استنفرت قوات الأمن المغربية بشكل كبير، الثلاثاء الماضي بمطار العيون، للحيلولة دون وقوع اشتباكات بين مئات المواطنين المغاربة الصحراويين ومجموعة من الانفصاليين كانوا عائدين من الجزائر بعد زيارتهم لمخيمات العار بتندوف، حيث يحتجز آلاف المغاربة من طرف البوليساريو. وعلمت الجريدة أن مئات المغاربة حجوا إلى المطار ورفعوا شعارات معادية للانفصاليين، مؤكدين على الوحدة الثرابية للمغرب ومطالبين بفك الحصار عن المحتجزين. وكانت مجموعة من ستة أفراد يتزعمهم المسمى «محمد ددش» قد قامت بزيارة للمخيمات عبر الجزائر في محاولة استفزازية جديدة لشعور المغاربة. وأكدت نفس المصادر أن مختلف مصالح الأمن المغربية تجندت للحيلولة دون وقوع أي مواجهات و رافقت الانفصاليين إلى بيوتهم بمدينة العيون، مخافة أي اصطدام ،خاصة وأن الانفصاليين يسعون إلى إظهار أنفسهم بموقع المنتهكة حقوقهم والمعتدى عليهم. وكان ما يسمى «تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان» أصدر بيانا يتهم فيه السلطات المغربية بتجنيد ألف شخص لمضايقة ما يسميهم المدافعين الصحراويين. وكانت عدد من الجمعيات المدنية والمواطنين الصحراويين عبروا عن رفضهم لاستفزازات هذه الشرذمة المرتبطة بالجزائر ودعم البوليساريو ضد إرادة ابناء الصحراء الذين يطالبون برفع الحيف والاحتجاز عن إخوانهم الذين يعيشون في ظروف اشبه بالاستعباد، كما اعترفت بذلك منظمات حقوقية دولية. وكانت وقفة أخرى نظمها الوحدويون بمدينة طانطان في نفس السياق. وسجل المتتبعون أن مصالح الأمن المغربية لم تعد تعطي أية أهمية لمثل هذه الزيارات التي ارتفعت وتيرتها بعد نجاح لقاء المغرب والاتحاد الأوربي والاحتضان الذي يلاقيه مشروع المغرب للحكم الذاتي، وعودة عدد من المغاربة إلى أرض الوطن بعدما نجحوا في الإفلات من الدوريات الجزائرية بالمخيمات وكذلك سحب عدد من الدول الافريقية اعترافها بالجمهورية الوهمية، إضافة إلى النزيف الحاد والتصدع في صفوف البوليزاريو الذي يلجأ إلى فتح جبهة داخل المغرب للتغطية على حالة العجز التي يعيشها.