... تباغتك طريقة تعامله مع مزق ذاكرته: التداخل العضوي بين «اللقيات» النابعة من الواقع وبين الصباغة. تشعر وكأن هذه المادة الأخيرة (أي الصباغة) لا تقدم نفسها هي، بل تصبح فقط حاملا لما تختزنه ذاكرة الفنان: شذرات مكتوبة غير صالحة للقراءة لأنها معروضة للبصر، أظرفة بريدية تصبح في منأى عن اللمس، علما أن الإحساس بتناولها وارد عند المشاهد، أطراف أجساد أنثوية صارخة بالشهوة والشبق، صور شخصيات فنية وإبداعية تعيد إلى الذهن مدى العلاقة القائمة بين ما مضى وما هو راهن وما سيأتي... هذه الأشياء والعناصر وغيرها هي ما يشكل نسيج عمل الفنان التشكيلي بنيونس عميروش.. وهي أيضا الهيولى والمادة المؤثثة للفضاءات الداخلية والخارجية لمسار تجربة هذا الفنان..