الجسم ليس منفردا كجيفة، لكنه غريب كحبة ملح لا تزال على طرف الجبل».
(جلال الدين الرومي، تأويل محمد عيد إبراهيم)
«ينبغي قبل كل شيء أن نتعلم كيف نسمع حركة الأقدام».
كي نسمع هذهِ الحركة، هل علينا أن نتعلم الرقص؟
هل علينا أن نتعلم كيف نشاهد الرقص إذا (...)
«لا تكادُ تراهْ
أو يراكْ
هو خلفك لا يستقيمُ
بغير خطاكْ
تنحني ينحني
أو تميلُ يميلْ
تستديرُ لترقبهْ
ينسحبْ
للمرايا اتجهتَ لتنظرهُ
فاحتمى بالشعاعْ
أدِر الجسم للشمس كي يختفي
— إنك الآن لا ظلَّ لكْ».
كمْ حار هذا المقطع الذي يُشَعْرِنُ الظل.. وكمْ محيِّر (...)
إلى صديقي الطيب العلمي في عيد ميلاده الستين
ليس غريبا عن القاص أنيس الرافعي ولعُه الشديدَ الوطء لموضوعة واحدة يشتغل عليها وفيها ليُضمنها مجزأة على شكل فصوص قصصية في مجموعة سردية. وليس غريبا عنه أيضا نحتُه لأجناس أدبية عند كل خروج قصصي أو سردي جديد. (...)
هل تستطيع أن تتفيأ ظل قصة تحت ضوء (لا) منتظر؟ كم من لحظة تستطيع القبض عليها لتستكين لهذا الظل المبقع برذاذ ضوء منفلت من شقوق تكاد (لا) تبين في هذا الأفق الذي يتطلع إليه هذا الواقف على عتبة الغلاف (غلاف) المجموعة القصصية التي اختار لها كاتبها مبارك (...)
كانت لحظة استثنائية ليلة الثاني والعشرين من فبراير 2014 احتفاء بالكاتب والروائي سي محمد برادة، والتي نظمتها حلقة "أصدقاء ديونيزوس" بمطعم "بوتي بوسي" بالدار البيضاء، حضرها أصدقاء وصديقات الكاتب مغاربة وعربا، افتتحت بورقة تقديمية عن حلقة "أصدقاء (...)
ثمة مشترك واحد في عمليات التحول التي عرفتها جل الأنظمة السياسية في بلدان «الربيع العربي»، ذلك أن الذين أسقطوا حكم الدكتاتور في كل من تونس ومصر وليبيا، أو الذين قادوا معركة التعديلات الدستورية في المغرب، ليسوا هم الإسلاميون، بل تحديدا الهيئات المدنية (...)
مِن باب مَطار رفيق الحريري رأيتُ بيروت ملفوفةً برداءٍ غُباريٍّ يميلُ لونُه إلى الحُمرة، كَما لو أني أقْرأها في «كِتاب الحصار».
«جبلٌ مسقوفٌ بالضبَاب:
رجلٌ يُغامرُ.
غابةٌ مسقوفةٌ بالضبَاب:
امرأةٌ تحلمُ...».
كأن المطار حين حطت بنا الطائرةُ فيه، كان (...)
ليس من السهل أن تجد مضيفا ومكانا يجمع عددا من الناس، فحلقة «أصدقاء ديونيزوس» لا «إطار» سياسي أو إيديولوجي يحتويها، اختيارا منها لا اضطرارا. فهي ليست جمعية ولا منظمة، بل إنها حلقة، كل مرجعيتها تصدر من حب وقناعة أهلها بضرورة فعل شيء لمواجهة la bêtise (...)
دعوني، أولا، أختلس النظر إلى وجه الشاعر محمد بنطلحة المحتفى به الليلة من طرف ديونيزوس وأصدقائه...
دعوني أختلس النظر إليه (الوجه طبعا) لأقبض على بعض حروفه، محاولا منها وبها وفيها رسم ما يشبه البورتريه، ولم لا ما يشبه السيمولاكر، وسيكون ذلك بمشيئة (...)
ربما ينبغي على حكومة بنكيران أن تنظم مسابقة، على غرار مسابقات ملكات الجمال، من نوع خاص جدا ويتعلق الأمر بمسابقة أحسن مرحاض في البار... هذه المسابقة ستجعلنا نكتشف الحالات المزرية التي توجد عليها مراحيض معظم الحانات بالمغرب، والأكثر من هذا ستجعلنا نقف (...)
ربما ينبغي على حكومة بنكيران أن تنظم مسابقة، على غرار مسابقات ملكات الجمال، من نوع خاص جدا ويتعلق الأمر بمسابقة أحسن مرحاض في البار... هذه المسابقة ستجعلنا نكتشف الحالات المزرية التي توجد عليها مراحيض معظم الحانات بالمغرب، والأكثر من هذا ستجعلنا نقف (...)
«الآن وقت العظام. وقت البياض في الجسد. وقت المنسحب على مهل من اللحم. الذي يُرمى وينزوي،
شاهدا وحده أنه كان، أنه لم يكن. وقتُ غبار العدم. وقت العدم بلا غبار.
المُنسحبُ بخفة من يد الوقت، من طيف المكان، من ظل الملاك...».
(وديع سعادة، من قصيدة «نص (...)
... تباغتك طريقة تعامله مع مزق ذاكرته: التداخل العضوي بين «اللقيات» النابعة من الواقع وبين الصباغة. تشعر وكأن هذه المادة الأخيرة (أي الصباغة) لا تقدم نفسها هي، بل تصبح فقط حاملا لما تختزنه ذاكرة الفنان: شذرات مكتوبة غير صالحة للقراءة لأنها معروضة (...)
هو لا يريد، تماما كالشاعر الجاهلي طرفة بن العبد البكري الذي رفض أن يفتح قرطاس موته.. لا يريد.
الشاعر محمد عنيبة الحمري لا يريد.. لا يريد أن ينعت بالشاعر في حضرة القصيد.. القصيد عنده هو من يستحق أن ينعت بالشاعر. لا يفتأ، كلما نعته أحدهم بالشاعر، أن (...)
هو لا يريد، تماما كالشاعر الجاهلي طرفة بن العبد البكري الذي رفض أن يفتح قرطاس موته.. لا يريد.
الشاعر محمد عنيبة الحمري لا يريد.. لا يريد أن ينعت بالشاعر في حضرة القصيد.. القصيد عنده هو من يستحق أن ينعت بالشاعر. لا يفتأ، كلما نعته أحدهم بالشاعر، أن (...)
إلى الكوريغرافي لحسن زينون
«الجسم ليس منفردا كجيفة،
لكنه غريب كحبة ملح
لا تزال على طرف الجبل».
(جلال الدين الرومي، تأويل محمد عيد إبراهيم)
«ينبغي قبل كل شيء أن نتعلم كيف نسمع حركة الأقدام».
وكي نسمع هذه الحركة، هل علينا أن نتعلم (...)
«حين نكتب لا نحرص فقط على أن نفهم، لكن نحرص أيضا على ألا نفهم».
هكذا هي الموسيقى، منذ أول خروج لها من الطبيعة إلى آخر دخول لها في الثقافة، لا تكون واضحة ولا تكون غامضة.. تنكشف للآذان الصغيرة الدقيقة وكأنها لأول مرة تظهر، لأول مرة تعزف، لأول مرة (...)
استهلال
على مسافة أقل من مد البصر، حينما يطالعك وجهه، ترى ابتسامته تستقبلك قبل أن يصافحك يدا بيد أو خدا بخد.. يا لسحر هذه الابتسامة التي ظلت هي هي رغم مرور الزمان وتقلبات الحياة.. إنها ابتسامة القاص الذي تعاهد مع نفسه ومع العالم على عدم خيانة (...)
«أتذكرين يا كارولين الشيء الذي رأيناه، ذات ليلة خريفية دافئة، عندما كنا ذاهبين
إلى ضفة نهر السين المحاذية لشارع «أوطيل دو فيل» والجسر المسمى باسمه...
أتذكرين الشيء المزدوج الذي سميناه «إدواردا» و«أرطو»...
أتذكرين كيف تعانقنا وجلسنا نراقب الشيء، (...)
لم أجلس إليه، إلا ثلاث مرات..
لم أتحدث معه طويلا في أمور الأدب والفن، إلا مرة واحدة..
كان في الجلسات الثلاث قليل الكلام، كثير التأمل، يحدق في شيء ما يراه (ربما) لأول مرة.. عيناه مغمورتان بالدهشة العصية على الفهم والقبض، ويده اليمنى تداعب لحيته (...)
ذاكرة عبد السلام عامر بكاميرا حسن بنجلون
سيرة الملحن عبد السلام عامر غنية بالمآسي والمعاناة والأحداث التاريخية التي وقعت على مدار ثلاثة عقود من القرن الماضي (ما بين 1950 ونهاية 1979) في بلادنا وفي الوطن العربي.
وتقديم هذه السيرة في فيلم طويل (...)
«أضع جسدي والفرشاة في البرزخ: هذه النقطة الكامنة
الكائنة في مكان ما بين السماء والأرض.
القماشة تغطي مساحة فناء المحترف. الجسد ينتصب حينا
وينحني أحيانا أخرى في كل الجهات.
الحركات تتدفق هادئة صاخبة مالئة بياض القماشة.
اللطخات اللونية تتمفصل في ما (...)
«كل شيء فيها يقودني نحو العشق والتناغم والرغبة والتوحد والفناء»
(الرواية، ص.150)
«عندما نختلف على شيء ما، يلزمنا أن نتعانق بقوة»
(الرواية، ص.217)
«التمتع! هل جُبل هذا المصير من أجل الإنسان؟
آه، لو كنت ذقت ولو مرة واحدة في حياتي
كل متع الحب (...)