سبق انفصاليون الحملة التبشيرية واعتبرونا تمسحنا قبل الآوان، وأننا قادرون اليوم على أن نقدم خدنا الأيمن عندما يلطموننا على الخد الأيسر. فقد قامت مجموعة انفصاليين بالاعتداء على مواطنين صحراويين مغاربة بالضرب والتنكيل. وانتقلنا بذلك من محاولة استفزاز الدولة المغربية وأجهزتها السياسية، والزيارات إلى تفعيل العنف الانفصالي في أجساد المواطنين الوحدويين. لقد أصبح الانفصاليون العزيزيون يبحثون عن السجن، فلتكن رغبتهم إذن مستجابة وليدخلوه بأوهامهم. لأن الذي يحدث اليوم هو قمة في الاستفزاز والإهانة، فلا يمكن للحوار أن يتم ولا للمفاوضات أن تتم إذا كان كمشة من الانفصاليين تسعى إلى أن تستفزنا في عقر دارنا. لا يمكن أن نصبح مسيحيين بسبب الحكم الذاتي ومقترحاتنا أو بسبب التعقل أو حتى بسبب نوع من القرابة الدموية والترابية والتاريخية. لقد تابعنا الإعتداءات باسم الحق في التظاهر وفي التجمع وفي السفر إلى مخيمات الأعداء، ولكننا لم نتصور أبدا أن يصير العقل صفعة على خد المواطنين الوحدويين.. ويمكننا اليوم بالفعل أن نستدل عن ما هو المصير الذي يخططه قادة الانفصال وأياديهم القذرة لكل من يعبر، ولو بشكل سري عن شكه في الأطروحة الانفصالية، وهو في عقر المحتجزات؟ ألا يقتلونهم ويغتالونهم وهم يملكون السلاح والغطاء السياسي والفضاء الواسع المفتوح على المقابر والرمال؟ كم مضى من الوقت قبل أن تكشف الأممالمتحدة أن بقاء المحتجزين في تندوف بدون تسجيل هو في الواقع طريقة لتقديمهم للاغتيال السري بدون حسيب ورقيب. وها هم اليوم يتوقحون ويصرون على أن يرتكبوا حماقاتهم في عز الوطن الموحد وتحت أنظارنا جميعا.. لابد من الحزم والصرامة لأنه لا يمكن أن تكون الإهانة والاعتداء رديفا لمن يومن بالوحدة ويومن بحق بلاده في ترابها وصحرائها. ليس ما وقع من جراء اعتداء، بل هذه وقاحة واستخفاف وتمريغ المواطنة في التراب بشكل لم يسبق له مثيل. غدا ماذا سيفعلون لكي يصلوا السجن ويبدأون في الصراخ؟ قادرون على كل الفظاعات لكي يستفزوننا، لكن لكل صبر حدود.. فعندما يضربنا هؤلاء بإهانة الانفصال لا يمكن أن نكرر بأننا وحدويون ولا نتنازل عن كرامة وشرف الوحدة، بل نعبر عن ذلك ونبرهنه.