- أنا أُحارب الفِكر الظلامي - أيّ فكرٍ ظلامي؟ - ذلك الذي يُنظِّر للظلام - وكيف عرفتَ أنّه ظلام؟ - الظلام كناية على الماضي، إنه شيء سَحيق، مضى وانتهى ولم يعد له وجود ولكنه ما فتئ يُسمّم حياتنا. - شيء سحيق .. كعصر الأنوار مثلا، المرجع الأول لعدد من أفكارنا المعاصرة؟ - لا تلك كانت حقبة إيجابية، أنا أقصد قبل ذلك بكثير.. - قبل ذلك؟ كذلك الفكر الذي جاء به فلاسفة اليونان سقراط أفلاطون وأرسطو؟ - لا، تلك كانت فلسفة مفيدة، أنا أقصد ذلك الفكر المليئ بالأخطاء والمغالطات الذي يسرف في الإيمان بالغيبيات ويضطهد النساء. - لا ضير، فأفكار أرسطو وأفلاطون وسقراط كانت أيضا عامرة بالأخطاء والأشياء غير المقبولة في عصرنا، خذ عندك مثلا: سقراط، كان يحتقر النساء ويراهُنّ أقل شأنا من الرجال، ويقال أنه وصف أولئك الذين يدافعون عن أنفسهم في المحكمة بأنهم ليسوا أفضل من النساء. وأفلاطون كأستاذه أيضا كان يؤمن بالروح وبالعالم العلوي وبأن الموت انتقال من مرحلة إلى أخرى.. أما أرسطو فقد ثبت أن المبادئ الفيزيائية التي وضعها كانت خاطئة بخصوص مركزية الأرض و.. مقاطعا: - هؤلاء حتى وإن أخطأؤوا فقد اجتهدوا وفقا لعصورهم، أنا أتحدث عن الأديان تحديدا. - الأديان ظلامية؟ تقصد أنها كذلك لأنها تتناول مواضيع ما وراء الطبيعة وما هو ميتافيزيقي؟ - تماما - لكن هذه لا تخص إلا أصحابها المؤمنين بها فلِم تحاربها أنت؟ - لأنهم لا يختصون بها أنفسهم، ولكنهم يفرضون علينا الإيمان بها والعيش وفقا لمبادئها. - كلام كعقول، لا يحق لأحدهم أن يفرض عليك تعاليم دين معين، أو فلسفة معينة.. أنا شخصيا يُسيئني كثيرا كل تلك القيود التي يفرضها علينا البنك الدولي، ويؤسفني ما تفعله الرأسمالية المتوحشة بالضعفاء من البشر، وتعبت كثيرا من تعاليم العولمة التي حولتني إلى إنسانة منمطة داخل عالم متشابه.. أيمكنك، رجاء، وأنت تحارب الدين أن تحارب هذه الأشياء أيضا؟ -.... ! [email protected]