جدد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الثلاثاء بالقاهرة، التأكيد على الدعم الدائم من الملك محمد السادس لكل المبادرات الرامية إلى تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة. وقال بوريطة، في تصريح للصحافة على هامش انعقاد أشغال القمة العربية غير العادية حول فلسطين، إن رؤية الملك للقضية الفلسطينية كانت دائما واضحة وقائمة على ثوابت في مقدمتها اعتبارها في أهمية القضية الوطنية، وكذلك دعمه الدائم لكل المبادرات التي تؤدي إلى تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة. وأشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى أنه بتعليمات من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، شارك المغرب في الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية، وأوضح أن هذه القمة تنعقد في ظرف دقيق وصعب، يتميز بما خلفه الاعتداء الإسرائيلي على غزة طيلة عام ونصف العام تقريبا، من دمار وتقتيل، وكذا في سياق يتميز بالإعلان عن وقف إطلاق النار رغم هشاشته وخرقه والصعوبات التي يواجهها. وأضاف الوزير أن القمة غير العادية تنعقد أيضا "في ظل مجموعة من الأفكار والمبادرات بخصوص مستقبل غزة، التي خلقت نوعا من الضبابية في ما يتعلق بالوضع في المنطقة، وخلفت ضغوطا كثيرة". وبخصوص هذه الأفكار اعتبر بوريطة أن محددات الموقف المغربي كما وضعه الملك تتحدد في مجموعة من النقاط، مبرزا في هذا الصدد أن غزة مثلها مثل الضفة الغربية جزء من التراب الفلسطيني، وبالتالي من حق الشعب الفلسطيني التقرير في مستقبلها. وأورد المتحدث ذاته: "بما أنها أراض فلسطينية فإن الشعب الفلسطيني فقط والسلطة الفلسطينية من لهما اليد الأولى والمبادرة الأولى في تحديد مستقبلها وكيفية التعامل معها"، مضيفا أنه قبل الوصول إلى مرحلة إعادة الإعمار يجب تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، والانتقال إلى المراحل المقبلة في اتفاق وقف إطلاق النار، ثم المرور إلى وقف دائم للاعتداءات. واعتبر الوزير أنه رغم كون إعادة البناء والإعمار تعد مسألة تقنية ومالية مهمة إلا أنه يلزمها في الوقت نفسه أن تتم في إطار "تصور ومواكبة سياسية وانخراط كل الفاعلين الإقليميين والفلسطينيين من أجل إنجاح هذه العملية"، وزاد، في هذا السياق، أن نجاح عملية إعادة الاعمار يرتبط أيضا بالتوفر على أفق سياسي، ووقف الاعتداءات وخطابات التعصب والكراهية، وأن يتم تغليب منطق السلام، مؤكدا أن توفر هذه العوامل سيؤدي بعملية إعادة الاعمار في غزة إلى تحقيق النتائج المتوخاة منها. ومن جهة أخرى شدد ناصر بوريطة على ضرورة ألا يدفع الحديث عن غزة إلى نسيان وتجاهل الوضع في الضفة الغربية وما يقع في القدس، مردفا: "هذا ما يجعلنا نستحضر موقف جلالة الملك رئيس لجنة القدس بخصوص الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للقدس، والحفاظ عليها كمكان للتعايش، وكذا دعم صمود المقدسيين، ولاسيما في هذه الظروف الصعبة"، وأشار في هذا الإطار إلى أن البيان الختامي للقمة غير العادية (بيان القاهرة) تضمن إشارة قوية إلى دور لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، وتثمين دور بيت مال القدس الشريف. وبعد أن لفت إلى تبني القمة خطة إعادة البناء والإعمار، اعتبر الوزير أن ذلك يعني البدء في العمل؛ ذلك أن "ما هو ضروري الآن هو كيفية إقناع الشركاء بها، والترويج لها، وإيجاد الدعم لها، وبالأساس الوصول إلى إيجاد رؤية سياسية تواكب هذا العملية"، وثمن الدور الذي قامت به مصر من أجل إعداد هذه الخطة، مبرزا أنه يتعين العمل اليوم على إيجاد الأفق السياسي لإقناع الأطراف الدولية والفلسطينية المختلفة بها، وتجاوز العراقيل الموجودة وتوحيد الصف الفلسطيني، وخلق أفق سياسي للقضية الفلسطينية يفضي إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.