإعادتهم إلى أرض الوطن، ما خلف حالة من الفوضى والاحتقان، لاسيما في صفوف الفئات الهشة من المسنين والمصابين بأمراض مزمنة. وبحسب مصادر خاصة لجريدة "العلم"، فإن إحدى هذه المجموعات تضم 43 شخصا ينحدرون من مدينة العرائش، أغلبهم نساء متقدمات في السن يعانين من أمراض خطيرة كداء السكري والضغط الدموي وأمراض القلب، وقد أصبحن مهددات بمضاعفات صحية حادة بسبب انقطاع الدواء، وانعدام الرعاية الطبية.
ورغم مرور يومين كاملين على موعد العودة الأصلي، فإن لا طائرة أقلتهم، ولا جهة رسمية تواصلت معهم لتوضيح مصيرهم أو طمأنتهم غير التسويف الذي يتردد على آذانهم من طرف مشرفي الرحلة، وقد ازدادت معاناتهم بعدما توقفت الفنادق التي كانوا يقيمون بها عن تقديم أي خدمات منذ ثلاثة أيام، بما فيها توفير الماء الصالح للشرب، ما جعل الكثيرين يعيشون حالة عطش وجوع غير مسبوقة.
كما أشارت شهادات متطابقة إلى نفاد نقود العديد من المعتمرين، مما اضطرهم إلى المبيت في ردهات الفنادق أو العراء، دون طعام أو شراب، وسط أجواء من التوتر والانهيار النفسي، حيث سجّلت حالات إغماء متكررة في صفوف النساء وكبار السن دون أن تبادر الجهات المعنية في السعودية أو المغرب إلى التدخل أو تقديم الإسعافات اللازمة.
هذا الوضع الكارثي أثار استياء واسعا في صفوف المتضررين وذويهم، الذين عبّروا عن صدمتهم من الإهمال وسوء التنظيم، مؤكدين أن معاناة المواطنين مع رحلات العمرة المقدسية تتكرر كل سنة دون حلول جذرية.
وطالب المعتمرون العالقون، عبر جريدة "العلم"، بتدخل عاجل من طرف السلطات المغربية وعلى رأسها وزارة الخارجية ووزارة الأوقاف، من أجل ضمان عودتهم السريعة، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن هذا الوضع المهين الذي يسيء إلى صورة المغرب وإلى كرامة مواطنيه بالخارج.