في عالم صاغ مفاهيمه الرجال يصعب على المرأة أن تتحرك خارج إطار رُسم لها مسبقا. وحتى في عهد الحضارة والقوانين الوضعية مازالت آثار الحياة البدائية (الوحشية،كما يسميها كلود ليفي ستراوس) حيث الغلبة للأقوى، هي ما يطبع علاقة الرجل بالمرأة بشكل عام.. الرجال (...)
قريبا سيحل الثامن من شهر مارس، وستنطلق حناجر من كل صوب هاتفة باسم المرأة: ستقام ندوات، لقاءات، برامج تلفزية وإذاعية.. السيناريو نفسه يتكرر كل عام، ولا ندعي أنه يمر مرور الكرام، أو أن ما يسعى المثقفون والفاعلون السياسيون والجمعويون والإعلاميون (...)
إن ميزة المتشائمين هي أنه ليس بوسعهم التشاؤم أكثر. ولذلك فقد أبدو قاسية أو صادمة حين أقول إن النبأ العظيم الذي هزّ، فيما يبدو، أمة العرب والمسلمين لم يثر في أي دهشة بل إن لعل دهشتي الكبرى هي من اندهاش الآخرين من خبر جعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني (...)
بيين فينات وأخرى تظهر على الساحة حوادث تشغل الرأي العام المغربي، وتُشعل المواطنين ليدلوا بدلوهم باحثين عن أصل المشكل، ولأن الحقيقة الواحِدة مُتشظية متعددة الأبعاد، فإن كل فرد يقرأ الواقع انطلاقا من زاويته الوحيدة، وهو ما يؤدي غالبا إلى الخلاف الشديد (...)
ما الذي يحدث عندما يشتم إنسان نفسَه؟ ما الذي يحدث على المستوى السيكولوجي؟ ثم ما الذي يحدث على مستوى التطورات التي تعرفها حياة هذا الفرد؟
هناك مثال شهير يستخدمه بشكل خاص الناقمون على التنمية البشرية بغرض السخرية منها، وهو ذلك المشهد الذي يخبرك فيه (...)
أن تكون متصلا بالشبكة العنكبوتية يقتضي بالضرورة أن تنفصل عن ذاتك، سواء شئت ذلك أم لا؛ فإنك ما إن تربط علاقة مع المعطيات التي يمدك بها الجهاز المتصل بالشبكة حتى تصير كمن فارقت روحُه جسدَه.. الجسد ثابتٌ قار لا تتحرّك فيه، على الأكثر، إلا بضع أصابع (...)
(the purge) أو " التطهير" هو من أجمل الأفلام التي تم إنتاجها في السنوات الأخيرة وأكثرها أهمية وأبلغها صورة.. فالفيلم الذي يصنف كمزيج بين الرعب والدراما والخيال العلمي، ليس فيلما تشاهده بهدف الحصول على بعض المتعة، ولكنه استشراف للمستقبل: مستقبل مظلم (...)
حضرت الكاتبة والمناضلة المصرية نوال السعداوي إلى المغرب على إثر دعوة تلقتها لحضور فعاليات مهرجان ثويزا، وألقت محاضرة هناك. وبين من استمع إلى حديث نوال ومن لم يستمع، ثمة مصفقون، ومعترضون، ومهاجمون شنّوا عليها حملة ضارية لم يسعوا من خلالها إلى (...)
وجع الكتابة هو أن تكتب ليقرأك الآخر، ليسمعك، ليفهمك.. ولن يفهمك إلا بطريقته وتلك خديعة اللغة التي لا يمكنها أن تصف شعور المرء بدقة وألاعيب العقل البشري الذي لا يفسر الحقائق إلا وفق هواه. إنك تقول شيئا ويترسخ في وعي المتلقي بأشكال وأشكال.. إنك ترسم (...)
ملاحظات:
حضرتُ يومي الجمعة والسبت فعاليات النسخة السادسة من المهرجان الدولي للقصة القصيرة جدا بالناظور، والذي احتفى هذا العام بالكاتب والناقد المغربي حميد لحميداني. ورغم الحفاوة التي لقيني بها منظمو المهرجان، والمحبة التي حفّني بها ضيوفه، وهو (...)
حُصِدت جائزة الغونكور للعام 2016 من قِبل رواية "أغنية هادئة" لمغربية الأصل ليلى سليماني. الرواية أسالَت الكثير مِن المداد خاصة أنها ثالث رواية مُسطّرة بقلَم مِن أصل عربي تحوز الجائزة الفرنسية العريقة، بعد اللبناني أمين معلوف والمغربي الطاهر بن (...)
لفترة غير قصيرة، ظلت كلمة "إرهاب" معتمة المعنى، ملتبسة على الإدراك. لكنها كانت تحيل بشكل عام على كل عنف مادي تمارسه فئة أو جماعة أو منظمة أو أفراد ضد جماعة أخرى من أجل إرهابهم، أي: تخويفهم. في وقتنا الحالي تجردت الكلمة من زئبقيتها وقد صار لها معنى (...)
في المغرب، لا يزال النقاش على أشُدِّه حول اعتماد الدارجة (اللهجة العامية) في التعليم عِوض العربية الفصحى. عن نفسي أتساءل فيم يُفيد هذا النقاش؟
مَشروع التعليم بالعامية فكرةٌ تمخّضت عن ندوةٍ قدّمتها مؤسسة زكورة للتربية، ورفَعت على إثرها مُذكرة لملِك (...)
لا يستطيع أحد أن يجزم ما إذا كانت سعيدة بالفعل، ولكن هذه المرأة تؤكد أنها كذلك. في أواخر الأربعينات من العمر.. مازالت تحتفظ بمسحة جمال. لَم يسبق لها الزواج وهي تؤكد أنها زاهدة فيه. تركَت، بعد وفاة والديها، بيتَ الأسرة التي صارت تتقاسَمه مع شقيقِها، (...)
في أيام مُراهقتي، كنتُ قد قرأت في إحدى المجلات التي اعتدتُ متابعتَها حينئذ، مقالا طريفا في ظاهره، عميقا بفضل التساؤل الذي يطرَحه. لا أتذكّر تفاصيله بدِقة.. لكن الفكرة العامة تدور حول قصة واقعية لكلبٍ يعيش في كَنف أسرة تحبه وترعاه، إلا أنّ المسكين (...)
الكتابة الإبداعية عمل فردي بحت، يتحقق في الغالب، خلال اختلاء الكاتب بنفسه وتعمقه في ذاته مستحضرا ماضيه المتمثل في تجاربه الشخصية، وتلك التي استخلصها من حيوات أشخاص آخرين عرفهم في حياتهم أو سمع أو قرأ عنهم، ومستحضرا عالما آخر من الخيال المحض قد يوجد (...)
الفنان هو الإنسان الذي يسمو بذائقة المتلقي، ويطرد بإبداعه وحشة الروح وقبح الواقع..
والمثقف هو إنسان قد يهب حياته في سبيل قيم العدل والإنسانية، ناهيك عن أن يدافع عنها. وقبالة السفارة الفرنسية بالعاصمة المغربية، تجمهر عشية الإثنين الماضي جمهور من (...)
في العام 2011 وبالمواكبة مع ظهور أول نسخة من المهرجان الدولي للقصة القصيرة جدا الذي يقام بالناظور وتنظمه وتشرف عليه جمعية جسور، ظهرت في المدينة أقلام قصصية شابة، ما لبث يراودها حلم الإبداع القصصي، دون أن تجد الفرصة أو الكيفية المناسبة للظهور.. ثم (...)
الاشارة الاولى
مباشرة بعد مقتل محسن فكري بين فكي آلة طحن الأزبال.. وعلى خلفية الضجة التي أحدثتها الواقعة الأليمة، خرجت أصوات مسؤولة في الدولة تطمئن المغاربة وتؤكد لهم بأن التحقيق سيأخد مجراه.. ثم خرج السيد رئيس الحكومة بتوجيه لأعضاء حزبه وللمتعاطفين (...)
إذا كنت تنتمي إلى العالم العربي و/أو الإسلامي، وتكتب، ولا يهم هنا، المنبر الذي تكتب من خلاله أو نوعية ما تكتبه فأنت بمجرد ممارستك لفعل الكتابة تعرف أنك لا تختلف كثيرا عن بطل فيلم "الحدود" الذي ألفه الكاتب السوري الساخر محمد الماغوط، والذي يحكي قصة (...)
- أنا أُحارب الفِكر الظلامي
- أيّ فكرٍ ظلامي؟
- ذلك الذي يُنظِّر للظلام
- وكيف عرفتَ أنّه ظلام؟
- الظلام كناية على الماضي، إنه شيء سَحيق، مضى وانتهى ولم يعد له وجود ولكنه ما فتئ يُسمّم حياتنا.
- شيء سحيق .. كعصر الأنوار مثلا، المرجع الأول لعدد من (...)
عندما كنتُ بعد طفلة صغيرة في صفوف المدرسة الابتدائية؛ وهي الفترة التي يتراوح عمر التلاميذ فيها، ما بين ست وإثنتا عشرة سنة (بداية فترة المراهقة)؛ كان التلاميذ الذكور، من كافة المستويات الدراسية، يُردِّدون أمثالا، كنت أجدها حينئذ، غريبة ومضحكة؛ لا (...)
بعد غيابٍ طويل عَن الحرم الجامعي، قُدّر لي أخيراً أن أذهب إلى هناك، يوم الأربعاء الماضي، لحُضور ندوةٍ دعيت إليها، بخصوص موضوع "الدين والتدين بين العلوم الإسلامية والعلوم الاجتماعية". عندما صِرت قُبالة الصّرح الجامعي، كان أول ما أدهَشني هو صفٌّ طويل (...)
مبدئيا،ً يحقّ لكل إنسان التعبير عما يختلج نفسه مِن مشاعر، ويعنّ بباله من أفكار، بالطريقة التي يراها مناسبة. حتى عندما يتعلق الأمر بالتضامن مع الغير.. فإنه من البديهي أن يكون لكل واحد منا أسلوبه في القيام بهكذا خطوة إنسانية. إلا أنّ للموت _قتلا (...)
ماذا لو؟ !
مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" الذي يؤدي دور البطولة فيه النجم عادل إمام، ينطلق زمنيا قُبيل انطلاق شرارة الثورة المصرية التي أطاحت بحسني مبارك. ويروي قصة أستاذ جامعيّ، يساري الفكر والعقيدة؛ يحمل توجهات ثَورية، ولا يتوانى عَن انتقاد النظام، مِن (...)